أمطار الروايح.. و«خلفان يعمش»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أمطار متفرقة على المناطق الشمالية من المدينة، وأخرى رعدية شديدة الغزارة في جنوبها، توقعات باستمرار المنخفض إلى يومين آخرين، العدة جاهزة ونحن في انتظارك».. تلك ليست توقعات الأرصاد الجوية، إنما رسالة «واتس» استقبلها «خلفان الصد» من زوجته «مريوم الهوى» مطاردة ومتتبعة الأمطار في قنوات التواصل، بينما هو في مكتبه ينتظر انتهاء دوامه الرسمي.

وما إن دخل هذا المسكين بيته، لاقته زوجته طالبة منه مفتاح «الموتر» لترتيب الأغراض ريثما ينتهي هو من تبديل ملابسه. حملت العدة وأثقلت السيارة بالكراسي والأفران، كأنها نوت الرحيل. حددت خط السير، واختارت الجهة الجنوبية من المدينة وفقاً للأخبار التي وصلتها من «فهود شراره»، الذي يعمل متتبعاً للأمطار في مركز العاصفة.

قاد خلفان سيارته كغيره من المغلوبين على أمرهم، و«مريوم» تغدق عليه من فناجين القهوة الواحد تلو الآخر، لينشط ذهنياً، وتنال هي مرادها في تصوير الأمطار والسيول، وتغذي صفحتها على «الأنستا». اكتظت الشوارع بالسيارات، منهم من شرق ومنهم من غرب يلاحقون تلك الغيوم. قطع خلفان من الكيلومترات ما يقارب الستين ليصل إلى وجهته التي حددت له.

فجأة، ودون سابق إنذار، انتفضت «الهوى» من كرسيها لتعلن أن هناك تغييراً في خط السير، لأن «شراره» ينقل بثاً مباشراً وحياً للأمطار الغزيرة في الشمال، فاضطر خلفان إلى موافقة زوجته، ووصل موكبه، بحفظ الله ورعايته، إلى أرض الحدث، فالأجواء اعتيادية ليس كما يدعي «شراره»، مما أتعب مريوم نفسياً، لأنها لم تنل مرادها. وأنا أقول، نرسم خط سيرنا لوحدنا ولا نجعل من أنفسنا جزءاً من خطط الآخرين. فلا زال فهود شراره يبث سمومه في السناب لأماكن تساقط الأمطار، وخلفان «يعمش» بسيارته بكل الاتجاهات، ليظفر بزخات من الأمطار، يرضي بها محبوبته.

Email