لم نسلم نحن مواليد «الثمانينيات والتسعينيات» من الركلات الكلامية الموجهة لنا من الجيل الأكبر سناً، فنحن الجيل المتهم بالبلادة والكسل، الجيل الذي ولد في أحضان الألعاب الإلكترونية، وقرأ توافه الكتب، الجيل المدلل الذي أكل البرغر، الجيل الذي تتلمذ على أساليب لا تسمن ولا تغني من جوع، نحن الجيل الذي رزح تحت وطأة برامج الساعة الرابعة، وشاهد «ماروكو الصغيرة» و«وادي الأمان»، نحن الذين ولدنا خُدجاً في عصر الالتفاف، فلم تكتمل أطوار نضجنا!

«الله يرحم».. كلمة مفتاحية في كل جلسة حوار، الحد الفاصل بين جيلين، يتذكرون أيامهم الخوالي، ونقاء النفوس والسريرة، وجدية التعليم في عهدهم، ويختمون حديثهم أنتم «جيل آخر زمن»، جيل فكر واربح، لا يشبه جيلهم الذي تربى على قاعدة اكدح واربح، «كنا نكدح ليل نهار»، واصفين جيلنا بجيل النعماء، جيل أرهق نفسه بالتفكير، وربط أدمغته بأجهزة الحاسوب، قالوا إننا أفرطنا في تشغيل عقولنا حتى نسينا ساعدينا وقلوبنا.. فأصبحنا لا نقوى على شيء!

ولكني أتساءل اليوم، كوني ضمن جيل فاصل بين جيل كادح وجيل جديد، هل كانوا ليوجهوا ركلاتهم الكلامية كما فعلوا بنا؟ أم أنهم سيطلبون الصفح من جيلنا المسكين؟

ولأنني لا أحب نهج الركلات الكلامية بين الأجيال، إلا أن الواقع يقول إن ثمة أشخاصاً من جيل اليوم، لا يقوى على خدمة نفسه بكوب ماء، بل لديه خادمته الخاصة، ومنهم من لا وقت لديه لحل واجب تافه ويوكل لأمه المهمة، لأن لديه موعداً افتراضياً للعب «فورتنايت»، ومنهم أيضاً من «يرطن» بأكثر من لغة، ولا يفقه لغته العربية، ولا يمكنه تركيب جملة مفهومة، وطبعاً أقول «البعض» منهم..!

رسالتي للأحبة من جيل «اكدح واربح».. لن نفعل مثلكم ومثل الأمم الخائبة «كلما دخلت أمة لعنت أختها»، سنعيش التباين ونقبل الاختلاف مع الجيل الجديد، ونوجد التكيف كأسلوب حياة؛ لأن الاختلاف، ببساطة.. سنة كونية.