ينتظر المسلمون حول العالم ضبط ساعاتهم، على ساعة مكة المكرمة الكبرى في العالم، والمطلة مباشرة على ساحة الحرم المكي، وينتظر أن تفتتح مع مطلع رمضان المبارك، وهي تعد أطول ساعة في العالم بطول 40 مترا وارتفاع 400 متر عن مستوى الأرض.

وأثناء الأذان، يتم إضاءة أعلى قمة الساعة بواسطة 21 ألف مصباح ضوئي، تصدر أضواء لامعة باللونين الأبيض والأخضر، يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى ثلاثين كيلومترا، وهي تشير بذلك إلى دخول وقت الصلاة.

ولهذه الغاية ستتم إضاءة 16 حزمة ضوئية عمودية خاصة، تصل إلى ما يزيد على 10 كيلومترات نحو السماء، وتبلغ قوة كل حزمة ضوئية 10 كيلواط.

وستوضع الساعة على برج بارتفاع 601 متر، وهو ثاني أطول بناء في العالم بعد برج خليفة في دبي، فيما يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 مترا.

ويحمل البرج أربع ساعات على جهاته الأربع، ويعلوها من الجهات الأربع «لفظ الجلالة» (الله) كما تتوسطها علامتا السيف والنخلة كرمز للدولة السعودية. وتتكون ساعة مكة من أربع واجهات، تبلغ مقاييس الواجهتين الأمامية والخلفية 43 مترا طولا و43 مترا عرضا، فيما مقاييس الواجهتين الجانبيتين حوالي 43 مترا طولا و39 مترا عرضا. ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة 36 ألف طن.

وسيبث فيلم وثائقي فور تركيب الساعة الألمانية الصنع على رأس البرج. وتشكل أعمال تركيب الساعة «عملية ضخمة جدا»، بحسب تصريح سابق لمحمد الأركوبي نائب الرئيس والمدير العام لفندق «برج ساعة مكة الملكي». كما سيتم تركيب مصادر ضوئية «ليزر» تصدر إشعاعات وإشارات في أوقات الأذان، والمناسبات المختلفة مثل الأعياد.

وزودت الساعة بنظام حماية متكامل ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار.

وتقوم الألواح الشمسية بتوليد الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الساعة، كما ترتبط الساعة بالشبكة الكهربائية العامة لمكة المكرمة لتزويدها بطاقة كهربائية إضافية.

وبرج الساعة هو الرمز الأساسي لمجمع ضخم من سبعة أبراج تطوره مجموعة ابن لادن لمصلحة الحكومة السعودية وتبلغ تكلفته نحو ثلاثة مليارات ريال. وسيستمر التشغيل التجريبي لساعة مكة ثلاثة أشهر، ثم سيتم ربط مركز توقيت مكة المكرمة بشبكة التوقيت العالمي «يو تي سي» التي يوجد مقرها في باريس.

ويتكون كامل واجهات ساعة مكة من 43 الف متر مربع من مادة «الكاربون فايبر» المتطورة التي تستخدم في صناعة الطائرات الحديثة. وتتميز هذه المادة العالية التقنية بقوتها العالية التي تزيد على ثلاثة أضعاف قوة الحديد، بالإضافة إلى قدرتها على مقاومة الظروف الجوية القاسية.

وغطيت واجهة الساعة المزخرفة بـ 98 مليون قطعة من الفسيفساء الزجاجية الملونة. وسيتم تخصيص مصعدين لنقل الزوار إلى الشرفة المحيطة أسفل الساعات الأربع والتي يبلغ عرضها حوالي خمسة أمتار، كما سيحوي «برج ساعة مكة» متحفا إسلاميا ومرصدا فلكيا يستخدم لأغراض علمية ودينية.

ويتوقع أن تعتمد «ساعة مكة المكرمة» كتوقيت زمني رسمي ثابت عبر وسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة في السعودية. وسيعمل أكثر من سبعة آلاف شخص في مجموعة الأبراج، التي ستكون غالبية غرفها مطلة على الحرم.