عندما أسافر وأزور بلداناً متنوعة؛ عربية، وغربية، وآسيوية، وأوروبية، أحياناً يعتريني شعور الخوف والغربة، من كيف سيكون تعاملهم معنا ونحن عرب، وبعضهم.. بل معظمهم بُرمِجت عقولهم على كراهيتنا بلا مبرر.
لكن كنت دوماً أبتسم وأقول في قرارة نفسي: أنا بنت الإمارات، وسفيرتها بقيمي وأخلاقي وتراثي، وعندما أتوجه لأي مكان ويتم سؤالي من أي بلد أنت وأقول من الإمارات، تبتهج الأوجه وتبتسم ويسارعون بقول بعض الكلمات العربية، لكن يبقى الأقرب إلى قلبي عندما يذكرون أسماء قادتنا بكل الحب.
هنا تشتعل روحي فخراً بهذا الإرث الحقيقي والمجهود المتفاني بأن يجعل اسم الإمارات، ليس فقط فوق الألسن، بل في العقول والقلوب.
هكذا كانت وصية القائد الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب والله ثراه، وأكدها خلفه. والآن، نسمعها بلسان رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، للمبتعثين: «تعلموا كل العلوم وأتقنوها وأخبروني عنها، لكن لا تنسوا أبداً تراثكم وسنعكم وتربيتكم. هذه هي الأساس الحقيقي لكم في كل زمان ومكان وأنتم لستم أبناء هذا الوطن، بل سفراؤه في كل مكان».
هذا هو الإرث الحقيقي الذي علينا أن نورثه لأبنائنا، وهذه هي الرسالة التي تحملها دولة الإمارات حول العالم بأكمله، رسالة التسامح والأخلاق، بلا تمييز بلون أو عرق أو دين، بالمودة والحب والعطاء.
أن تكون الإنسانية فوق كل شيء آخر. بصمة الإمارات في كل قلب من داخل أرض هذا الوطن وخارجه، تحدينا أنفسنا وصنعنا المستحيل. استشرفنا المستقبل، وعلا علمنا مرفرفاً في فضاء الكون. وتبقى الإمارات دوماً رمزاً للخلق الحقيقي، فهي ليست بالكلمات، لكنها أفعال وإنجازات.
اللهم احفظ بلادي الإمارات واحفظ قادتها، ومن هنا من الإمارات رسالة حب إلى العالم.