الإعلام من الأدوات الناعمة وله تأثيره الكبير والفاعل على رفعة ورقي المجتمعات والدول، متى ما اتسم بالمصداقية والوضوح، وهذه من أهم معايير الإعلام النزيه، وبتوظيفه وتأطيره في مساره الإيجابي بعيداً على الأيديولوجيات والأجندات الهدامة يكون بذلك مثمراً ويعزز القيم الجميلة والهامة لا سيما في وقتنا الحاضر المتمثلة بالسلام والوئام ونشر الخير بين الشعوب والمجتمعات، وله أدوار هامة في محاربة الإرهاب الفكري والتطرف المعلوماتي بمختلف الصور والأشكال والمستويات، ومتى ما فقدت وتلاشت عنه هذه المعايير الأساسية يصبح هذا الإعلام يعمل في الدهاليز المظلمة والساحات الوعرة بلا ضمير.
مع تسارع الأحداث الدولية، وكثرة الملفات العالمية، وتصارع القوى بين الشرق والغرب، وفي ظل تطور الإعلام في جميع الأقطار وتوافر التكنولوجيا ووسائل نقل المعلومات والأخبار، أصبح البعض لا يمكنه أن يميز بين الأخبار الحقيقية والمكذوبة، بسبب قيام الإعلام المؤدلج والموجه نحو تضليل المشاهد والمتابع من خلال فبركة الحقائق لغايات تخدم مصالحهم وأجنداتهم وتوجهاتهم السقيمة.
والاستهداف الإعلامي المؤدلج الذي ينشر الأكاذيب حوّل منجزات دولتنا الحبيبة، والتقليل من حجم تقدمنا، ما هو إلا كالفقاعة لا قيمة لها، وكالزبد يذهب جفاءً، وهذا الاستهداف السافر لا يزيدنا إلا إصراراً وقوة نحو المزيد من البناء والجهود التنموية والتكاتف والتعاضد مع الأشقاء والأصدقاء لما فيه خير المنطقة واستقرارها.
ويدرك العقلاء حول العالم أهمية جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة تجاه ترسيخ الاستقرار والسلم الدولي، وبما تقوم به من جهود مشرقة، وستبقى دولتنا المباركة حليفة الخير في كل زمان ومكان، وهي ماضية بثبات على قيمها ومبادئها الرصينة التي تأسست عليها، ومستمرة بكل عزم وشموخ تجاه التقدم والازدهار والمشاركة القوية والفاعلة في صياغة الملفات العربية والإقليمية والعالمية، ورسم الاستراتيجيات المستقبلية، ولا تضرنا التهم اليائسة ولا الأكاذيب البائسة، دمت ذخراً وفخراً يا وطني المفدى.
على المتابع للوسائل والمنصات الإعلامية المختلفة أن يتحرى مصادر الأخبار بدقة، وأن يعتمد على القنوات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة التي عرفت بالمصداقية ونقل الحقائق دون فبركتها، وأن يكون واعياً ومدركاً لما يدور في الفضاء الإعلامي، وألا يتناقل الأخبار بمجرد وصولها إليه، بل يمحصها ويتأكد منها؛ فالعاقل يحرص دائماً على استقاء الأخبار من مصادرها الموثوقة ويحذر من المصادر المجهولة ولا يلتفت إليها.
الإعلام المؤدلج يسعى إلى فبركة الحقائق، ونشر الأكاذيب، بكافة أدواته المتاحة، بهدف إحداث البلابل والإضرابات وتعكير صفو استقرار المجتمعات الآمنة والمزدهرة، والسعي نحو ظهور التأويلات المغلوطة واللغط والقيل والقال، فواجب علينا كبح جماح هذه الأخبار الصادرة من هذا الإعلام الغاشم بعدم تصديقها وتناقلها، ورد باطله بالحقائق الدامغة.
وما أجمل أن يعتمد الفرد في تعامله مع الفضاء الإعلامي وبرامج التواصل الاجتماعي على التفكير الناقد تجاه مصادر التلقي الإعلامي، الذي يكتسب من خلاله الحصانة من الانحراف نحو هاوية التطرف المعلوماتي، ويعينه على تمييز الأخبار والمعلومات المتداولة، بحيث يستطيع إثبات صحيحها، ونفي المكذوبة منها.
كما أن الوعي تجاه المصادر الإعلامية ووسائل التلقي مطلب ضروري في حياتنا اليومية، وهو في غاية الأهمية، وواجب على الجميع أن يتحلى بقيمة الوعي لا سيما في وقتنا الراهن، والرهان الدائم على وعي الفرد والأسرة والمجتمع تجاه ما ينشر في المنصات الإعلامية.