حياة الإنسان كلوحة فنية يرسم بها مجريات حياته على مر أيامه ولحظاته، يخطها بعلمه، ويلونها بمهاراته، ويؤطرها بقيمه الرصينة ومبادئه القويمة، ومع مضي الأعوام تزداد الأعمار وينضج الإنسان، حتى يصبح أكثر فهماً ووعياً تجاه ذاته وتطويرها، يحرص على تنمية إيجابياته وعلاج سلبياته، وبالتالي تنضبط مسارات واتجاهات حياته المختلفة، سواء الأسرية والوظيفية والمجتمعية، ويكون منتجاً نافعاً لوطنه، تاركاً خلفه بصماته المخلصة وآثاره الواضحة.
وهنا نحن نستقبل عامنا الجديد 2024 بطموحات متجددة، وخطط فريدة، ونظرة مستقبلية حكيمة ملؤها الأمل والتفاؤل والإيجابية، ونظرة للخلف يسيرة، لأخذ الدروس والعبر من خلال ما مضى، ننظر للإنجازات حتى نبني عليها، والطموحات حتى ننطلق منها لتحقيق ما نصبو إليه من أهداف عزيزة وغايات نبيلة، وننظر إلى السلبيات فنصححها، وإلى الكبوات فنتجاوزها، وإلى الأخطاء لنتجنبها حتى تتحقق لنا السعادة في آخر الطريق ونفرح بما أنجزناه تجاه أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا ودولتنا الحبيبة.
من المهم أيها القارئ العزيز أن تخطط جيداً للمستقبل في جميع جوانب حياتك وفي شؤونك كلها، الأسرية والمهنية والمجتمعية، ومن الجميل أن تحرص على توجيه الأسئلة إلى نفسك ومن جملة هذه الأسئلة التي توجهها لذاتك: أين كنت، وأين أنا الآن، وأين أريد أن أصل؟ هذه أسئلة من الجميل أن يحرص كل واحد منا أن يوجهها إلى نفسه دائماً فهي تختصر لك المسافات وتضيء لك الطرقات وتنير لك الدروب وتوفر لك الجهد، فالنفس بحاجة إلى سؤالها وتفقدها في كل لحظة، ودون التخطيط السليم ومراجعة الخطط والأهداف وتحديثها باستمرار قد تفوتك الفرص وتضيع الأوقات وتذهب الجهود؛ فاحرص على نفسك.
في عامنا الجديد نتطلع لإنجازات جديدة لدولتنا الحبيبة، وإلى صدارة عالمية قريبة في جميع المؤشرات التنافسية وفي جميع الاتجاهات الدولية، قيادتنا الحكيمة تمتلك نظرة ثاقبة وآراء سديدة، توجهاتها الإقليمية والدولية نبيلة، تحرص في العام الجديد على ترسيخ السلام ونزع فتيل النزاعات والصراعات بجميع أشكالها، وهي ماضية في نهجها في الوقوف مع الشقيق والصديق ودعم قضايا الحق.. وندعو الله تعالى أن يحفظ لوطننا المبارك أمنه واستقراره، وأن يوفقنا سبحانه إلى المزيد من التطور والإزهار في ظل قيادتنا الحكيمة.
كما نترقب الجهود والمبادرات الشبابية، فشبابنا يمتلك الإمكانيات الكبيرة، والعقليات الراقية، ويتحلون بالأفكار الإبداعية الجديدة والمبتكرة الفريدة، فالشباب بناة المستقبل، وهم معقد الأمل وعلى عاتقهم تقع مسؤولية البناء والعطاء وصناعة المستقبل.
على الشباب أن يحرصوا على أنفسهم ويحافظوا على أوقاتهم واستثمارها في بناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم ورقي أفكارهم، وأن يركزوا طاقاتهم نحو اكتساب العلوم والمعارف الجديدة لا سيما العلوم التي سيكون لها أثر في مستقبلنا القريب والمتمثلة في العلوم المتقدمة والتكنولوجية المتطورة وعلوم الفضاء والطاقة وغيرها.
لابد أن نحرص في عامنا الجديد 2024 على تحقيق المزيد من النجاحات سواء العلمية والعملية والأسرية والمجتمعية والوطنية، وواجب علينا توجيه الجهود نحو المزيد من العطاء والبناء لمستقبل أكثر إشراقاً ورقياً ورفعة.