لم يقصر المعادون للغة العربية في السخرية منها ومن مجامع اللغة، التي حاولت تعريب بعض المصطلحات الحديثة، والتي يتداولها العرب بنطقها الأجنبي مثل: الساندويتش، والذي عربه أحد مجامع اللغة العربية إلى الشاطر والمشطور والراديو إلى المذياع، والتلفزيون إلى التلفاز أو المذياع المرئي، إلى آخر هذه التعريبات، التي ما أنزل الله بها من سلطان.
وتحت شعار الحفاظ على لغتنا والتعصب لها قامت هناك حركة تعريب لمصطلحات علمية حديثة كثيرة.
وقبل ظهور الكمبيوتر كان التعريب ممكناً ومقبولاً، فالتليفون عرّب إلى الهاتف، والأوتومبيل إلى سيارة واللفت إلى مصعد، ورغم عدم توافق هذه الأسماء العربية مع المصطلحات الأجنبية إلا أننا اعتدنا عليها وقبلناها.
رغم أن معنى الهاتف هو اسم فاعل من فعل هتف، ومعنى هتف صاح بصوت عال، والهاتف هو من يطلق صوته بنبرة عالية.
ومعنى سيارة هو الجماعة التي تسير أو تسافر.
وفي القرآن الكريم في سورة يوسف، جاءت هذه الكلمة لتدل على الجماعة، التي مرت بيوسف وهو في البئر.
أما المصعد فهو ترجمة غير صحيحة، فاللفت في النطق الأجنبي يعني الناقل، الذي ينقل الإنسان أو الأشياء صعوداً ونزولاً، أما الترجمة العربية لمصعد، فهو الذي يقوم بنقلي إلى أعلى، ولكن هو ينقل إلى أعلى وإلى أسفل، والتسمية الصحيحة هي الناقل، ثم لماذا نرهق أنفسنا، ونحاول تطويع اللغة وبشكل قسري لتعريب كلمات هي أسماء لمخترعات حديثة، لم نخترعها نحن، وفي الزمن الذي كان العرب فيه متقدمين ومخترعين، كان الغرب يأخذ المصطلح العربي كما هو ولا يغيره، وهناك آلاف الكلمات العربية، التي أخذت كما هي ودون أي تغيير، وهو أمر طبيعي أن تتبادل الحضارات ما هو مفيد ونافع للجميع.
وهذا ما يجعلني أميل إلى عدم تعريب ما لا يمكن فهمه إلا بلغته، نحن نريد الحفاظ على لغتنا، ونريد لأهل هذه اللغة العظيمة أن يتقنوها، ولكننا لسننا ضد مواكبة العلم والتطور.
أخذت لغات العالم من لغتنا الكثير، ولا ضرر أن نأخذ نحن من لغات العلم والحضارة ما يناسبنا، ولا يسيء إلى لغتنا.
وللحديث بقية.