سألتني صديقة لي عما سأكتبه عن العام الجديد، فقلت سأكتب لكن ما أود كتابته سيكون من القلب إلى القلب، قد لا يعرف البعض أن الكلمات التي تخرج ونسطرها فوق هذه السطور، هي حياة وتجارب ودروس تعلمناها وما زلنا نتعلم، لكن اليوم لن أكتب مزيداً من تلك التجارب والمواقف لأني موقنة أننا وصلنا لمرحلة جيدة من الوعي والعيش على أرض الواقع التي تحتاج منا أكثر من مجرد كلمات.

جميل أن نخطط ونكتب أهدافنا، ونحدد بالفعل اتجاهاتنا، ونكون مستعدين لكل ما نرغب بصناعته في عالمنا وواقعنا، لكن الأهم من ذلك أن تمتلك تلك الحنكة الحقيقية التي ستجعل رحلتك للقادم أجمل وأسهل. أولاً، تقبلك ومرونتك للتغير، ومرونتك تجاه تغير الأحداث حولك، والأهم تغير الأشخاص ومشاعرهم وأنفسهم، لأن هذا تأثيره أكبر، ربما تكلمنا كثيراً عن ذكائنا العاطفي وطريقة تعاملنا مع مشاعرنا ومشاعر الآخرين حولنا، لكن ما زلنا نواجه صعوبة في تقبل هذه التغيرات خلال رحلتنا.

ثانياً، واقعيتك، فالبعض يتيه بين مفهوم تخيل ما ترغب أن تعيش به على أن يعيش في الخيال، خيالنا نعمة كبيرة في تحقيق واقعنا ومستقبلنا، وكل ما نعيش به اليوم بكل تفاصيله كان في يوم ما فكرة وخيالاً جامحاً في عقل ما، لذلك كن واقعياً واجمح بخيالك فليس هناك مستحيل، لكن كن واضحاً بأن هذا الخيال هو لصناعة الواقع الذي تريد أن تعيش.

وثالثاً، وهو الأهم في هذه الخطة لاستقبال العام الجديد، لا تتعلق فتعلق، فكل ما ترغب به متاح وموجود لك، انوِ وأحسن العمل والسعي، وكن على يقين إن كان به خير لك، سيأتي لك بأسهل وأيسر الطرق، لكن في وقته المناسب لك.

هناك الكثير، لكن البساطة أغنى من التكلف، وعامنا الجديد عام استقبال وتحقيق. كن مستعداً وابدأ من هذه اللحظة، فالوقت لا ينتظر، بل يمر ويرحل سريعاً، فالمستقبل نعيشه حاضراً ونذكره ماضياً في يوم ما.