منذ نعومة أظفارنا نجد البعض منا يقع في فخ المقارنات، حتى قبل أن تنطق ألسنتنا بأي كلمات، فتبدأ الأم أو الأب يقارن ابنه وابنته بأشقائه أو حتى أقاربه أو أصدقائه، لنبدأ وضع أولى اللبنات في عادة أن المقارنة شيء مهم يجب أن نكتسبه ونطبقه. لا نعلم أنه فخ قد يأتي يوم ويدمر كل ما بداخلنا وعالمنا بأكمله.
ومن تلك اللحظة نبدأ بوضع أنفسنا في خانة، وكل ما حولنا في خانات المقارنات، التي تبدأ بدورها استنزافنا واستنزاف طاقتنا وأرواحنا، فأنت بمقارنتك نفسك بالآخرين تمحو ذاتك تدريجياً لأنك ستبدأ بملاحقة أشباح الآخرين وإنجازاتهم، وستدخل سباقاً تعلم مسبقاً أنك خاسر فيه، ليس لأنك لا تستطيع، بل لأنك أنقصت من ذاتك وقدراتك واستحقاقك.
وإليك المزيد، فمجرد أن تبدأ المقارنة، يبدأ يتغلغل بداخلك الحسد والحقد والغل على الطرف الآخر أياً كان. وسيكون ذلك لا شعورياً، ويبدأ عقلك بوضع فقاعات قصص لا وجود لها، ستفرق وتبعد. وبدلاً من أن يكون لك أثر، ستمحو أثرك ويستمر الآخر في طريق نجاحه.
السر لتحمي نفسك من فخ المقارنات، هو أن تركز في ذاتك ونفسك، كن ممتناً لنعمك، كلنا نملك الكثير من القدرات عززها واعمل على تطويرها، اشغل نفسك بنفسك، المقارنات هي المشتت الحقيقي التي ستشغلك وتبعدك عن طريق نجاحك وإنجازاتك.
ومثل كل شيء، هذه المقارنات هي سلاح ذو حدين، ومثل ما هي فخ بتشتيتك وفقدانك تركيزك، فهي كذلك مطلوبة لكن بحسن الاستخدام كي نقارن النتائج لتحسين الخطط المستقبلية، أو أقارن لأعطي شيئاً مختلفاً يميزني، وهنا تكون المقارنات البناءة التي بها تسمو للأفضل وتشرق بها بما يميزك أنت.
وتأكد دوماً أنك بصمة منفردة بذاتك في كل تفاصيلك، ولك رسالة خاصة بك في هذا العالم مهما كان حجمها، فالله سبحانه أعطاك الكثير لتقدم ما يميزك أنت. فكن أنت الحقيقي وكن واعياً لفخ المقارنات.