الصراعات والأزمات والمشكلات بأنواعها جزء من حياة البشرية بمختلف أنواعها ومستوياتها الفردية والجماعية، وعلى مستوى الدول، ولا يمكن التخلص منها البتة، ولكن يمكن علاجها وتقليلها، من خلال القادة أصحاب الحكمة والعقول الراجحة والنفوس التي تحمل في ثناياها صفات النبل والخير للإنسانية، والتي هدفها تحقيق السلام والاستقرار في جميع المواقع والأقطار. 

كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها الحكيمة تقف دائماً في صالح القضايا الإنسانية، وتناصر قضايا الحق، وتقدم يد العون للقاصي والداني من دون مقابل، وقد وضعت قيادتنا الحكيمة السياسات الراقية المتميزة الخاصة بدولتنا المباركة، ومنها السياسات الخارجية التي بنيت على المصداقية، والتوازن والاعتدال، ونصرة المظلوم، ومساندة المحتاج، وإغاثة الملهوف، والتعاون مع الجميع لما فيه خير الشعوب، وترتكز على قواعد استراتيجية ثابتة، تتمثل في الحرص على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام المواثيق والقوانين الدولية، وإقامة العلاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل، وتعمل الدولة مع شركائها على حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل، والإسهام الفعّال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين.

وهذا ما شهدناه من قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالاتصالات التي أجراها منذ بداية الأزمة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وآخرها مشاركة سموه في قمة السلام بجمهورية مصر العربية الشقيقة، لبحث آفاق السلام الشامل في هذه القضية، وحرص سموه على استقرار المنطقة، وتجنيبها التصعيدات والتوترات والصراعات الدامية وتطوراتها الخطيرة على مستوى المنطقة والعالم، وبحث آفاق جديدة للسلام في الشرق الأوسط؛ حتى يصبح أكثر أمناً واستقراراً، وصولاً لحل شامل للصراعات الفلسطينية - الإسرائيلية. 

تضع دولة الإمارات العربية المتحدة ملف القضية الفلسطينية على قائمة أولوياتها، وتسعى من خلال دبلوماسيتها وعلاقاتها الدولية المتينة إلى إيجاد حل عادل وشامل للقضية، وتسعى إلى دعم جهود حل الدولتين، وهذه الخطوة هي التي ستشكل الحل السلمي والأنسب لجميع الأطراف.

وتكثر في أوقات الأزمات الأقاويل والتأويلات والتحليلات والمغالطات، ويكثر اللغط بمختلف اتجاهاته، وتكثر الشائعات والشعارات، وقد ينتج عن ذلك العواطف غير المنضبطة؛ لقلة الوعي عند البعض، والانسياق خلف أصحاب المصالح والمتصيدين والمتربصين من هذه الأزمات لتحقيق مآرب وأهداف معينة، واستغلال الظروف التي تمر بها المنطقة لتمرير أيديولوجيات أو تلميع التنظيمات ورموزها وشعاراتها الواهية. 

وفي هذه الظروف من الجميل أن يكون الإنسان على وعي عالٍ، ودراية كافية، ومعرفة وافية في ما يحدث من حوله، وما أجمل الإنسان الذي يتحلى بالحكمة، ويتصرف بفطنة حتى تتحقق له السلامة من الآفات، ولا يقع ضحية للأفكار المسمومة، ولا للتوجهات المشؤومة، ولا للدعايات المكذوبة. 

تداول الشائعات له أضرار جسيمة، فإنها تهدم ولا تبني، وتضر ولا تنفع، وتنشر الذعر وعدم المصداقية والخوف، وعلينا محاربتها وعدم تداولها، ومن واجبنا أخذ التصريحات فقط من قبل المصادر الرسمية المعنية. 

من الجميل أن يبتعد الإنسان عن كل أمر لا يعنيه، وأن يحفظ لسانه من كل أمر لا يجيد التحدث به، وأن يسخر وقته وطاقته وجهده في الجوانب التي تعود بالنفع والخير، سواء على نفسه أو أسرته أو مجتمعه، فهنا تكمن السعادة وتتحقق المنافع.

حفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة رمزاً للخير، وحفظ الله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رمزاً للسلام، الذي يسهم دائماً في لم الشمل، وتقريب وجهات النظر، وتغليب لغة الحوار، والقضاء على لغة العنف بمختلف أشكالها وصورها.