ستمر في مرحلة من حياتك، تشعر فيها وكأنك لا تعرف حتى نفسك، ماذا تحب؟، من أصدقاؤك، علاقتك بالبشر من حولك؟، هل تحب عملك أم لا؟ ما شغفك؟ كيف تبدو جميلاً؟، أي كتبٍ تملأ فراغك؟ أي هواية تحترفها بصدق؟ وكل الإجابات لن تخرج من إطار: لا أعرف، ربما، لا أدري، لا يوجد.

ولكنك ستكون بين نارين: الأولى، هي نار القسوة التي أشعلتها على نفسك، والثانية، التأنيب الذي يخالط تلك الإجابات، وقد كنت من كنت.

هوّن عليك يا صديق..

تلك المرحلة ستنتهي حتماً بما يرضيك، وتلك الأسئلة ستجد لها إجابات صادقة لا محالة.

كل ما عليك فعله، هو أن ترضى فيهن عليك العبور.

لا بأس عليك ألا تعرف من أنت الآن، لأن ذلك هو نصف الإجابة. ولا بأس أن تدرك أنك بلا شغف، فذلك طريقك نحو معرفة شغفك، والطريق الذي ترغب في السير به، ولا بأس ألا تعرف من هم أصدقاؤك، لأنك ستجدهم في طريقك حتماً في نهاية المطاف.

لا بأس أن تعتزل العالم أحياناً، لتستوعب الحياة من جديد. ما زال في العمر بقية، فلا تعش أيامك بوجلٍ وخوفٍ وتأنيب. لا بأس أن تخطئ فتتعلم، وأن تستوعب الدروس فتطبقها، وأن تضع خطة جديدة لحياتك، تختلف عما مضى. لن تتدهور حياتك أبداً، صدقني.

لا بأس أن تقضي عمرك في تحقيق هدفك عشرات السنين، المهم أن تصل، ما دمت صادقاً، ولا بأس أن تمضي أيامك بلا شيء يُذكر، المهم أنك بعافية.

تعيش في أيام السبق والتهافت، فتشعر وكأن الحياة ستنتهي دون أن تحقق كل ما تريد، ولكن الحقيقة التي لا تريد استيعابها، أن حياتك لن تنتهي، دون أن تستوفي ما هو مكتوب لك كاملاً.

تأكد أنك لست بحاجة لشيء، سوى معرفة نفسك جيداً، ومراعاة حقّها أمام خالقك.

إن سرعة الأيام، تجعلنا أمام حقيقة واحدة، وهي أننا يجب أن نعي جيداً، أننا أمام قرار مهم جداً، وهو أن نختار كيف لنا أن نمر من خلالها بقيمة مضافة، والقيمة المضافة، أدناها أن نعيش دون أن نؤذي أياً من المخلوقات بلا استثناء، وليس البشر وحسب.

ستكونُ بخير.. أضمنُ لك

عندما تهدئ روعك، وتمسح على قلبك، وتتعلم من أخطائك دون قلق، ثم تكمل حياتك، وتتوقف عن الجدال العقيم دون نتيجة مرجوة، ومن هنا، ستعرف إجابة كل سؤال ورد في ذهنك، دون أدنى جهد ممكن.