«للأسف فقد مارس زوجي لعبة الاستغلال المجزوء لتعاليم الإسلام بشكل سافر عندما لم ير في هذه التعاليم إلا إباحته تعدد الزوجات وقام بالزواج من أخرى دون الالتفات للشق الآخر من القضية والمتعلقة بالعدل بين الزوجتين وأولادهما، إذ بمجرد زواجه من الجديدة تحولت أنا وأولادي إلى جزء من الماضي يجب نسيانه».
هذه الكلمات اعتبرتها «ليلى سعيد» الخلاصة في موضوع إقدام الرجل على الزواج من أخرى، وذلك في إطار تجربتها الشخصية الخالصة التي عايشتها مؤخراً عندما عرفت من قبيل المصادفة البحتة بأن زوجها قد تزوج من أخرى منذ عام ونيف، وتقول إنها تمنت لو أنها بقيت على جهلها بالموضوع لأن زوجها استغل هذه المعرفة بالإمعان في سلوكه حيث نقل مواقعه الكاملة إلى بيت الزوجة الجديدة مهملاً كافة الالتزامات تجاه أسرته القديمة، مشيرة إلى تولي أشقائها مهمة تغطية نفقات عائلتها. وقالت «العنود خليل» بأنها لا يمكنها بأي حال من الأحوال القبول بفكرة أن تكون الزوجة الأخرى بمعنى عدم قبولها بأن تكون الزوجة الثانية ذات يوم، وكذلك رفضت أن تقتسم زوجها مع امرأة أخرى وبالتالي تطلقت من زوجها.
وأوضحت أن زوجها حاول ملياً إقناعها بفكرة زواجه من أخرى استناداً إلى موقف الدين الإسلامي من القضية، بل وقام بإحضار نساء متدينات لإقناعها بالفكرة دون جدوى، مشيرة إلى أنها كانت متأكدة تماماً بأنها ستوضع هي وأولادها على الرف تماماً لذلك فقد اتخذت هذا القرار بقناعة كاملة ولم تشعر بالندم عليه رغم مرور أكثر من 5 أعوام على الطلاق.
ورفضت «مريم خاطر» مطلقاً فكرة أن تكون زوجة ثانية انطلاقاً من طبيعة المرأة الإنسانية التي ترفض أن تشاركها أخرى في زوجها، لافتة إلى أن النظرة العامة للزوجة الثانية، غير مرضية، وبالتالي فهي ليست مضطرة لوضع نفسها في هذا الموقف.
ورأت «خاطر» أنه من غير الممكن على الزوج أن يكون عادلاً بين زوجتين وأولادهما والذي هو شرط اقترن في العقيدة بإباحة الزواج الآخر.
موقف آخر
«سامية شعبان» ترى أن إقدام الرجل على الزواج بأخرى قد يكون مقبولاً إذا كان لذلك أسباب جوهرية كأن تكون الزوجة عاقراً، أو مصابة بمرض مزمن يمنعها من القيام بالتزاماتها تجاه زوجها وبيتها، مضيفةً بأن وقوف الزوجة بوجه زوجها ومنعه من إتمام الزواج بأخرى وهي على هذه الحال فإن ذلك يعكس أنانية كاملة منها ويصبح موقفها مداناً إنسانياً ودينياً لأنها بهذه الطريقة تدفع زوجها نحو ارتكاب المعصية بالبحث عما ينقصه في الخارج وبوسائل غير مشروعه.
وحول أسباب إقدام الرجل على خطوة الزواج الثاني، أشارت إلى أن ذلك مرتبط بالتوتر المستمر في الحياة الزوجية، وعدم التفاهم بين الطرفين، إضافة إلى انتقاص الزوجة من حقوق زوجها، والإهانة المستمرة له، كل ذلك من وجهة نظرها يؤدي إلى نفور الرجل من زوجته الأولى والبحث عن البديل.
واعترض «صفوان السلمان» على فكرة جمع الرجل بين زوجتين، موضحاً بأن أضراراً جانبية كبيرة تنتج عن ذلك تطال بشكل رئيسي الأبناء الذين لا يمكن أن يكون نموهم النفسي والاجتماعي سوياً بأي حال من الأحوال كنتاج لبيئة غير سوية يسود فيها التوتر الدائم وقيم الاستئثار والأنانية.
وأعتبر أن التحلي بالصبر صفة ليست ملازمة للمرأة في الحياة الزوجية، بل يجب أن يتحلى بها الرجل أيضاً فإذا ما عانت المرأة من إشكالات صحية فإن الرجل يجب أن لا يعتبر ذلك مبرراً للزواج بأخرى، لا يجب أن يصبر من أجل أبنائه وسلامتهم.
وأشار إلى أن ما يدفع الرجل للزواج من أخرى يتمثل بإهمال الزوجة لزوجها، وانشغالها بأمور المنزل وتربية الأطفال ما يؤدي إلى فتور العواطف بين الزوجين الذي قد يدفع الرجل للبحث عما يفتقده من حب وعاطفة واهتمام في منزله لدى امرأة أخرى.
وقال «جاسم المطوع» بأنه وعلى الرغم من رفضه لفكرة الزوجة الثانية تماماً، فإنه يرى أن الزوجة تتحمل الكثير من المسؤولية في حلول امرأة أخرى في بؤرة اهتمام زوجها جراء إهمالها لنفسها وزوجها وأمور منزلها ما قد يدفع الزوج للزواج من أخرى، لافتا إلى وجود العديد من الأسباب الأخرى لمثل هذه الخطوة ومنها أن تكون الزوجة مريضة، ولا تستطيع الوفاء بالالتزامات الزوجية، كما أن كثرة الخلافات الزوجية تدفع الرجل لمثل هذه الخطوة، حيث يستحيل استمرار الحياة وسط الأجواء المشحونة.
«روعة طالب» اعتبرت إقدام الرجل على الزواج من أخرى مشروعاً طالما أنه يمتلك القدرة على تربية أبنائه وتلبية احتياجاتهم واحتياجات زوجاته، لافتة إلى أن الوضع الاجتماعي في الدولة بشكل خاص يفرض على الجميع قبول مبدأ التعددية في الزواج نظراً لقلة عدد السكان وارتفاع نسبة الإناث قياساً بالرجال، حيث أن المنطق يفرض إقدام الرجل على الزواج لأكثر من مرة، في إطار حل مشكلة العنوسة الواضحة.
خالد اللوباني