قبل بداية هذا العام، استوقفتني الكثير من الأحداث، على صعيدي الشخصي والعملي، وحتى على الصعيد المجتمعي والعام حولي. تمعنت النظر في كثير من التفاصيل، تفاصيل هذه الأحداث، ومجرياتها معنا نحن البشر، نعم، هي وجهة نظري، لكن قد نتشابه في بعض وجهات النظر، وقد نختلف، وهذا الاختلاف ما يميز أحدنا عن الآخر.

أكثر الأشياء التي بالفعل وجدت أن معظمنا يقف وهلة عندها، هي البداية. أجل، بداية كل شيء له موقف خاص، وتصرف ومشاعر وتفكير وخطة، والكثير الكثير الخاص بهذه اللحظات. ولا أعني هنا حدثاً بحد ذاته، أو فعلاً، بل حتى ما نسمعه أو نراه لأول مرة، ويكون بداية لشيء ما في حياتنا.

تلك البداية، التي نستجمع فيها كل التفكير والتجارب السابقة، ليس لنا فقط، بل لآخرين، نجحوا أو حتى فشلوا، لكن تبقى اختياراتنا، كل بداية في مسيرتنا وحياتنا، يصاحبها شعور ربما يتجاهله البعض، أو ينكرونه حتى، شعور الخوف. أجل، مشاعر الخوف هي طبيعية لأي بداية، وغير ذلك هو غير الطبيعي، لكن الجميل أن نعرف ونتعلم كيف نتعامل مع هذه المشاعر، إخفاؤها أو نكرانها، وحتى مقاومتها، تصرّف غير صحيح، لكن تقبلها ونحن نعلم بوجودها، لكن مستمرين لخوض البدايات الجديدة، هو خطوة نحو الأمام.

البدايات التي تبدأ في حياتنا، جميل أن تبدأ ونحن مدركون لما سبق هذه البدايات، أي أننا قيمنا تجاربنا وتعلمنا منها، لنخطو خطوات أوضح، هذا لا يعني أننا لن نتعرض لمطبات هوائية، وعواصف وأمطار خلال الرحلة، لكن هذا سيعطينا أفضلية الخبرة للوصول لوجهتنا بنتائج أفضل.

مهمة البدايات، لأنها الأساس الحقيقي لكل ما تراه وما تشعره وتفكر به، مهمة أن تعرف من أنت الحقيقية، وما النوايا الحقيقة التي تريد البدء بها، لتخطو بدايات ناجحة.