كتابتي اليوم موجهه لأولئك الأشخاص الذين يعتقدون بأن الحياة خذلتهم، لأولئك الذين يؤمنون بأن القدر دائماً ضدهم. كلٌ منّا قد يواجه في حياته اليومية أو العملية مصاعب تشتد حتى فقدان مقومات اجتماعية أو مهنية، وقد يواجه البعض أشخاصاً يتصيّدون أو يختلقون لهم الأخطاء حتى يقعوا في دائرة الخسائر الفادحة. لكن دعونا نأخذ الجانب المضحك المبكي من هذه التجارب القاسية وليست اليائسة.

أؤمن كثيراً بأن التجارب الصعبة تؤهلنا لمواجهة الأصعب، وأن كل فرد منّا لا يقع في كربة إلا وهو قادر على الخروج منها، وأستشهد هنا بآية من القرآن الكريم، قول الله عز وجل:«لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» (البقرة، 268). فنحن جميعاً قادرون على تخطي المصاعب والعقبات التي نواجهها مهما كلفنا الأمر من جهد وسعي في الخروج من دائرة المشاكل، ولدي إيمان مطلق بأن أي مشكلة نعتركها عبارة عن مسألة وقت حتى تشفى مع الأيام.

إضافة الى ذلك، فإن هذه الأمور التي تحل علينا بغية تهديدنا بشكل أو آخر، تجعلنا نتفكر مرة أخرى ونراجع أنفسنا. كيف يجب أن نتصرف في مواقف معينة أو مع اشخاص معينين؟ فربما الأسلوب الاجتماعي والعفوي يعرضك الى مضايقات اجتماعية أو مهنية تهددك على المستوى البعيد، وربما الهدوء والسكوت يجعلك عرضة للانتهاز أمام المتصيدين والمتربصين. لذلك إعادة النظر في التعامل والأسلوب أمر مهم جداً لكل منّا على حسب تجاربه والبيئة التي ينتمي اليها، ولكن أسلوب التعامل السليم عادة ما يكون بالطريقة الرسمية المطلقة لتجنب الكثير من المتاعب.

لا بأس من التذمر والضغوطات النفسية التي قد تمر بها خلال تجاربك، فذلك طبيعي كإنسان أن تواجه مثل هذه الحالات. ولكن المحزن في هذا الجانب بأن لا تتعلم كيفية التعامل مع هذه الضغوطات في كل مرة وأن تجعل من نفسك قالب صلب لا يعرف الانخراط مع منحنيات الحياة ومشقاتها، مما قد يؤدي إلى تهويل الخسائر بشكل أكبر على المستوى الفردي.

الحياة ليست وردية كما يتخيلها البعض، ولكنها ليست رمادية دائماً، يجب علينا أن نتأقلم مع تغيّر ألوانها وتخبطاتها. عش حياتك بحلوّها ومرّها وتعلم دائماً من كل موقف تتعثر فيه، ولا تعتقد بأنك سوف تكون الفائز دائماً حتى لو كنت على حق، فهذه هي سنة الحياة: أحياناً تكون الرابح وقد تكون الخاسر في مرات أكثر، والمنطق يقول بأنك سوف تجد الرقم صفر دائماً في أي مسألة حسابية حتى عندما لا تكون له قيمة في الشمال، فلذلك كأشخاص ذوي قيمة يجب أن تتغيّر أماكننا في المسائل المختلفة كالأرقام سواء بالسالب أو الموجب.