لا يزال الإرهاب يمثل أحد أكبر الأخطار التي تهدد سلام وأمن الشعوب والدول والأفراد على حد سواء، والأساليب والممارسات الإرهابية بجميع أشكالها ومظاهرها أعمال شنيعة، تحتم على الدول والمعنيين بمكافحة الإرهاب الإسهام الفاعل والضرب بيد من حديد نحو تجفيف المنابع الإرهابية واستئصال جذور الجماعات المتطرفة من قعرها، وينبغي للمجتمع الدولي أن يتخذ الخطوات اللازمة لتعزيز التعاون من أجل مواجهة هذا الإرهاب الغاشم، كما يجب إدانته بجميع أشكاله ومظاهره أياً كان مرتكبه، وحيثما ارتكب، وأياً كانت أغراضه، واتخاذ القرارات العاجلة لردعه ومكافحته بكل قوة وحزم.
يرتبط الإرهاب ارتباطاً كلياً بالخراب وسفك الدماء وانتشار الفوضى، ويشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، وزعزعة استقرار الدول واضطراب العلاقات الدولية، وإعاقة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية، وهو عائق ومقوض لجهود الخير أين ما تواجدت الجماعات الإرهابية.
ومؤخراً تعرض جنودنا البواسل لعمل إرهابي غاشم في جمهورية الصومال مما أدى إلى استشهاد 4 أرواح طاهرة من جنودنا الأبطال، الذين تواجدوا في الصومال للقيام بمهام عملهم في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الصومالية. هؤلاء الشهداء الأبطال نالت منهم أيادي الغدر وهم يؤدون أعمالهم الجليلة تجاه الإنسانية، ليدرك كل عاقل مدى وحشية وخبث الجماعات الإرهابية التي تلوثت عقولهم وأعمالهم بكل دناءة وبكل عمل خبيث، وهذا العمل الإرهابي والاستهداف السافر، لا يزيدنا إلا إصراراً وقوة نحو المزيد من البناء والجهود التنموية والتكاتف والتعاضد مع الأشقاء والأصدقاء لما فيه خير المنطقة واستقرارها.
يدرك العقلاء حول العالم أهمية جهود دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه ترسيخ الاستقرار والسلم الدولي، وبما تقوم به من جهود مشرقة، وستبقى دولتنا المباركة حليفة الخير في كل زمان ومكان، وماضية بثبات في دعم الأشقاء والأصدقاء لما فيه خير شعوبهم وأوطانهم، ومحافظة على قيمها ومبادئها الرصينة التي تأسست عليها، ومستمرة بكل عزم وشموخ تجاه التقدم والازدهار والمشاركة القوية من خلال التعاون والتفاعل الإيجابي مع الملفات العربية والإقليمية والعالمية، ورسم الاستراتيجيات المستقبلية، ولا يضرنا الإرهاب اليائس ولا أعماله البائسة.
وديننا الحنيف ينبذ الإرهاب والعنف جملةً وتفصيلاً، وبجميع صوره وأشكاله، ويرسي دعائم الخير والسلام والمحبة والوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش السلمي والسماحة ويحث عليها، وعلى الأخلاق الفاضلة والأعمال الخيّرة والمبادئ الكريمة والقيم الأصيلة، ويحث على الإعمار وبناء الأوطان وعدم الإضرار بها، بل يؤكد على الممارسات التي تصب في مصلحة الوطن ومواطنيه.
وقواتنا المسلحة مصدر فخر، بهم يعتز الوطن ويحافظ على استقراره ويرتدع أعداؤه، ولها جهودها المشرقة في مكافحة الجماعات الإرهابية والمتطرفة، كما سعوا في تعزيز الأمن والأمان ونشر الاستقرار في المنطقة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء. وقواتنا المسلحة محل تقدير القيادة الحكيمة، وشعب الإمارات الوفي، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: «نشوف عيالنا عيال زايد عسكر وحماة الوطن في هذا الاصطفاف اللي يفرح ويعطي الثقة وهم صمام الأمان وهم أنفسهم مستقبل بلادنا، ونحن استثمارنا الحقيقي فيهم، لأنهم هم من يشكلون حماية الوطن وهم أيضاً يشكلون أمن ومستقبل دولة الإمارات».
وقال سموه أيضاً وهو يخاطب جنودنا البواسل منتسبي الخدمة الوطنية: «الدول تبنى وتتطور بسواعد الرجال، الرجال اللي مثلكم وشرواكم اللي يضحون من أجل سمعة أهلهم وسمعة بلادهم، وهذه التضحية تخلي بلدكم على مستوى يختلف تماماً عن باقي الدول، الدول ليست بالحجم ولا بعدد سكانها، الدول بالإرادة يا عيالي، ونحن نقوم بواجبنا في حماية بلادنا، وحماية بلادنا فرض الدفاع عنها».
وجنودنا البواسل كتبوا بدمائهم الزكية ملاحم العز والتضحية، وستخلد إنجازاتهم وبطولاتهم بميادين العز والشرف في سجلات التاريخ، وستفخر بهم دولة الإمارات بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي والأجيال القادمة، تضحياتهم لها الأثر البالغ في النفوس، وهم أصحاب رسالة وقيم ومبادئ سامية تجاه الوطن والإنسانية. نسأل الله أن يرحم شهداءنا الأبطال، وينزلهم منازل الأخيار، ونعزي أهلهم وذويهم.