أعرف أن دعوتي للجميع أن يستعيدوا القدرة على التكلم بالفصحى لن تجد كثيراً من الآذان الصاغية ليس لأن اللغة العربية لا تستحق الاهتمام من أهلها ولكن لأن هؤلاء كبروا على عدم الاهتمام بها مكتفين باللهجات العامية التي تفرق العرب وتجعل كل لهجة لغة قائمة بذاتها لا يفهمها إلا أهلها.

أما الإصغاء إلى دعوة العودة إلى تعلم الفصحى وهي لغة الصلاة ولغة الصحف ولغة الإعلام المرئي والمسموع فيعني بالنسبة لهم العودة إلى مقاعد الدراسة وإلى تعقيدات النحو والصرف وبذل الجهود فيما لا طائل وراءه ولا فائدة منه.

ورد الفعل هذا يعتبر أخطر ما يواجه لغتنا العربية، وموقف هؤلاء النافرين من العودة لدراسة الفصحى بنحوها وصرفها هو فعل سلبي سينعكس بمزيد من ابتعاد أجيالنا الجديدة عن لغتهم.

أنا لا أطالب هؤلاء بالعودة إلى مقاعد الدراسة، إن التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح يشكل مدرسة تفتح أبوابها لهم في الوقت الذي يناسبهم، وقضاء الوقت الذي يحددونه هم.

هناك دروس يقدمها متطوعون بدون مقابل وكل ما على من يريد أن يتعلم لغته اختيار واحد منهم أو أكثر من واحد ويتابع ويتعلم.

مرة أخرى أقول لهم: عودوا إلى الفصحى فالعود أحمد كما أقول لهم:

لغةُ العُرْبِ صَدِيقِي مُنْزَلَه

ولهــا في كـلٍّ قلبٍ مَنْـــزِلَــه

عَــربـيٌّ راسِــخٌ قُـرآنُنَـــا

صَرْفُ هذَا الدَّهْرِ لاَ مَا زَلْزَلَه

إنّمــا أعْجَـبُ مِنْ دَاعٍ إلى

حَـذْفِ عِلْمِ النَّحْوِ، يَا لَلْمَهْزَلَه

وللحديث بقية.