على أراضي ماديرا البرتغالية وفي بداية النشرة الجوية تبين من خلالها وجود سحب ركامية يتخللها الضباب الذي يجعل الجميع يأخذ الحيطة والحذر، فهذا تحذير عن قدوم صاروخ ماديرا، ولكن هذا الصاروخ لا يشبه غيره من الصواريخ، فهو يخرج بحلته الإمبراطورية في الليالي الحاسمة حتى يرمي بقذيفته الكروية بسرعة جنونية تجعل الجميع يردد: «كيف رآه؟»، وهم لا يعلمون أن هناك ما يسمى بالطائر الشبح الذي يخرج من بين جناحيه ضوء مهيب يجعله يخترق الهدف بكل سهولة. يظن البعض أنه حينما يسيطر الضباب في ملعب «الأول بارك» قد يعيقون ذلك الطائر المهيب عن التسديد، ولكن ألا يعلمون أن هذا النوع من الأشباح يولد بالتحديد من عنق الضباب.
ما زال هذا الطائر يحلق في سماء الرياض متعطشاً لتحقيق المزيد من الانتصارات، عن أي روح قتالية يتحلى بها هذا «الطائر الشبح»، عن أي شغف يسكن في جوفه، وكأنه في ريعان مسيرته الكروية، لا يكل ولا يمل عن تحقيق أحلامه، فهو يمتلك شغفاً عالياً؛ مما يجعله يعض عليه بالنواجذ ويتمسك به لآخر رمق، قائلاً: «ما زلت أحب اللعب وتسجيل الأهداف والفوز بالمباريات، وأود الاستمرار إلى أن تقول ساقاي: كريستيانو انتهى الأمر». هذا النوع من العزم والإصرار المتتالي نحو تحقيق الأهداف يجب أن يدرس حقاً.
وهنا يأتي السؤال المحتم: هل سيلد الزمان صاروخاً يشبه تركيبة «صاروخ ماديرا؟»، أم ستطول الغربة على ولادة شخصية تشبه تلك الشخصية المتفردة، المقاتلة، الطموحة؟
من الممكن أن نرى أشباهه، ولكن يبقى كريستيانو رونالدو ظاهرة كروية سطرت حروفها من ذهب من بداية مشواره إلى يومنا هذا، حيث جذب الأنظار إليه حتى أصبح الجميع يترقب مجريات الدوري السعودي الذي خطف أبصار العالم إليه بسرعة جنونية؛ ما شكل نقلة نوعية في تاريخ الدوري السعودي، الذي يمتلك عناصر جوهرية فذة تتحلى بروح المنافسة القوية للحصول على اللقب.
في منتصف تلك النشرة ظهرت لائحة تحذيرية تنص على التنبيه من استفزاز ذلك الطائر الشبح، حيث إنه في يوم ما استفزه بلاتر، فقرر أن يعاقب الجميع، فلو حاول أحدهم أن يستفزه ليحمي شباك مرماه جيداً، ربما ليس «صاروخ ماديرا» وحده يخترق الشباك، بل قد يحدث انفجار نووي في مرمى الخصم، ويتسبب بنتيجة كارثية لا تنسى في تاريخ كرة القدم.
روح قتالية يتمتع بها هذا اللاعب، فهو يخوض غمار الحرب مبتسماً، لا يطرح سيفه بالأرض مبكراً حتى يكسب تلك المعركة، ويصبح الفوز حليفه.
ما نقله هذا اللاعب عن ثقافة المملكة العربية السعودية من خلال مشاركته بالاحتفال باليوم الوطني السعودي وارتدائه الزي السعودي، وما يضفي من أجواء حماسية بالاحتفال على طريقة الشعب السعودي، أثار إعجاب العالم بأكمله، وإن كتبت عنك معلقات يا كريستيانو لن تصفك، وما زالت حروفي الأبجدية حائرة عن وصف ذلك «الطائر الشبح»، حتى اختتمت تلك النشرة بسؤال أثار تساؤل المشاهدين، وهو: أين هي الوجهة التالية التي سوف يحلق بها الطائر الشبح؟
ينهي المذيع تلك النشرة قائلاً: «سيداتي سادتي إلى هنا تنتهي نشرتنا لهذا اليوم على أمل أن يلد الزمان نسخة من هذا اللاعب حتى لا يفقد الجيل القادم معنى المتعة الكروية الحقيقية».