كيف للروح أن تدفن في مقبرة الخيبة والاستسلام وهي لازالت متعلقة حتى آخر رمق بتلك الحياة؟! ولكن ماذا إذا كانت تلك الروح تتجسد في هيئة امرأة مناضلة ظلت تحارب بفكرها لتصل إلى مأوى الأمل والقدرة على إبداء الرأي بحرية دون أن تجد نفسها أسيرة مقيدة بأغلال وقيود، البعض يحاول أن يسجن ظلام الليل وعتمته أمامها بحجة «أن المرأة مكانها في بيتها» تلك هي الحجة المتكررة لسد كافة الأبواب أمامهن. البيئة التي تعيش فيها المرأة تؤثر كثيراً بها فهي من الممكن أن تأخذ بها إلى عالم تحقيق الطموحات والأحلام ومن الممكن أن تجعلها تحت جدران الأوهام والخيال. المرأة وطن في عالم كثرت به الحروب، أيعقل أن ترحل المرأة في غياهب هذا الزمن دون أن ترى حلمها يتحقق وتبقى مقلتاها تنتظر أن يمحي الزمان بعض المقولات التي لازالت إلى الآن تقتل أحلام بعض النساء حتى أصبحنا نشاهد بعض الرجال يقومون بدور الرجولة بتطبيق «العنف» عليهن ولا خير في رجل ظن أن البطولة تكمن بإسكات أفواه النساء بلطمة. لكل من يكتب عن المرأة انتبه لكلماتك وحروفك فأنت تتحدث عن وطن والوطن لا يخان أو يهان.
رفقاً بالقوارير، رفقاً بأحلامهن وطموحاتهن، لا تطلقوا الزناد على أهدافهن تحت خانة: ماذا سيتحدث عنا الناس ؟ وكأن خروج المرأة وسعيها نحو أحلامها أصبح كابوساً يزور بعض العقول المتردية. تلك العقول تنتزع عبق ربيع النساء بعواصفهم الرمادية، ولكنهم لا يعلمون أن المرأة القوية لا تخيفها عواصف أو رعود فهي قادرة على تخطي كافة الألغام الفكرية التي من الممكن أن تتعرض لها لأنها متيقنة أن الأحلام لا تدفن باكراً ولا بد أن يحل ربيع الزمان وتصبح حقيقة جوهرية فذة.
فعلاً، مثيرون للشفقة من يظنون بأنهم أسلاك كهربائية قد يصيبوننا بالصعقة الكهربائية ويبنون لنا حواجز حتى يمنعوننا من التحليق بطموحاتنا حتى نصل إلى عنان السماء. كل امرأة قادرة أن تكون بلقيس زمانها وتدير مملكة بقلمها الواعي وفكرها الأخاذ لبناء أجيال تتربى على منطق احترام فكر المرأة حينها تكون المجتمعات حقاً صالحة للتعايش الإنساني.
ليست جميع صرخات الحناجر لها صوت، فالبعض منهن يلتزمن الصمت حتى تنتهي قصصهن نهاية مؤسفة..
إلى كل امرأة تحارب من أجل أن تصل إلى هدفها كوني قوية فأنت الملاذ وأنت الأمان في زمن كثرت به الكوابيس المزعجة، لله دركن وكثّر الله من أمثالكن تكتبن كلاماً من ذهب وتقدمن فكراً إيجابياً يبني مستقبلاً باهراً، وحينها سيصفق الجميع تصفيقاً حاراً لكل امرأة حاربت من أجل أن تصل إلى مرادها وكانت هي القائد والجندي المحارب لحماية ذلك الحلم الذي حاول البعض أن ينتشل جثته ولكن جاء خبر انتعاش ذلك الحلم ليبقى حراً طليقاً.
إلى جميع نساء العالم، لا تجعلن الزمان يغلق أفواهكن قسراً ولا تجعلن أرواحكن تتألم فأنتن العلاج وأنتن الدواء لكل داء.