ليست كل النهايات بنفس النكهة! 

هذا ما يمكن الاتفاق عليه بشدة من قبل كل الناس على حد سواء، فنهاية عام ليست كنهاية كتاب، ونهاية مرحلة ليست كنهاية مشروع، ونهاية قصة ليست كنهاية رواية، ونهاية شهر ليست كنهاية الشهر الذي قبله، وقس على ذلك. 

ولأننا على أعتاب نهاية عام آخر من حياتنا لن أكتب هذه المرة عن التخطيط وحصاد النتائج، لأنني أدركت أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الوقت تحديداً نهاية وبداية لكل الناس، فكل شخص يعيش على هذه الأرض بداية معينة، وفي وقت ما من السنة، فهل كل الناس يولدون في يناير مثلاً ؟ 

أكتب هذه المقدمة بعد أيام من تصفحي لمواقع التواصل الاجتماعي، وما ضجت به الصفحات من دعوات للتخطيط واستعراض النتائج، وتكريم الإنجازات على رغم من جمالها، إلا أنها ليست بالضرورة أن تمثل حياة كل فرد، فمن الممكن أن يبدأ عامك في سبتمبر أو يوليو أو غداً أو حتى بعد شهرين من الآن. من المهم أن تبدأ في الوقت الذي يناسبك، ويناسب تحقيقك لطموحاتك، ومن المهم أيضاً أن تكون خطة تتناسب مع سلامك الداخلي لا أن تقتل نفسك من أجل الحصول على نتيجة في وقت ما، وقد لا تكون بالمستوى المطلوب، ومن المهم أيضاً أن تلتزم تجاه نفسك ومن حولك إن كنت جزءاً من خطة مهما كانت طبيعتها ومستواها. 

خلاصة القول: عندما تنوي عملاً جديداً امضِ نحو تحقيقه كما لو أنه ضمن حفلة شاي العصر، التي لا يمكن تفويتها في طقس بارد مليء بالغيم، وعندما تريد التخطيط لعامك فليس بالضرورة أن تعيش تحت ضغط بداية عام أو نهاية آخر، بل تذكر ما الذي تريد تحقيقه بعد هذه الخطة؟ أهي جلسة أمام بحر أو حفلة إنجاز، يصفق لك فيها أفراد أسرتك؟ أم نوم عميق هادئ بذهن ساكن؟ أو غيرها من اللحظات، التي يطمح لعيشها المرء عندما ينتهي من إنجاز ما. 

إن التخطيط أمر مهم بلا منازع، وهي مهارة يتمتع بها الإنسان، الذي يعيش لهدف معين بكل تأكيد، فإن كان لك هدف، فسيشغل التخطيط ذهنك، ولا شيء أجمل من أن يكون لك هدف سامٍ تعيش لأجله، وتضعه نصب عينيك بحب مهما كان توقيت إنجازه. المهم أنه موجود ليصبح واقعاً في يوم من الأيام.