للطرح اليوم شكل مختلف، فقد تطرق عديدون للتحدث عن ما بعد كورونا، كلٌ في تخصصه ومجاله. اليوم أنتقل معكم في رحلة مختلفة ومن منظور أعمق لما بعد كورونا. محدودية التفكير أن هذا الحدث موجود ليكون نقلة نوعية في مجال أو قانون أو سياسة لن تقف أمام هذا فقط فالتغير الذي نتحدث عنه اليوم هو تغير جذري تماماً.
فالعالم بأكمله بل الكون من حولنا سيتغير بعد هذا الحدث، وسلسلة التغير بدأت قبل أن يبدأ بتلك الخطط والتجهيزات العظيمة للسياسات التي وضعت لأنظمة الكوارث والأزمات. ولكن اليوم وفي خضم تجربتها والعيش بها. باتت نقطة البداية للمنهجية الجديدة والفكر الجديد الذي سيعلن معه حقبة زمنية تغير وجه التاريخ الإنساني.
ستختلف التوجهات والمقاييس والمعايير التي تبنى عليها الدول والسياسات، وسيغير الإنسان من برمجات عاش بها زمناً طويلاً، وسيتعلم جيداً ما الثروات الحقيقية والاستثمارات المستدامة حتى في خضم الأزمات.
في الغد القريب بإذن الله، نترقب دواء يشفي من كورونا، ولكنه سيكون دواء للعقول والأرواح التي أرجو أن تكون فهمت الدرس وتعلمت الحكمة. رغم أنه ما زالت هناك عقول متحجرة حتى أمام جائحة هذا الوباء بكل خسائره.
ما بعد كورونا، عوالمنا لن تكون كما كانت، رغم التكنولوجيا والتطور الرقمي سيبقى الإنسان هو القيمة العليا وصحته قيمة أعلى لبقائه. ورغم الحدود والبعد الجسدي الآن إلا أننا تأكدنا من أن العالم لا يطاق إلا بقاطنيه من البشر. ومع أن السلام والتسامح كانا وما زالا الرسالة الأولى للعالم سيبقى هو التحدي الأكبر بينهم. والتنافس بدأ بالفعل في سباق بلا قيود.
عوالمنا الحقيقية هي عوالمنا التي تعيش بداخل كل منا، لأن كلاً منا يصنع عالمه الذي يتأثر به ويؤثر به.