عندما تقف المرأة أمام المرآة لا تجد ما تنظر إليه سوى أنفها وعندما تتحدث مع أي إنسان فإنها تركز على اتجاه عيني المتحدث لترى هل هو ينظر إلى أنفها الكبير أو الصغير جدا ويبقى حلمها هو الحصول على أنف أكثر جمالا وتناسقا مع وجهها.

وعن جراحات تجميل الأنف والطرق الحديثة لإجرائها يقول الدكتور أحمد عادل نور الدين أستاذ جراحة التجميل بكلية الطب جامعة القاهرة .. يتفق جراحو التجميل على أن عملية تجميل أو تغيير ملامح الأنف هي الأكثر صعوبة فلابد أن يمتلك جراح التجميل المقاييس الجمالية والإحساس بتكامل الأنف مع باقي أجزاء الوجه وجراحات تجميل الأنف تجرى حاليا لتصغير أو مساواة أو إعادة بناء أو تطويل أو رفع الأنف.

كما تجرى أيضا لتحسين التنفس والشم والتذوق والكلام وجميع هذه العمليات تجرى من داخل الأنف للوصول لأنف متناسق مع باقي الوجه ويتحكم في نتيجة الجراحة حجم وطول وعرض الأنف واتساع فتحتي الأنف وشكله كما يتحكم فيها أيضا طول الشخص الذي ستجرى له الجراحة سواء رجل أو إمراة فإذا كان الشخص طويلا ينظر الناس إليه من أسفل إلى أعلى وهنا يجب أن يرفع الجراح مقدمة الأنف إلى أعلى.

أما إذا كان الشخص قصيرا فإن رفع مقدمة الأنف إلى أعلى سيساعده قليلا يضاف إلى هذا التغيرات التي قد تحدث في الجراحة وتؤثر تأثيرات ملموسة قد تكون مليمترات ولهذ يطلق على جراحة تجميل الأنف جراحة المليمترات ويزيد من صعوبة هذه الجراحة أن تأثيرها يستمر طوال العمر مع المريض ولهذا لابد للجراح أن يتوقع التغيرات المحتملة في وجه المريض مع تقدم السن.

وعن طبيعة تكوين الأنف ووظائفه يقول د. عادل نور الدين إن الأنف يتكون من الجلد الخارجي وغشاء داخلي مبطن ويوجد بينهما الهيكل الذي يتكون من العظام في الجزء العلوي والغضاريف في الجزء السفلي. جلد الجزء العلوي هو جلد رقيق يمكن تحريكه بسهولة على الغضاريف ولهذا فكلما كان هذا الجلد أسمك كانت نتيجة العملية غير المرجوة.

أما الهيكل الداخلى للأنف فيتكون من جزء علوي من العظام وجزء سفلي من أربعة غضاريف تنتهي بفتحتي الأنف السفليتين. ويؤدي الأنف الوظيفة الاساسية لتدفئة وترطيب وتنقية الهواء الداخل للرئتين وقد يصاب بعض الاشخاص باعوجاج في الحاجز الأنفي يؤدي إلى الإحساس بانسداد في ناحية من ناحيتي الأنف وبالتالي تتأثر حاستا الشم والتذوق كما يؤدي هذا الاعوجاج إلى أثر خارجي في شكل الأنف يأخذ شكل الاعوجاج يمكن إصلاحه وشكل الأنف في آن واحد بعملية تجميل واحدة.

العمر

وعن توقيت إجراء عملية تجميل الأنف أو تغيير معالمها يقول: «السن التي يجب الالتزام بها عند اكتمال نمو العظام والغضاريف الأنفية ويحدث هذا في البنات بعد مرور عامين من سن البلوغ أو أكثر لتصل لسن الخامسة عشرة وفي الفتيان تتعدى هذه السن بعامين لتصل إلى سن السابعة عشرة لإتاحة الفرصة لاكتمال نمو عظام وغضاريف الأنف. أما في حالة حدوث طارئ أو حادث للأنف فتكون الجراحة ضرورية وإجبارية في أي سن»

وعن الخطوات التي تتبع في جراحة تجميل الأنف يقول د. نور الدين هناك خطوات أولية يتم فيها فحص المريض ومناقشته لتحديد ما سيتم عمله وذلك بالتقاط عدة صور من زوايا مختلفة والاستعانة ببرنامج خاص بالكمبيوتر ويتولى الطبيب شرح التغيرات التي ستتم على صور المريض من خلال الأجزاء التي يتم تغيير شكلها والتي يرضى عنها المريض

وتبدأ بعدها مرحلة التجهيز وإجراء التحاليل والامتناع عن تناول الأسبرين والأدوية التي تؤثر على تجلط الدم قبل الجراحة والأدوية بأسبوع على الأقل والامتناع عن التدخين وتتم الجراحة بالتخدير الكلي أو الموضعي حسب رغبة المريض وتستمر قرابة الساعة ونصف الساعة ويعتمد الوقت على حجم العمل المطلوب إجراؤه وعلى خبرة الجراح وكفاءته.

خطوة بخطوة

تتم جراحة تجميل الأنف كما يقول الدكتور أحمد عادل نور الدين أستاذ جراحة التجميل من الداخل في أغلب الأحيان وفيها يتم استعدال الجزء العلوي من الأنف وهو ما يسمى بظهر الأنف وقد تشمل تضييق عرض الانف العظمى أو تضييق الأنف أو تقصيرها أو تطويلها أو إعادة تشكيل الأنف أو فتحتيه.

وكلها خطوات تبدأ بفتحة يحدثها الجراح بالمشرط داخل الأنف ويتسلل منها إلى ما تحت الجلد للوصول إلى هيكل الأنف العظمى والغضروفي حيث يتم العمل في الغضاريف بالطريقة التي يراها الجراح حسب الخطة الموضوعة سلفا أثناء التحضير وصولا للنتيجة التي يأملها من تصغير أو تكبير أو رفع أو تقصير في الغضاريف. ثم ينتقل بعدها الجراح للعمل في الجزء العلوي وهو العظام حيث يتم إعادة تشكيلها إذا كان هذا مطلوبا عن طريق تكسيرها من الداخل وإزالة الجزء الزائد بالمليمتر

وهذا هو السبب الذي يؤدي إلى إصابة المريض بعد العملية بالتورم والزرقان حول العينين وفي هذه الجراحة نفسها يمكن استعدال الحاجز الانفي إذا كان مطلوبا ثم تتم خياطة الجرح الداخلي في الغشاء المخاطي المبطن للأنف وإذا كان هذا مطلوبا يتم تضييق فتحتي الأنف بجرح آخر يتم في الفتحتين في منطقة يراعى فيها ألا يظهر الجرح بقدر الإمكان ثم يتم وضع حشو بسيط داخل الأنف ولفه بجبيرة خارجية على الجلد الخارجي من الأنف.

وفي بعض الأحيان تكون الجراحة في الجزء السفلي فقط من الأنف «الأرنبة» ولكن يجب النصح بأن العمل على جزء معين من الأنف للوصول إلى تغيير يشمل شكل الأنف كله يحتاج إلى خبرة جراح متمكن يقرر ما يجب عمله.

عمليات ضرورية

ويشير د. أحمد عادل إلى أن جراح التجميل لا يجري الجراحات التي تبحث عن الجمال فقط وإنما يجري العمليات التجميلية التي تنتج عن الإصابة أو العيوب الخلقية فهناك بعض الاشخاص أنفهم مفرطحة نتيجة لحادث أو أنف صغير جدا ولد الشخص بها أو الأنف المقوسة إلى الداخل هذه الحالات تحتاج إلى جراحات تجميلية تقوم باستعدال الأنف عن طريق تكبيره ويتم ذلك باستخدام عظمة من داخل جسم الإنسان أو غضروف يؤخذ من أماكن معينة في جسم الشخص نفسه.

وحاليا توجد مواد حديثة بديلة عن العظام والغضاريف يمكنها أن تلتحم وتتلاءم مع أنسجة الجسم بسهولة وتستعمل بأمان كامل للوصول إلى النتائج المرغوبة من دون إحداث جرح في منطقة أخرى بالجسم للحصول على عظام أو غضاريف.

ويشير إلى أنه بعد أجراء الجراحة يتم إزالة الحشو بعد يوم أو يومين والجبيرة بعد اسبوع وذلك لحماية عظام وغضاريف الأنف خلال فترة التئام الجرح مع وضع كمادات ثلجية على العينين في اليومين التاليين للجراحة كي نقلل التورم والزرقان الذي يصيبها.

ويشعر المريض خلال الأيام الأولى من الجراحة بانسداد في الانف بسبب وجود الحشو وبعد إزالته قد يحدث احتقان في الاوعية المخاطية تحتاج إلى علاج بالأدوية. وقد يحدث تساقط لبعض القطرات من الدماء من الأنف ولكنه يتوقف بعد يوم أو اثنين.

بعد العملية

بعد أسبوع من الجراحة يتم رفع الجبيرة وقد تكون العظام متباعدة عن بعضها قليلا ويمكن في هذه الحالة أن يدرب الطبيب المريض على الضغط البسيط عليها حتى تنتهي الحالة. وتتحسن حالة المريض تماما بعد أسبوعين من الجراحة والمهم هنا أن يخبر الطبيب مريضه أن النتيجة النهائية لتجميل الأنف لا تظهر فور إجراء الجراحة فالنتيجة تظهر حسب ما تم في الأنف ووفقا لكفاءة الالتئام عند المريض وهناك تعليمات تعطى للمريض بعد الجراحة للحفاظ على مستوى العملية ومنها عدم «التمخمض» أو أخذ نفس عميق عن طريق الأنف .

مع عدم وضع النظارة على العينين إلى أن ينتهي التورم الموجود في المنطقة وتفادي الأماكن المكيفة تكييفا عاليا لأن الأنف يعاني بعض الاحتقان بعد الجراحة.

ويؤجل المجهود الرياضي لمدة شهر بعد العملية وممارسة السباحة لا تتم إلا بعد شهر وبعدها تكون سباحة هادئة في أحواض السباحة مع تأجيل التعرض المباشر للشمس لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل حتى لا يتعارض مع التئام الجرح مع عدم تحسس الأنف أو الضغط على عظامها إلا إذا أمر الطبيب بأسلوب يدرب عليه المريض .

ويؤكد د. عادل نور الدين أن المضاعفات الخطيرة لعملية تجميل الأنف نادرة الحدوث

القاهرة ـ عفاف السيد