كلثم عبدالله.. شاعرة بالفطرة وسيدة أعمال بالصدفة

في أواخر التسعينات تلقيت دعوة من أحد الأصدقاء لحضور امسية ثقافية تقام كل أسبوع في إطار فعاليات لصالون أدبي يجمع المثقفين والأدباء والأطباء والمحامين، كانت هناك امرأة تجلس في زاوية فخمة في محل الحلويات ومن حولها لفيف من الأسماء اللامعة على الساحة الثقافية، فاجأني طلبها بأن اقرأ بعضاً من نصوصي القصصية،

وأن أهدي مكتبتها نسخا من إصداراتي، الحق أنني دهشت إعجابا مما رأيت وسمعت، صالون أدبي لا ينتمي لجهة رسمية وتدار فيه الحوارات بهذا الأسلوب الراقي، أما الأعجب فهو شخصيتها، فعلى الرغم من كونها صاحبة الصالون، إلا أنها لا تتداخل إلا عندما تعطى إليها الكلمة من مدير الجلسة، وهذه جزئية مهمة يعرف مغزاها كل مثقف واع.

هكذا اكتشفت وقتها جانبا مضيئاً من شخصية الشاعرة المتمكنة والمتحدثة اللبقة، وسيدة الأعمال الناجحة كلثم عبدالله، وبعد مرور هذه السنوات، ها نحن في مكتبها الأنيق، محاطين بمكتبة كبيرة تضم في أحد أركانها الإصدارات المهداة سابقاً لصالونها الأدبي، ودفاتر قديمة تحتوي على قصائد مكتوبة بخط اليد منذ السبعينات.

في منطقة الحد على شاطئ البحر بعجمان كان مولدها، ثلاث سنوات قضتها هناك لم يعلق بذاكرتها شيء منها، عادت بعدها مع الأسرة مرة أخرى إلى دبي لتستقر العائلة في منطقة الراس قريبا من شاطئ البحر، حيث تفتحت عينا كلثم على الحياة، وسط مجتمع بسيط في معيشته وعلاقاته الاجتماعية، تقول: أحمد الله على أنني عاصرت في طفولتي مرحلة الستينات المعبقة بطيبة الناس وشفافيتهم،

وعلى أنني شهدت بساطة المعيشة لأعرف قيمة ما نحن فيه حاليا، وما أذكره من تلك الفترة هو ارتباطي الشديد بالبحر وزرقته، حيث كنا نلعب معظم أوقاتنا على الشاطئ ونبني بيوتا من الرمال، وكنت مرتبطة بشقيقاتي العب معهن واستمع إلى حكايات والدتنا إلى كانت رغم أميتها شاعرة تحفظ الكثير من القصائد والأمثال والحكم والحكايات الجميلة،

وقتها كانت ألعابنا بسيطة، لكنني لا أنسى مشهد جلوس نساء وزوجات العاملين في شركة كرى ما كانزي وهي شركة أجنبية كان مقرها مقابل بيوتنا، وكانت أيضا مقراً سكنيا لعائلات الشركة، كنا نمر بالنساء وهن جالسات على الكراسي وننظر إليهن بإعجاب واندهاش في نفس الوقت، فقد كن مختلفات في مظهرهن وملابسهن عنا، وكن يقدمن الحلوى والشيكولاته لنا.

وكنا نقضي فصل الشتاء في منطقة الراس، وفي أشهر الصيف ننتقل إلى منطقة الوحيدة حيث الفضاء الواسع والهواء على شاطئ البحر، كانت العائلات تعرف أماكنها ولا أحد يعتدي على عريش الآخر، وفي هذه الأوقات كنا نذهب في الصباح عند المطوع عبدالرحمن المشوى لنحفظ القرآن، وكان رجلاً تقيا يحثنا على التنافس بين بعضنا البعض،

وقد كنت أحفظ بسرعة فائقة، وكان منافسي في الحفظ ناصر بن غليظة، وكان إذا سبقني لا يهدأ لي بال إلا إذا سبقته، وهو أيضاً كان يفعل نفس الشيء، أما وقت العب فقد كان في الفترة المسائية قبيل الغروب، وفي المساء كنا نتجمع لنسمع الحكايات المسلية من الكبار.

وبعد سنوات انتقلنا من منطقة الراس إلى منطقة البراحة مقابل برج نهار، وكانت هناك مجموعة من أشجار النخيل مسيجة بأسلاك شائكة، كنا نتسلل لجمع البلح واللعب تحت الظلال.وكانت والدتي حازمة معنا لأقسى درجة، وكانت نظرة من عينيها تكفي لأن نفهم ماتريد.

قارئة نهمة وتلميذة متفوقة

بانتقال كلثم عبدالله مع عائلتها إلى منطقة البراحة ومداومتها على المصيف في منطقة الوحيدة، استطاعت ان تختم القرآن وتتعلم القراءة والكتابة قبل دخولها للمدرسة، بعد ذلك انتقلت إلى منطقة بور سعيد، وتزامن ذلك مع بداية التحاقها بمدرسة الخنساء الابتدائية، تقول: في تلك الفترة كان التعليم خاضعا لاشراف وزارة المعارف الكويتية،

وكان التعليم قاصرا على الأولاد وقلة قليلة من الفتيات في ذلك الوقت، ولهذا لم تلتحق شقيقتي الكبرى بالمدرسة، فقد رفضت والدتي بشكل صارم دخولها المدرسة، أما أنا فقد كنت محظوظة لأن جدتي هي التي اخذتني من يدي وسجلتني في المدرسة رغم اعتراض والدتي، وغارت شقيقتي الصغرى وأصرت على أن تذهب معي رغم انها لم تكمل السن، والطريف أن عملية التسجيل وقتها كانت تتم بصورة مضحكة، فقد كنا نقف صفا واحدا،

وتقوم مديرة المدرسة ببسط يدها عند مستوى معين فوق رؤوسنا، فاذا اهبطت يدها عن المستوى عند رأس طفلة تقوم باستبعادها، وهنا لاحت لي فكرة وجعلت اختي تقف على حجر لتصبح في طولنا، ومرت الحيلة على المديرة ودخلت شقيقتي المدرسة معي، أما المفارقة الأخرى فهي أنني سجلت باسم جدي حميد،

لأن والدي كان مسافرا وهو كثير الترحال وراء لقمة العيش، وكان ضروريا ان يكون لي ولي أمر يتابعني، واستمر اسم جدي معي إلى ان وصلت إلى الثانوية، وقتها فقط قمت بتصحيح الاسم، وبعض الصديقات حتى الآن يرسلن بطاقات الدعوة باسم كلثم حميد.

منذ طفولتها وكلثم عبدالله تتمتع بحساسية مفرطة لدرجة أن كلمة ساخرة واحدة في حقها تجعلها تذرف الدموع، غير أن هذه الحساسية استمدتها من شخصيتها المبدعة ونبوغها في التحصيل الدراسي وروحها الشفافة التي تشكلت في محيط الشعر والأدب، من هنا كان إقبالها على المدرسة والدراسة بحب شديد، تقول: أنا بطبعي قارئة نهمة وكنت اقرأ في الكتب التي تخص والدي قبل دخولي المدرسة،

ولذلك لم أشعر بغربة مع دفاتري المدرسية، وكنت اشطر تلميذة في الصف وآخر من تسأل عن انجاز الواجب، وكنت محبوبة عند جميع مدرساتي خصوصاً مدرسة الرياضيات التي كانت تشجعني وتعاملني برفق شديد لأنها تفهمت حساسيتي المفرطة، والحمد لله كنت متفوقة في جميع المواد خصوصاً العربي والدين والتاريخ، لأنني دخلت المدرسة

وأنا أعرف الكتابة والقراءة وأحفظ القرآن الكريم بشكل إعرابي سليم، وهذا ساعدني كثيراً في البدايات، وأذكر أنني جاوبت على سؤال تقتضي إجابته أن أذكر الاسم الأول لشخصية تاريخية كما علمتنا (الأبله)، لكنني ذكرت اسمه كاملاً فدهشت الأبله وسألتني عن مصدر معلوماتي

فأجبتها بأنني أقرأ في كتب والدي، المهم أن هذا التفوق لازمني حتى مرحلة المتوسط، كنت احصل على المركز الأول كل عام، لكن الأمر اختلف في مرحلة الثانوية وتراجع مستواي بعض الشيء، لكنني بقيت في دائرة الضوء ومن الأوائل.

غزالة السباقات

وتعرج كلثم عبدالله على الأنشطة المدرسية التي كانت تمارسها في مجال الرياضة تقول: في ذلك الوقت كانت الأنشطة المدرسية كثيرة ومتعددة وكانت إدارة المدرسة تأخذها بجدية شديدة، كنا نتعلم الموسيقى والأشغال اليدوية من خياطة وتطريز، وقد استفدت من حصة الرسم، فأنا أرسم بعض اللوحات عندما أجد الوقت المناسب،

وأجيد الخياطة والتطريز، لكنني أيضا مارست رياضة الجمباز وتفوقت فيها، أما سباقات الجري فقد كنت احصل على المركز الأول على مستوى المدرسة، وحصلت عليه مرة على مستوى الدولة، فقد كنت سريعة جداً لدرجة أن المدرسات أطلقن عليّ لقب «الغزالة» وحققت زمنا جيدا في سباق المئة متر عدو حيث أنهيت السباق في ثماني ثوان فقط.

ذكريات الغربة

في مدرسة آمنة بنت وهب بمنطقة ديرة بدبي أنهت كلثم عبدالله مرحلة المتوسط، لتنتقل بعد ذلك إلى مدرسة الاتحاد الثانوية وتنال منها الشهادة في عام 1976، وقتها تجلى الحظ مرة أخرى ليقف إلى جانبها وتكمل مسيرتها التعليمية، تقول: بعد حصولي على شهادة الثانوية كان يتوجب علي أن أتجه إلى جامعة الكويت مثل بقية الطلبة والطالبات الراغبين في إكمال تعليمهم،

وعارضت أسرتي وجدي وجدتي على ذهابي إلى الكويت، وارتضوا أن انتظر عاماً ثم التحق بجامعة الإمارات، غير أن خطيبي وقتها وهو ابن خالتي في المقام الأول وقف إلى جانبي، كان هو من أحضر نتيجة الثانوية وأخبرنا بها، وهو أيضا من قام بإنهاء جميع الإجراءات والأوراق لكي أسافر إلى الكويت،

ولهذا اعتبر نفسي محظوظة للمرة الثانية في مسيرتي التعليمية، فقد كان خطيبي وزوجي فيما بعد إنسانا متفهما وواعيا بما فيه الكفاية، المهم أنني التحقت بجامعة الكويت، ووضعت في ورقة الرغبات دراسة علم النفس أو جغرافيا أو اللغة العربية، وجاءت الموافقة على رغبتي الأولى فدرست علم النفس وحصلت على البكالوريوس في عام 1979.

وعن الغربة في الكويت تقول كلثم: لاشك أن فترة الدراسة في الكويت كانت قاسية على نفسي، خصوصا أنها المرة الأولى التي ابتعد فيها عن أهلي وصديقاتي، كما أنها كانت امتحانا صعبا لأبرهن على قدرتي في تحمل المسؤولية، لكن الذي خفف من وطأة الغربة أنني كنت ضمن دفعة ضمت ثلاثة وعشرين طالبة من مختلف مدن الدولة، وكانت أكبر دفعة من الطالبات تتوجه إلى الكويت، في ذلك الوقت،

وفي البداية دخلنا في تجربة السكن الذي يجمع كل الفتيات من مختلف بلدان العالم، والحق أننا لم نشعر بالارتياح لفارق العادات والتقاليد، وبعد فترة تم تخصيص سكن لفتيات الإمارات فقط، وحينها استقامت الأمور، ولكن وتبقى نوادر ومفارقات تلك المرحلة مع الزميلات، في السكن،

فقد كنا نقوم بالطهي لأنفسنا أو نعيد طهي المأكولات التي تأتينا من الخارج، ولم نكن نخصص أحدا لهذا الأمر، فكل واحدة يكون لديها الوقت والاستعداد تقوم بالواجب، لكن الاتفاق كان يقضي بأن من يجلس على المائدة حتى النهاية عليه أن ينظف بقايا الطعام ويغسل الأطباق، ولحظي السيء كنت على الدوام آخر من تظل على المائدة ليكون حوض الغسيل بانتظاري.

الشعر كشكول محمد غباش

بعد تخرج كلثم عبدالله عادت إلى الإمارات لتعمل أخصائية اجتماعية في وزارة التربية والتعليم، وبدأت في مدرسة سكينة واستمرت حتى عام 1989، بعدها أسست قسم الصحة النفسية بالوزارة وترأسته لمدة ثلاث سنوات، لتنتدب بعد ذلك إلى ديوان حاكم دبي وتؤسس قسم الخدمة الاجتماعية للمرأة، واستمرت في عملها حتى عام 2004، لتتفرغ بعد ذلك لأعمالها الخاصة كسيدة أعمال، واذا كانت كلثم عبدالله قد دخلت مجال الأعمال الحرة بالصدفة المحضة،

إلا أن تجربتها الشعرية لم تأت من فراغ وهي الشاعرة المتمكنة، تقول: كنت أسمع الشعر من والدتي، وتذوقته كمستمعة جيدة، لكني لم أبدأ في كتابته الا في مرحلة المتوسط، وكتبت وقتها قصيدة بالفصحى بعنوان «ذل الفؤاد» في عام 1972، والحق أن مدرسة اللغة العربية كانت تشجعني وتصحح أخطائي،

كما أنني تحصلت على كشكول لمحمد غباش وكانت أسرته تسكن جوارنا ونتبادل معهم الزيارات، هذا الكشكول كان يضم أروع القصائد الشعرية وأغاني أم كلثوم، وقد كتبها محمد غباش بخط يده الأنيق، وحتى الآن احتفظ بهذا الكشكول واذكر محمد به، أما أول قصيدة نبطية فقد كتبتها معارضة للشاعر الكبير بن سويقات وقصيدته الساخرة التي كتبها في خروج المرأة للتعليم،

وقد شهد لي بالشاعرية كما نالت القصيدة استحسان الجميع، لكنني لم أتفرغ لكتابة الشعر خصوصاً وأنني تزوجت في عام 1982 وتفرغت تماماً لتربية الأولاد ولعملي، وبعد اطمئناني على أولادي اهتممت بملكاتي الشعرية فأسست مع بعض الزميلات رابطة أديبات الإمارات في عام 1990 وانخرطت من يومها في كتابة الشعر النبطي ونشره في الصحف والدوريات،

ودخلت في تحد مع نفسي حين طلبت مني إذاعة أبوظبي قصيدة وطنية كل أسبوع كافتتاح لبرنامج (إمارات) الحبيبة مساء الخير»، وكنت أسجل القصيدة بصوتي قبل إذاعتها، وكتبت مع هذا البرنامج أكثر من خمسين قصيدة وطنية لم يتم نشرها بعد في ديوان، وكتابة الشعر أدخلتني أيضاً للكتابة الصحافية، فقد كتبت مقالاً يومياً في جريدة «أخبار العرب» ولفترة طويلة،

أما مجال الأعمال فقد دخلته صدفة عندما كنا في زيارة لدولة قطر بدعوة على هامش معرض الكتاب لألقي قصائدي مع وفد من شاعرات الإمارات، وأعجبتني حلوى كانت تحضرها إحدى الصديقات هناك، فذهبت إلى المحل وسألتهم لماذا لا يفتحون فرعاً في دبي، فرحبوا بالفكرة وقمت بتجهيز الرخصة التجارية لهم، وأسست المحل وفتحت فرعاً في دبي، بعد ذلك توسعت شيئاً فشيئاً والآن لدي مكتب لتصميم وانتاج الإعلانات.

الشاعرة كلثم عبدالله التي فازت بجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لحل اللغز الرابع من الفئة الأولى، مهمومة بتكوين مؤسسة إعلامية تحقق فيها معادلة التقاء الإبداع مع «البيزنس»، وكونها تمتلك حاسة موسيقية مرهفة فهي عاشقة لصوت الربابة والناي، يغريها البحر برزقته، وتهوى رائحة الأرض بعد هطول المطر،

وتخرج كلما سنحت الفرصة إلى البر حيث خيمتهم الدائمة في منطقة «البرشاء»، وتقضي معظم أوقاتها مع بناتها عفراء ومزون وآخر العنقود أحمد، وتفخر بأنها ربتهم بنفس الطريقة التي ربتها بها والدتها، غير أنها تقربهم منها حتى أصبحوا أصدقاء لها، خصوصاً عفراء التي أخذت عن والدتها الكثير، وعفراء كونها صادقة، ولا تحب المجاملة فقد طلبت منا كلثم ان نأخذ شهادة منها.

شاعرة وأم مثالية

وتقول عفراء في شهادتها عن والدتها: أفتخر بكلثم عبدالله كونها والدتي التي قامت على تربيتنا ورعايتنا حتى وقفنا على أقدامنا، فقد ضحت بالكثير من أجل أن تكون بجانبنا في الصغر، ولم تكن أنانية على حسابنا. فوالدتي مستمعة جيدة للمشاكل، وتواجهها بطريقة بسيطة ومقنعة،

ثم أنها كاتمة أسرار استطاعت أن تنال ثقة من حولها من الطالبات، إضافة إلى أنها تراعي مواهبنا، ولا تجبر أحداً على فعل شيء ضد رغبته، والأكثر من ذلك انها تمنحنا الثقة في نفوسنا بأن تأخذ رأينا في الأمور التي تخصها.يعجبني في شخصية والدتي انها تفعل الخير ولا تنتظر المقابل، ودائما ما تتحدث معنا في هذا الأمر، وأنا استمتع بقراءة شعرها منذ ان كنت طالبة القي قصائدها الوطنية في المناسبات والاحتفالات المدرسية.

الدكتور عمر عبدالعزيز تحدث عن شاعرية كلثم عبدالله بقوله: عرفت كلثم بوصفها شاعرة مطبوعة لديها ملكات إبداعية فوق الوصف، وتمعنت في قراءة نصوصها فوجدتها تعيد إنتاج الذاكرة الشعبية والتراثية والأبعاد الاجتماعية في الإمارات، وعرفتها ايضاً مثابرة ومقدامة،

وتنظر للمستقبل، وكلثم تتسم بقدر كبير من حيوية العطاء والدأب المستمر، وإلى ذلك فهي مرآة للسلوك السوي بالمعاني المختلفة، وهي مخلصة لعملها وابداعها ولعلاقاتها الإجتماعية، سمتها في ذلك تواضعها الشديد، ومثل هذه الخصال قل ما نجدها في إنسان في هذا الزمان.

ويركز محمد بن الهلي في شهادته عن كلثم عبدالله على تربيتها لأولادها بطريقة صحيحة، يقول: كلثم تعرف مقامها الكبير عندي فهي إنسانة محترمة ومخلصة لأي شيء تقوم به سواء في خدمة الناس من خلال عملها، أو على المستوى الشخصي في علاقتها الاجتماعية لكن أهم شيء لفت انتباهي عند كلثم هو طريقة تربيتها لأولادها، فقد علمتهم أفضل الأشياء من الماضي وأفضل ما هو موجود في الحاضر،

واستطاعت ان توازن بين المعادلة الصعبة في ذلك، وهي على المستوى الثقافي اديبة وشاعرة تستلهم من التراث لوحاتها الشعرية، وهي إنسانة مثقفة وواعية، وقد شكلنا معاً ما أطلقنا عليه «المجموعة الفاضلة» التي تضم أشخاصا من مختلف المهن والمشارب يلتقون على فعل الخير والاستفادة من مجهوداتهم قدر الإمكان.

عزالدين الأسواني

الأكثر مشاركة