كيف يمكن نشر ثقافة السلام في المعمورة؟ هذا السؤال أصبح يؤرق أصحاب الفكر النير منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى الوقت الراهن بسبب ازدياد الحروب ووحشيتها وما تخلفه من دمار وعنف وقتل وأضحى العالم في الوقت الراهن بحاجة ماسة إلى تعزيز ثقافة السلام للحد من العنف على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها منظمة اليونسكو لنشر ثقافة السلام بالتعاون مع منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في العالم.
ولكن تظل هذه الجهود قاصرة بسبب أن أصحاب القرار السياسي في العالم لا ينظرون لأهمية تحقيق السلام بل ينظرون إلى مصالحهم الذاتية في استغلال بلدان العالم الثالث.
وهاهي أوربا الغربية الآن تنعم بالحرية والديمقراطية والسلام ويرى المحللون بأن هذا الأمر تحقق بسبب إشباع احتياجات الإنسان بحيث أصبح الأوربي يفكر في الإسهام في إضافة الكثير للحضارة الإنسانية وأن الدول النامية يجب أن ترتقي برؤيتها من أجل تحقيق السلام بين مجتمعاتها عن طريق قبول الآخر والتسامح والعمل من أجل حماية الأطفال والنساء من آثار الحروب المدمرة. البعض يرى هذه النظرة نظرة رومانسية غير واقعية في ظل تنازع البشر في السيطرة على مجريات الأمور والسعي إلى كراسي الحكم!
ويؤكد الخبراء والمحللون بأن التطور في كافة الأصعدة لا يتم الآن عن طريق نشر ثقافة السلام وتعزيزه بين الأفراد والمجتمعات بهدف تحقيق التنمية وأن هذا الأمر لا يتحقق تحت أزيز الرصاص والقنابل وتعميق الجراح وأن الفكر الإنساني لا يتقدم إلا بتعزيز السلام والقبول بالآخر وتحقيق طموحات البشر في العيش الرغيد والطمأنينة والراحة والرفاهية ونزع الخوف من القلوب.