قد يطاردك شبح الأرق، وتجد نفسك غارقاً في بحر الأفكار، وما بين فكرة تمضي وفكرة تأتي تطاردك ألف فكرة، ربما لأن الإنسان مجرد فكرة، أو أنه يدور في فلك الفكرة، وربما لأنك تعيش حالماً متنقلاً بين أحلام اليقظة التي تغذيها تلك الأفكار التي تطاردك، لذلك قد تجد صعوبة في العودة إلى الواقع، فتجد نفسك تصارع أمواج الأفكار، فتتشبث بفكرة تحوم حولك، فكرة «القادم أجمل»، تردد صداها في عقلك، حتى بدا لك أنها فكرة النجاة.
لا شك أن العزلة التي فرضها فيروس «كورونا» أثرت على الجميع، وربما كان تأثيرها إيجابياً على كثيرين هنا في الإمارات، لأن قيادتنا الرشيدة تتمتع بقدرة فائقة على بث أجواء الأمل والتفاؤل، والتمسك بالعزيمة لمواجهة التحديات، فتجدهم في كل مناسبة تكون السمة الدائمة هي شحذ العزيمة والتحفيز على الالتزام والتفاؤل، وتجدهم يرددون مثل تلك المقولة، «القادم أجمل بإذن الله»، و«لا تشلون هم»، فكيف لشعب أن يشعر باليأس أو بالخوف من المستقبل ولديه قيادة تحرص على بث روح الإيجابية والتفاؤل والدعم المعنوي للجميع، فتغدو الحياة زاهية كحديقة ورد.
وها نحن نتخطى الجائحة، لتعود الحياة تدريجياً، الحياة لا بد أن تستمر بكل تفاؤل وشغف، ببساطة لأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، كما قال الشاعر محمود درويش، على هذه الأرض ثمة تفاصيل ويوميات جميلة، لا بد أن نعيشها بوعي مجتمعي قادر على جعل التعايش مع «كورونا» آمناً، فالتقيد بالإجراءات الاحترازية السبيل للخروج بسلام من هذه الأزمة بكل إيجابية من أجل الاستمرارية وإعادة الانتعاش في كافة القطاعات.
الإنسان بفطرته مكافح متأقلم مع الظروف التي تحيط به، يرفض الاستسلام لليأس أو للتحديات والصعاب، لأنه دائماً يبحث عن الأفضل.