كنت أعيد كتابة السطر الأول من هذه المقالة مرات عدة، بغية الوصول إلى جملة تليق بافتتاحية عن اليوبيل الذهبي لوطننا الجميل، ورغبة في ترك نص استثنائي مؤثر في حياة أحدهم، ولم أكن مستعدة لنشره في فترة الاحتفال بعيد الاتحاد الـ 50 رغبة مني في أن أكتب عن شعور عميق خالجني في تلك الأيام وأكثر. حسناً.. سأعيد ترتيب حروفي مرة أخرى، لأن الارتباك في حضرة من تحب أمر طبيعي.
وطني العزيز..
ذكرياتي العميقة فيك ما زالت مخلّدة في قلبي وعقلي، فأمي لطالما أخبرتني عن كم الاهتمام الذي لقيته مذ أقبلت على الحياة. كبرت ومشاعري تكبر معي.. نحوك.. نحو ألوانك.. ومدنك وقراك ونخيلك وصحرائك..
فحفظت القصائد في حبك وإنجازاتك.. ومثّلت المسرحيات التي تعكس الانتماء والولاء لك.. وكتبت الشعر حروفاً متناثرة في صفحات الكتب المدرسية لألقيها في إذاعات الصباح.
ويأتي الاحتفال في ديسمبر.. الأجواء باردة والفرحة في القلوب عامرة.. الكل يجتمع والابتسامة مرسومة على الوجوه.. مسيرات بهجة ولوحات نصممها بأيدينا لنشارك بها في الاحتفال السعيد وأزياء نتزين بها وأضواء تنير شوارعنا ومبانينا.. وكاميرات تحولت إلى هواتف ذكية تخزن صوراً لتصبح ذكريات سعيدة.
أعلم أنك تعلم عن مدى الحب الذي نكنه لك.. ولكن لا بأس بالاعتراف أمام العالم بحروف في رسالة كهذه.. كعربون عرفان وامتنان وتخليد ذكرى للبلدان والأزمان.
فيك يا وطني.. أجد اطمئناني وأماني، وأجد في رمالك الذهبية وجناتك الخضراء امتلاء روحي.. وأجد أنني ملكة أتربع على عرشي..
في وطني فقط.. أجد الرضا واستطيع أن أقول إن القادم أجمل بيقين وإيمان، وفي اللحظة التي أسافر فيها خارج حدوده.. أبقى على وتيرة واحدة من الحمد والشكر على كل شعور أعيشه في أرجائه.
تعلمت من وطني بأن العيش في الرخاء والنعيم فرصة لأن نقدم أفضل ما لدينا، فلا نتقاعس أبداً ظناً منا أننا امتلكنا كل شيء. وتعلمت أيضاً أن العمل في خدمة البشرية نهج خطه زايد وسرنا على دربه.
كما تعلمت أن الثقافة لا تتوقف عند حد معين، ففي كل يوم علم جديد ينتظرنا لنبحر فيه.. تعلمت أن المتعة الحقيقية تكمن في التغلب على التحديات.. هكذا علمنا زايد.. هكذا علمنا قادتنا.. هكذا علمتنا الإمارات.
وطني العزيز..
في نهاية رسالتي، لا يسعني سوى أن أعدك بأن أكون خير قدوة، وأن يتخطى أثري حدودك ليصل إلى العالم أجمع، وأرفع اسمك عالياً ما حييت.
تحياتي لك
ابنتك