يعتبر تخصص تقويم الكلام واللغة من التخصصات الهامة جداً، وما زال بحاجة إلى الكثير من العناية والاهتمام فهذا العلم يعنى بدراسة وتشخيص وتقييم وعلاج الاضطرابات النطقية (تلك الاضطرابات التي تؤدي إلى تشوه في إصدار الصورة الصحيحة للصوت ومنها الإبدال، الحذف، وتشويه الصوت) واللغوية.

يقع هذا التخصص تحت مظلة اضطرابات التواصل Communication Disorders. هذه النوعية من الاضطرابات عادة ما تحتاج إلى فريق علاجي فبالإضافة إلى اختصاصي الكلام واللغة (هو الشخص المؤهل لتشخيص وتقييم وعلاج اضطرابات اللغة والكلام) يتكون هذا الفريق من اختصاصي التربية الخاصة، الاختصاصي النفسي، الاختصاصي الاجتماعي ومجموعة من الأطباء المؤهلين وفني التأهيل لمختلف الإعاقات التي تحول دون التواصل بالشكل المطلوب .

لقد كانت بداية هذا العِلم في الولايات المتحدة وبريطانيا وتحديداً في عام 1910، حيث بدأت جهود فردية في تخريج ما يُسمى في ذلك الوقت مصححي النطق، ولكن البداية الفعلية لهذا التخصص حدثت بعد عام 1947 حيث أنشئت في بريطانيا كلية اختصاصي علاج اضطرابات التواصل، وفي عام 1952 أنشئت في الولايات المتحدة الأكاديمية الأمريكية لمصححي النطق التي أصبح اسمها فيما بعد الجمعية الأمريكية للسمع والنطق.

الكلام ، اللغة ، التواصل

الكلام، اللغة، التواصل، تلك المصطلحات الثلاثة التي لا بد لنا من فهمها والتفرقة بينها ومعرفتها قبل التحدث في أي موضوع من موضوعات الاضطرابات اللغوية والكلامية ليسهل علينا بعد ذلك التعامل مع الجانب اللغوي بمرونة أكثر.

الكلام:

وسيلة الاتصال اللفظية، وهو نتيجة لسلوك حركي محدد وبحاجة لتناسق عضلي عصبي دقيق، وأصوات الكلام تتحد مع بعضها بطرق مختلفة مكونة وحدات اللغة المستخدمة، فكل لغة لها مجموعة من الأصوات التي تميزها، ويتضمن الكلام مجموعة مكونات هي نوعية الصوت والسرعة والنبرة، والتي تؤثر على الرسالة ومفهوميتها، والكلام ليس هو الطريقة الوحيدة للاتصال عند البشر فهناك أيضا الإيماءات، وتعابير الوجه...الخ.

اللغة:

لكل لغة رموزها الخاصة التي تفصلها عن اللغات الأخرى وهناك مجموعة من القواعد تحكم هذه الرموز، والكلام ليس هو الشكل الرسمي للغة فعلى سبيل المثال هناك لغة الإشارة، ألواح الاتصال...... الخ.

وتعرف جمعية السمع والكلام الأمريكية American Speech and Hearing Association (ASHA) اللغة على أنها زعملية معقدة وجهاز ديناميكي برموز متفق عليها تستخدم بأساليب متعددة للاتصال وتتصف بالخصائص التالية:

* ترتبط اللغة بسياق ثقافي، اجتماعي، وتاريخي.

* توصف اللغة كنظام قائم بذاته بخمسة مقاييس هي الصوتي، النحوي، الصرفي، الدلالي، السياقي البراجماتي .

* تعلم اللغة واستخدامها يحدد بالعوامل التالية البيولوجي، النفسي، والبيئي .

* يتطلب الاستعمال الفعال للغة فهم التفاعل البشري متضمناً العوامل المترابطة مثل اللغة غير اللفظية ».

التواصل

اللغة والكلام هما جزء من عملية التواصل، وفي الواقع فان التواصل هو الوظيفة الأولية للغة. ويُعرّف بأنه عملية تبادل المعلومات والأفكار بين الأشخاص، وتحتوي هذه العملية على العوامل التالية: الإرسال والاستقبال ونقل المعلومات، وبالتالي يجب توفر العوامل الثلاثة المرسل، المستقبل، والتغذية الراجعة، وعندما يصاب الطفل باضطراب في الكلام أو اللغة أو كليهما فإن ذلك يؤثر سلباً على التواصل.

أن الكلام عبارة عن الإدراك الصوتي للغة والتعبير من خلالها أو إصدارها، ونظراً لأن الكلام هو فعل حركي فإنه يتضمن التنسيق بين أربع عمليات رئيسية هي:

1- التنفس أي العملية التي تؤدي إلى توفير التيار الهوائي اللازم للنطق.

2- إخراج الأصوات أي إخراج الصوت بواسطة الحنجرة والأحوال الصوتية.

3- رنين الصوت، أي استجابة التذبذب في سقف الحلق المليء بالهواء، وحركة الثنيات الصوتية مما يؤدي إلى تغيير نوع الموجة الصوتية.

4- نطق الحروف وتشكيلها، أي استخدام الشفاه واللسان والأسنان وسقف الحلق لإخراج الأصوات المحددة اللازمة للكلام، كما هو الحال في الحروف الساكنة والحروف المتحركة ....الخ.

اعتبارات عامة في تطور اللغة عند الأطفال:

1- اللغة مكتسبة، كل طفل يتعلم ويكتسب اللغة المحكية في بيئته.

2- حتى يكتسب الطفل اللغة لابد من توفر شروط:

أ- اللياقة الصحية: يجب أن يكون الطفل صحيح الجسم ونخص باللياقة جهاز النطق والأجهزة التي لها اتصال مباشر بهذا الجهاز مثل الجهاز السمعي والجهاز العصبي.

ب- وجود مدخلات: والمقصود بالمدخلات هو ما تقدمه البيئة من مثيرات تقوم على بناء قدرات الطفل اللغوية.

ج- القدرات العقلية.

د- تكوين النظام اللغوي: حيث يكون بدون تدريب فهو يشتق النظام اللغوي ويخزنه دون تمارين، فبالتالي هو يخزن دون أن يدرك انه يخزن.

ه- بناء المفاهيم يسبق استخدامها.

و- الحالة الانفعالية: سوء التوافق الانفعالي يؤثر في الطفل بشكل عام واكتساب اللغة بشكل خاص.

ز- الظروف الأسرية الملائمة: للظروف الأسرية دور بارز في التطور اللغوي كأساليب تربية الوالدين، المستوى الثقافي، الحالة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة، حجم الأسرة.

3- يكتسب الطفل لغته في فترة قصيرة فبعد 4-3 سنوات يكون قد اكتسب اللغة الأم وبدأ بالتواصل، مع استمرارية نمو اللغة عبر الزمن.

4- الجنس: تشير معظم الدراسات إلى أن البنات أسرع نضجاً من الذكور.

مراحل التطور النطقي عند الطفل:

1- التطور ما قبل اللغوي:

* تم تقسيم هذه المرحلة إلى:

أ- الأصوات الانعكاسية (من الولادة حتى ثمانية أسابيع) وتتميز هذه المرحلة بالأصوات الانعكاسية، والبكاء، والتجشؤ، وغالباً ما تكون الأصوات هنا مجهورة، كما تكون شبيهة بالعلل.

ب- مرحلة الهديل والضحك (من ثمانية إلى 20 أسبوعا) يصدر في هذه المرحلة أصوات شبيهة بالسواكن، يستخدم البكاء للتعبير عن حاجاته ومشاعره.

ج- مرحلة المناغاة والبأبأة (من 16 إلى 30 أسبوعا) بدأ السواكن بالظهور وبشكل أوضح، تتميز الأصوات في هذه المرحلة بالحدة.

د- مرحلة البأبأة المكررة (من 25 إلى 50 أسبوعا) بدأ إنتاج أصوات العلة والسواكن، إنتاج المقاطع التي تبدأ بالعلة، ظهور الأصوات الشفوية واللثوية والانفية، تظهر بعض المقاطع مثل بابابا، ماماما.

هـ - مرحلة اللغة الخاصة أو اللغة غير المفهومة (من 9 إلى 18 شهر) إنتاج كلمات يستخدمها الطفل ولا يستخدمها الكبار.

2- التطور اللغوي أو مرحلة الكلام:

* مرحلة الكلمة.

* مرحلة الجملة من كلمتين.

* مرحلة الجملة من ثلاث كلمات