يتداول الكثيرون في مجتمعنا كلمة عن الشخص الذي ينقل الأخبار السيئة أو يتحدث بالأحاديث السلبية بقول «بومة ما تنطق بالخير»! وإذا كان شخصاً ينقل الأخبار الجيدة فعادة ما يلقب بـ«ويه الخير». كما أننا دائماً ما نولع بالأخبار السعيدة ونظن أنها تلك الأخبار التي لها وزن ثقيل وإلا فإنها لا تعد خبراً حلواً!
في كل بيت ستجد شخصاً ينقل الخبر السعيد إلى أسرته فيكون بمقام وكالة الأخبار وعليه أن يتحمل جيداً ردود الفعل التي قد ترى خبره جيداً أو سيئاً، وكل ذلك يعتمد على كيفية نقله للخبر. فعلى سبيل المثال: ينقل الخبر بصيغة «قولوا مبروك!».. ثم يكون الخبر لا شيء سوى أنه أنجز عملاً روتينياً فتتبدل نظرات الدهشة من حوله إلى الملل وكلمات مثل: ظنناه شيئاً مهماً!.. كالعادة.. متى تتعلم نقل الأخبار الجميلة بصدق؟.. وغيرها مما لا نعتد أن نسميه خبراً حلواً.
والغاية هنا يا أصدقاء.. أن الكثير مما نعيشه في حياتنا هو عبارة عن أخبار حلوة جداً ولكننا لا نعرها انتباهاً، فكما قلنا سابقاً إن المسرات الصغيرة في حياتنا قد تكون أحد الأخبار السعيدة في حياتنا، والابتسامة التي تلقيتها اليوم من زميلك في العمل، تستحق استحضاراً في يومك وأن تنقلها لأحدهم. كما أن افتتاح المقهى البسيط في أحد الممرات الضيقة في الحي الذي تسكن فيه يمكن أن يكون خبراً سعيداً لأحدهم والممشى الجديد الذي لم يعلن عنه أحد واكتشفته أنت في طريقك هو ليس إلا خبراً حلواً لأفراد أسرتك وجيرانك من عشاق الرياضة والقائمة تطول.
الأخبار الحلوة يمكن أن تكون أكبر من مجرد إيداع مبلغ في حسابك أو سيارة جديدة اشتريتها أو مناسبة عظيمة ستقبل عليها أو حتى افتتاح مشروع جديد، أو عودة قريب وصديق من السفر فكلها أخبار سعيدة ولكن يوجد ما هو أصغر منها بكثير مما ساهم في حدوثها بهذا الحجم!
الأخبار الحلوة بسيطة جداً، فقد تكون خبراً معاداً ألف مرة ولكنك تنقله لسعادتك به فيصبح ما يستحق حقاً كلمة: قولوا مبروك بلغتك، ولكنه مخلوطٌ بمشاعرك الجياشة فيصبح حينها خبراً حلواً جداً. فلا تتراجع عن الحديث بالأخبار الحلوة مهما كانت صغيرة، وتجنب أن تكون تلك «البومة» التي يلقب بها البعض الآخر عند تناقل السلبية، ومن هنا فستكون حينها «ويه الخير» صاحب الخبر الحلو بلا منازع!