تفاجأت بكم رسائل غريبة فور أن فتحت عينيّ هذا اليوم، وكم أسئلة تستفسر عن انضمامنا إلى منصة جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، فابتسمت، وقلت في نفسي: ها هي موجة جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي تبدأ رحلتها.

نبيت ونصبح كل يوم على سباق جديد في هذا العالم الافتراضي، سباق لمنصاته التي ما تلبث أن تتفشى بيننا كالفيروسات في سرعة انتشارها، وتنقسم الفئات ويبدأ هذا السباق بين المتابع الصامت عن بُعد، والمؤثر الفعّال، والمؤثر السلبي، ومن يصنع سوقاً خاصاً به، وتبدأ المنافسات بين هذا وذاك.

لكن يبقى السؤال: إلى متى ننتقل من برنامج إلى آخر، ومن منصة إلى أخرى، ومن متابعين وتابعين، ومؤثرين، ومن متاجرين، وعالم وجاهل، وكأننا في سباق ماراثون للتقاطع؟! لكن لا أرى خط النهاية، جميعنا يصل إلى مرحلة انقطاع الأنفاس، وتلوث روحه، وقليل منا من يتوجه للتخلص من هذه السموم بإغلاق كل هذه الحسابات لفترة، لكنه يعود إليها من جديد؛ لأنها أصبحت صلة إلى العالم الحقيقي بين المنصات وما يدور فيها.

نطالب بالسلام الروحي والتوازن والهدوء، لكننا نبقى أسرى هذا السباق، فمن سيثبت وجوده واسمه؟ ومن سيكون حضوره أقوى؟ ومن سيستفيد أكثر؟

أجل، أنا لا أستثني نفسي، فمعظمنا في هذا السباق، ربما بعض منا يدفعه فضوله ليعرف ماذا يحدث هناك، وبعد أن يشبع هذا الفضول يرحل بهدوء، وهناك من يبقى؛ لأن البقاء لا أعلم هل هو للأقوى أم للأفضل، أم ما هو الخيار في كل مرة.

الحياة قصيرة، لكنها أصبحت أقصر ونحن خلف هذه الشاشات نتابع ونعلق وننشر ونتفاعل بمشاعرنا وعقولنا. أنهكت الأجساد من قلة الحركة، وأصبحت الأجيال تعاني من كثرة الدواخل والمعتقدات واختلاف الرأي. أكتب هذا وأنا أستشعر هذا الكم من الضغط النفسي الذي نختار أن نعيشه بكامل إرادتنا.

لكن يبقى السؤال قائماً: هل أنت في السباق، أم أن لك قراراً واختياراً آخر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!