نعم سيسجل التاريخ أن الأرض تعرضت في عام 2020 لغزو من مخلوقات خفية تمكنت من السيطرة على سكانها من البشر، فاحتجزتهم رهائن منازلهم، وفرضت عليهم أسلوب حياة جديداً، ربما تكون تلك عملية تصحيحية لصالح الكوكب، فالطبيعة لها وسائلها الغامضة لتحقيق أهدافها، وقد ظهرت إيجابيات كثيرة على البيئة والصحة العامة، وعلى سلوكيات كثير من البشر.
ربما يكون كل ذلك جزءاً من مخطط كوني لاستعادة التوازن، فقد تمادينا كثيراً لدرجة التطرف في كل شيء، في عصر كورونا زادت البركة في كل شيء وخف الإسراف والتفريط، تغير روتين الحياة وعاداتنا اليومية، واستغنينا عن كثير من الأشياء التي كنا نعتقد ألا غنى عنها، تناولنا الطعام الصحي في المنازل، وبالتالي لم نعد بحاجة للمطاعم، وربما يكون ذلك سبباً في قلة الأمراض وبالتالي خفت مراجعة المستشفيات والعيادات، ولم تعد هناك حاجة إلى النوادي الصحية، استغنينا عن البنوك والقروض والكماليات وعن السفر وحجز الفنادق، وتكديس المشتريات التي لا نستهلكها، استغنينا عن أشياء كثيرة، وتخلصنا من الهموم والمخاوف والهواجس فتحسنت حياتنا النفسية والعائلية والاجتماعية بالرغم من التباعد الاجتماعي.
صار لدينا مزيد من الوقت للقيام بما نرغب القيام به، للتأمل وتصفية الذهن من أجل الإبداع والابتكار والتفكر، من أجل العودة إلى الأرض والطبيعة واحترامها وتقديرها، وها نحن في بداية شهر جديد نتعايش مع الغزاة، والتعايش يعني مواصلة الحياة ولكن مع الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية التي فرضها وجود كورونا، وحتماً سيجد الاقتصاد العالمي سبيله للتعافي والعودة بشكل صحيح أكثر قوة.
نعم لقد تغير العالم، تغير النظام العالمي، وتغيرت أشياء كثيرة، ولن يعود العالم كما كان، لكن السؤال: ترى هل سيعود البشر إلى ما كانوا عليه؟ أم أننا سنواصل الحياة وفقاً للأسلوب الجديد!