كثير ما كتب عن زراعة الأسنان....والسؤال هو... هل أعطينا هذا العلم الجديد حقه وهل استطعنا إيصاله وشرحه لعامة الناس وليس للمثقفين منهم فقط؟زراعة الأسنان ببساطة هي عملية غرس جسم معدني في عظم الفك ليعوض فقدان ضرس واحد أو أكثر ومن ثم تركيب تاج أو جسر خزفي فوق هذه الغرسات.

من الجميل ان نعرف ان أول من اكتشف هذا العلم وطبقه في العالم هم البابليون القدماء (3000 ق.م) حيث استعملوا مادة العاج لغرسها مكان الأسنان المفقودة ومن ثم الفراعنة في مصر القديمة (2000 ق. م).

وقد قاموا بغرس صفائح من الذهب مكان الأسنان المفقودة. وبعدها في الصين (600 ق.م). ثم اختفت المعلومات حول هذا العلم نهائيا« إلى القرن العشرين حيث ظهر وبشكل واضح وحديث جدا» ومطور بواسطة العالم والطبيب السويدي برانمارك الذي بدأ دراساته حول زراعة الأسنان في السبعنيات ووضع الدستور الكامل لهذا العلم عام 1982.

معظم زراعات الأسنان تصنع من مادة التيتانيوم أو سبائك التيتانيوم. هذا المعدن يعتبر من أكثر المعادن الخاملة في الطبيعة ولا يتفاعل مع الجسم ولا يؤدى إلى آثار جانبية اذا زرع داخل العظم. ولهذا يستعمله أطباء الأسنان وأطباء المفاصل والكسور لزراعة المفاصل.

تعتمد عملية زراعة الأسنان ونجاحها على عوامل عدة منها ما يخص المريض من ناحية صحته العامة وخلوه من بعض الأمراض وخاصة تلك التي تؤثر سلبا» على تماسك الزراعة مع عظم الفك مثل داء السكر وهشاشة العظام.

والبعض الآخر هو موضعي مثل عدد الأسنان المفقودة ومكانها وكمية العظم المتوفرة ولهذا السبب ينصح بالبدءبزراعة الأسنان بعد شهرين من فقدان الأسنان وعدم ترك الفراغات لفترة طويلة مما قد يؤدي إلى ضمور وذوبان عظم الفك وفي هذه الحالة تكون العملية صعبة ومعقدة. أما العوامل الأخيرة فتعتمد على الزراعة نفسها من ناحية جودتها والمادة المصنوعة منها.

ويعتبر التيتانيوم (IV) لحد يومنا هذا المادة المثالية. والناحية الأخرى هو الجراح الذي سيقوم بعملية زراعة الأسنان، فزراعة الأسنان هي عملية حساسة جدا لا تقبل الخطأ وأيضا تعتبر علما متكاملا منفصلا عن باقي علوم طب الأسنان ولا يجوز ممارستها إلا من قبل أشخاص مؤهلين علميا وتقنيا، ولهذا أيضا ينصح بمراجعة اختصاصيي زراعة الأسنان فقط في هذا المجال.

زراعة الأسنان تتكون من مرحلتين....

الأولى.. عملية زرع الغرسة في العظم وتتم تحت التخدير الموضعي أو العام حسب رغبة المريض وهي ليست بالمؤلمة نهائيا ولا تتعدى كونها فتحة صغيرة في العظم ومن ثم غرس الزراعة.

الثانية.. تأتي بعد شهرين إلى أربعة شهور من المرحلة الأولى وهي بسيطة جدا عبارة عن وضع مسمار داخل الغرسة وأخذ قالب للأسنان وإرساله إلى مختبر الأسنان لعمل تاج أو جسر فوق الزراعة.

العناية بالأسنان بعد الزراعة عامل مهم جدا حيث ان أهم عوامل فشل الزراعات بعد سنة أو سنتين هو الإهمال في تنظيف الأسنان بعد الزراعة والتدخين الكثير وشرب الكحول بإفراط.

السؤال التالي... ما هو الحل في حالة فقدان الأسنان ولفترة طويلة وعدم تعويضها بالزراعة مما قد يؤدى إلى ضمور عظم الفك ولا يعطي السمك الكافي لوضع الزرعات.