(إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإنَّهُمْ عِبَادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإنَّكَ أنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ) صدق الله العظيم سورة المائدة الآية 18
هل تمر بك لحظات ضعف، وتشعر انك وحيد والعالم كله حولك؟! يخيل إليك أن قواك قد خارت! وأنه لم يَعُدْ بك قدرة على المجاهدة، والصبر والتحمل ومواصلة العمل. فلا تستسلم لهذا الخاطر، فإن للنفوس إقبالا وإدبارا، فلعل ذلك الإدبار يعقب إقبال!
وقد تشعر أحياناً بإحباط وقلة ثقة، وشعور بالنقص، وأنك لا تصلح لشيء من الأعمال، فلا تستسلم لهذا الشعور، واستحضر بأن الإخفاق ليس عاراً إذا بذلت جهدك بإخلاص، وتذكر بأن المرء لا يعد مخفقاً حتى يتقبل الهزيمة، ويتخلى عن المحاولة فحاول مرة بعد مرة، وأعد الكرة بعد الكرة، وستصل إلى مبتغاك بإذن الله.
قد يعتريك شعور بالزهو والإعجاب، فتشعر بأنك نسيج وحدك، وقريع دهرك؛ فلا تحتاج إلى ناصحٍ أو مشير! فإذا مر بك ذلك الخاطر فلا تستسلم له، ولا تركن إلى ما أوتيت من ذكاء وعلم، وانظر إلى ما فيك من نقص وضعف حتى تتعادل كفتا الميزان لديك!
وقد تهجم عليك الهموم، ويتوالى عليك الغم، فيخيل إليك أنها ستلازمك طوال عمرك، فتظن أن أيامك المقبلة سود لا بياض فيها، فلا تستسلم لهذا الخاطر، ولا تحسبن الشر لا خير بعده، أو أنه ضربه لازب لا يزول، فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً.
وقد تتحرى الصواب، وتحرص كل الحرص على ألا تخطئ في حق أحد، ثم لا تلبث أن تقع في الهفوة والهفوة، فلا تظنن أن ذلك يبعدك عن الكمال، والسعي إليه.. فمن الذي لا يزل؟ وأي الرجال لا يخفق؟
وقد تقع في الذنب إثر الذنب، فيلقي الشيطان في رُوعك أن الخير منك بعيد، وأنك ممن كتب عليه الشقاء، فلا تستسلم لهذا الإلقاء الشيطاني، واستحضر بأن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. وردد.. (وإِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) صدق الله العظيم. وبذلك تنقشع عنك غياهب اليأس.
جينا عبدو