أيام معدودة ونودع عاماً آخر، حسب من أعمارنا ومر به العديد ليبقى في ذاكرتنا، فقدنا فيه واستقبلنا، أعطينا وأخذنا، تعلمنا من تجاربنا ربما؟!
لكن السؤال الحقيقي الذي يحق له أن يطرح نفسه هل نحن مستعدون لاستقبال العام الجديد؟ هل بالفعل هذا الاستعداد حقيقي؟..
عادة يفضل البعض أن تبقى الأمور كما هي، ولا يحب التغيير، ويبقى مكانه محلك سر، منطقة الأمان والراحة بالنسبة له، يتغير كل شيء لكن يبقى هو لا أستطيع أن أقول إنه هنا، لأنه أصبح هناك، أجل فمن تشبث بالبقاء كل شيء سيستمر بالحركة والتغير إلا أنت. والبعض الآخر عند سؤاله عن أهدافه يبتسم ويقول (خليها على البركة.. مثل ما تكون تكون) وأنا أقول إن كان هذا اختيارك وقرارك فليكن، لأنك ستبقى في خدمة ونوايا الآخرين تستخدم لتحقيق أهدافهم هم ونواياهم هم، لأنك متوفر وبلا هدف وفي قوانين الفيزياء الفراغ يجب أن تملأه المادة أياً كانت حتى في فراغ النوايا.
ليصدمك آخرون ويقولون وما الفائدة من كتابة الأهداف والنوايا أو حتى تحديدها، كل الأحداث حولنا تغير كل شيء، لا أخالفهم الرأي في موضوع الأحداث وتغيراتها، لكن كيف تبحر بسفينتك في هذه الحياة بدون بوصلة وبدون وجهة وبدون هدف الوصول لمرسى، رغم أن السفينة تعلم جيداً أن الأحوال الجوية تتغير باستمرار وقد تؤثر على مدة الوصول، فتبقى هناك دوماً خطط للنجاة وخطط أخرى لتغيير المسار، لكن تبقى الوجهة ويبقى هدف الوصول.
أما من أريد اليوم تسليط الضوء عليهم هم بالفعل ملتزمون بوضع هذه الأهداف وتصنيفها، وكتابتها وتحديد خططها الزمنية وكل التفاصيل المطلوبة، لكن تعلقهم بهذه الأهداف وانتظارهم ولخبطة مشاعرهم بين الخوف وبين القلق وأحكام الآخرين وغيرها من خليط المشاعر يجعل هذا الهدف معلقاً محبوساً وأسيراً لتلك المؤثرات. تخيل أنك تمسك بالوناً جميلاً ملوناً وتحمله معك في كل مكان، وتملأ هذا البالون بعملك ومجهودك وآمالك واستعدادك لاستقبال ما عملت له، لكنه ما زال هنا معلق بين يدك متشبثاً بك، اتركه ينطلق ويحلق بعيداً بدون انتظار لأن ما هو مقدر لك سيأتيك في وقته المناسب.
فتتخلى لتتجلى...