لا شك أننا في معركة حياة أو موت بالنسبة للغة العربية، وفي هذه المعركة نبحث دائماً عن الطرق والمسالك التي تسهل وصول الإنسان العربي إلى لغته.

نحن لا نحلم بتخريج أجيال عربية وصلت إلى ذرى شامخة في قواعد هذه اللغة نحوها وصرفها، بل إننا نهدف إلى جعل العرب يتكلمون لغتهم الفصيحة بأقل عدد ممكن من الأخطاء، ولهذا فالمطلوب من واضعي المناهج والعاملين على تنفيذها من المدرسين أن لا يدخلوا طلبتهم في خلافات المدارس اللغوية.

فعلى سبيل المثال.. هناك في كتب النحو ما يسمى بالصفة وما يسمى بالنعت، والصفة والنعت هما كلمتان مترادفتان تدلان على الصفة التي تتبع الموصوف في جميع حالات إعرابه، ولكن الصفة مصطلح بصري، والنعت مصطلح كوفي.

فلا يهمنا ما يقوله هؤلاء الفقهاء من أن الصفات تدل على الثبوت، والنعوت تدل على الحدوث والتجدد.. بهذا الكلام المعقد يضيع الطلاب وتتعقد أمامهم اللغة، وما دام النعت يتبع المنعوت، والصفة تتبع الموصوف، فلا تهم التسمية، ولا فائدة من تخصيص مصطلح النعت للمتغير، ومصطلح الصفة للثابت، فإعرابهما واحد، وليس من الضروري أن أفكر بالثابت والمتغير، فكلاهما لا يغير من الإعراب شيئاً، فلماذا أعقد الأمور بدلاً من تسهيلها، لنقل عن النعت صفة، فهذا لا يضر، المهم أن يكون الإعراب صحيحاً وسليماً.

كثيرة هي القواعد التي تحتاج إلى إعادة النظر فيها، إذا شئنا التبسيط هو التسهيل دون أن نغير في قواعد اللغة، والتي تحتاج إلى تأمل ذوي الاختصاص، بحيث يكون لدينا نوعان من المناهج:

الأول: السهل البسيط.. للجميع.

والثاني: العميق الشامل.. للمتخصصين.

دعونا نتفق أن الإصرار على تعقيد قواعد اللغة العربية لا يخدمها ولا يفيد أهلها، ونحن بحاجة إلى حلقات دراسية تشارك فيها مجامع اللغة العربية للوصول إلى مناهج قابلة للفهم وقادرة على جعل الطلبة يتكلمون الفصحى من دون أخطاء.

وللحديث بقية.