كلاسيكيون جداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يصف البعض الكلاسيكية بأنها اتجاه أدبي محافظ يعتمد على الجانب العقلي، ويتقيد أدباؤه بالتقاليد، بينما يعتبرها آخرون مثالاً تاماً لنمط معين أو رمز لما يتميز بقيمة دائمة أو جودة أبدية، وبالرغم من ذلك، فقد تتجلى الكلاسيكية ببساطة في ذلك الكوخ الواهن المتكئ على طرف إحدى القرى، يقطنه رجل عجوز ترك الزمن آثاره على وجهه، تقترب منه لتسأله "هل يوجد لديكم غرفة للإقامة في هذه الليلة؟" ينظر اليك والابتسامة تملأ وجهه، فيقول: "نعم"، ثم يردف بصوت واهن: "إنك نزيلنا الوحيد هذه الليلة".

تمضي مسرعاً لتنال قسطاً من الراحة بعد مشقة السفر، فترافقك رائحة الخشب، تدخل غرفتك لترى تلك النافذة العتيقة وكأن الزمن نسي أن يمر عليها، تتأمل من خلالها بعض الأطفال يلعبون في الخارج بجانب كومة من الأخشاب المهترئة، جمعها الرجل العجوز أملاً أن تقيَه برد الشتاء القادم، هنا يمكنك أن تتيقن أن الكلاسيكية أيضاً قد تكون تلك العادات القديمة التي ما زال أصحابها متمسكين بها.

بالرغم من تطور المدرسة الكلاسيكية في فرنسا وانتشار حركتها في أرجاء أوروبا في ما بعد، فإنها استلهمت فنونها من الإغريق والرومان، حيث دأبت المدرسة الكلاسيكية على خلق حركة فنية تطورية تحاكي الأسلوب القديم، لكن بأفكار فنية جديدة، فبالرغم من العصور المظلمة التي عاشتها أوروبا في ظل هيمنة الكنيسة وتحكمها في أغلب أمور الحياة سابقاً، وقمع كل ما من شأنه أن يخالف تعاليمها حتى أصبحت أوروبا فقيرة أدبياً وفكرياً في تلك الحقبة، فإن حركة التنوير التي اجتاحت إيطاليا كان من شأنها تحرير الثورة الفنية من أغلال العصور المظلمة، فبرز حينها العديد من الفنانين، مثل ليوناردوا دافنشي، ومايكل أنجلو، إضافة إلى رفائلوا، ونيكولاس بوسانمن، وميكيافيلي، الذين أخذوا بيد أوروبا إلى عصر ذهبي جديد.

 

 

Email