«هكذا نبدأ» شعار هذا العام لمعرض الشارقة للكتاب بنسخته 43 التي استضافت 2500 ناشر من 112 دولة، لن أتحدث أو أقص عن أهمية أو مكانة معرض الكتاب الشارقة، لأني سأحتاج لمجلدات ولن تكفيني، فأنا من نشأ منذ نعومة أظفاره بين أروقة هذا المعرض، أشتم النسيم من رائحة الحبر فوق الورق، وأبحث من دار لدار عما هو جديد، وأقف وأصطف لأحصل على توقيع الكاتب على الكتاب المنشود.
إلى أن أصبح الحلم حقيقة، وأصبحت أنا هذا الكاتب الذي يصطف له الآخرون ليحصلوا على توقيعه، ما أجمل هذا الشعور الذي لا يضاهيه شعور، بنشوة الانتصار والوصول، والبصمة التي ستبقى بحروفها فوق السطور.
لكن اليوم معرض الشارقة للكتاب لم يعد فقط دور نشر وكتباً وكتّّاباً، بل تعدى هذا وأكثر، فهو وجهة كاملة لكل فائدة ومتعة تجمع العالم بأكمله تحت مظلة المعرفة.
فقد أصبح التنويع على الصعيد الفني، والموسيقي، والتعليمي، والتكنولوجي، والحضاري والمجتمعي.
وتوسط جناح إصدارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أرض المعرض كالقلب النابض بما يحمله بين طياته من قصص وعبر وتجارب.
كما تميز المعرض هذا العام بوجود منصة جناح مجلس الإمارات للإعلام.
كما كانت منصات التغطيات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي حاضرة بقوة لما لها من دور كبير في نشر الخبر والمعلومات.
لنرى الورش التعليمية والترفيهية في آن واحد للكبار والصغار، والجلسات الحوارية المثمرة بمختلف المجالات واللغات، والعروض الفنية الثقافية.
والجميل أن في كل عام تكون هناك دولة ضيف شرف للمعرض، ليتعرف زواره على تاريخ هذه الدولة وثقافتها وعلومها وأكثر بكثير، وكان المغرب ضيف المعرض لهذا العام.
هذا الحدث والأيقونة الثقافية، ليس مجرد حدث عادي يتكرر كل عام، بل هو قصة مستمرة في حفر تاريخ للثقافة والعلم والتطور عبر الزمان، يسجل في كل عام إنجازات وتجارب، ويحكي بين أروقته فرحة وذكرى لا تنسى.