في الآونة الأخيرة، زادت الانتقادات حول موضوع التوظيف في القطاعين الحكومي والخاص. ونرى الكثيرين ممن ينعتون منصات التوظيف بكل أشكالها، أنها غير مجدية، وأن الحصول على وظيفة من خلال هذه المنصات أمر شبه مستحيل. وهنا وددت أن أنقل إليكم تجربتي في الحصول على ثلاث وظائف في مجالات مختلفة.
ففي بداية عام 2019، حصلت على وظيفة في مجال الفندقة والسياحة من خلال معرض "توظيف 2018". وبعد ذلك، استطعت الحصول على وظيفة في مجال التأمينات من خلال أحد حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المختصة بنشر الوظائف. وفي بداية عام 2020، زرت معرض التوظيف في أبوظبي، واستطعت الحصول على وظيفة استشاري سعادة المتعاملين في إحدى الشركات شبه الحكومية.
ودائماً ما كنت أتساءل: أكان للحظ دور أساسي في حصولي على تلك الوظائف أم أن هناك ما يميّز المرء في مثل هذه الحالات؟ فقمت بالاتصال والاستقصاء أكثر من معارفي الذين لم يحالفهم الحظ بالحصول على وظائف بالرغم من إنهائهم مؤهلات علمية لم أقم بالحصول عليها بعد، وهنا كانت المفاجأة!
أغلب الخريجين، سواء من الثانوية العامة أو درجة البكالوريوس، يتوقعون حصولهم على وظيفة بتكرار تقديم سيَرهم الذاتية على المؤسسات، وهذا أعتبره غير منطقي أبداً، فما التغيير المتوقع من المؤسسة في حال تقديم الشخص سيرته الذاتية بشكل متكرر؟ ليس هناك أي اختلافات من التقديم في أول مرة والمرات التي تليها.
وأستغرب أكثر من الأشخاص الذين يحملون مؤهلات علمية متواضعة وضعفاً في اللغة الإنجليزية، وهي اللغة الدارجة في أغلب المؤسسات حول العالم، بحيث إنّ الاعتقاد السائد أن اللغة الإنجليزية سوف تتطوّر بعد الدخول في ميدان العمل، بعكس الواقع الذي يوجب عليهم دراسة اللغة ومفرداتها لدخول ميدان العمل.
لذا، يجب علينا جميعاً أن نعي أهمية التطوير واستثمار الوقت بمحاولة اكتساب الخبرات في "الوقت الضائع" (إن جاز لي التعبير)، من خلال حضور ندوات وورش عمل، إضافة إلى محاولة التدريب العملي غير المدفوع أو التطوع في الفرص المتاحة، فهذه الأعمال تزيد خبرة الفرد واحتمالية حصوله على وظيفة يتقدم لها تؤهله أكثر من أقرانه من الذين ليست لديهم أدنى خبرة، إضافة إلى تطوير بعض المهارات مثل المهارات اللغوية والعملية التي يتم التدريب عليها في معاهد معتمدة في الدولة، وسوف يسهم ذلك في تسهيل الحياة عملياً واجتماعياً.