(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا * لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ * رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا * رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا * رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ * وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا * أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
في كل مرة أقرأ هذه الآية أو أسمعها، تثلج قلبي وروحي، وعندما أمرُّ بأمرٍ صعب عليّ، أو مشكلة لا أعرف كيف أتصرف فيها، أو ابتلاء، أظن بيني وبين نفسي أنني ضعيفة جداً لا أتحمله، أستحيي جداً من نفسي في اللحظة نفسها التي أتذكر أن الله يمتحنني وهو يعلم يقيناً أنني أستطيع، إما الصبر على البلاء، ويريد مني أن أذكره وأشكره وأدعوه، أو أن أبدأ في التفكير بالحلول لا أن أبقى فقط ضحية لأفكار الضعف.
أجل.. أعلم أن البعض سيقول نحن بشر، وأنا معه بكل تأكيد، نشعر بالألم مثلما نشعر بالفرح، ونشعر بالحزن للفقد، ونصدم أحياناً أخرى، فنتيه عن الطريق، يعلم الله ذلك؛ لذلك دائماً رجوعنا له، وبالفعل الناس قدرات، وكلٌّ مختلف عن الآخر، وبهذا تميزنا نحن البشر عن غيرنا من مخلوقات الله.
الضعف والعجز ليس بالأجساد، لكنه داخل النفوس والعقول، فقط نحتاج لحظات من أنفسنا لنهدأ وتهدأ حولنا الأمور، ونرجع للطريق الصحيح. هذا الوسع وهذه السعة نعمة كبيرة من الله، وشعاع النور الذي نستمد منه رحمته بنا، لنرى أن الآية تكتمل بدعائنا ورجائنا إلى الله وحده، وسؤالنا له أن لا يكلفنا أكثر من طاقتنا؛ لأنه وحده من يعلمها.
لا تدع حدوداً لدعائك الله، ودائماً كن مع الله، وبالله تستطيع أن تصل إلى كل رغباتك، ولا تتعجل الأمور؛ فكل أمر خير سيأتيك في وقته الذي يراه الله مناسباً لك، ولا نحزن إن سألنا أمراً ولم يأتنا؛ فهذا هو الخير؛ لأن منعه أو تأخيره هو الخير لنا، فتوكل على الله، وكن صابراً موقناً به.