عُرف بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، بحبه للقراءة، واعتاد أن يشارك في مدونته الشخصية متابعيه بقائمة الكتب التي يقرأها وينصح بها، ويعترف دوماً بفضل القراءة عليه في طفولته، ولديه مقولة شهيرة، وهي: «كان لدي الكثير من الأحلام عندما كنتُ طفلاً، وأعتقد أن هذا مرده بقدر كبير إلى كوني كنت أقرأ كثيراً».
لا تخفى علينا الفوائد الكثيرة للقراءة عند الأطفال، فهي تُساعدهم على إثراء محصلتهم اللغوية، تنمي خيالهم، تحفزهم إلى الإبداع، والبحث عن المعرفة، وغيرها الكثير، لا يسعنا هنا ذكرها جميعاً. ولكن التحدي الأكبر هو كيف نشجع أطفالنا على القراءة في هذا العصر المليء بالمغريات والملهيات؟
إن نشأة الطفل في بيئة تقدّر الكتب والمعرفة ستُشعره بأن القراءة ضرورة كالأكل واللعب، وحين يرى والديه يقضيان الوقت في القراءة سيقلدهم، وبالتالي سينعكس ذلك إيجاباً عليه.
لنسأل أنفسنا: متى قرأنا قصة ما قبل النوم مع صغارنا؟ هل علّمناهم تذوق الكتب وجعل القراءة متعة وعادة؟ هل ننتظر معهم معارض الكتب بشوق وشغف؟ هل ندرك فعلاً أهمية القراءة منذ الصغر؟ هذه الأسئلة تحتمل الكثير من الإجابات، وتؤكد أننا نتحمل جزءاً كبيراً في تعزيز حب الاطلاع والمعرفة عند صغارنا.
لنعترف أن أخبار المطاعم تنتشر عندنا أسرع من أي حدث ثقافي، صور المطاعم والأكلات تعج في وسائل التواصل الاجتماعي إلى حد التخمة، وتحظى بتجاوب وبعدد من التفضيل والتعليقات أكثر من صور الكتب ومراجعاتها. أما الحضور في الأمسيات الثقافية فيقتصر على عدد قليل وفئة معينة بالكاد تتغير، وفي المقابل نجد طوابير الانتظار في المطاعم في تزايد مستمر، ولا يُخفي البعض حسرته لأنه لم يجرب هذا الطبق الفلاني أو ذاك المطعم. حضور الصغار في معارض الكتب والفعاليات الثقافية التي تقام من أجلهم ليست بالقدر المطلوب، والأهالي هنا يتحملون جزءاً كبيراً من ذلك.
تغذية عقول أطفالنا بحاجة إلى صبر، وجعل القراءة أسلوب حياة لا يأتي خلال يوم أو أسبوع أو حتى شهر، بل هو نتاج أعوام، ونحن الأهالي نتحمل الجزء الأكبر لذلك.