تتعدد مصادر الثروة الحيوانية وتتنوع بمميزات لكل منها ولكن اللافت للنظر خلال السنوات الاخيرة هو إقبال المستهلكين في أنحاء العالم على مصادر الغذاء الأكثر أمناً من ناحية الدهون والأحماض والكولسترول، للحفاظ على معايير غذائية صحية بعيداً عن أمراض سوء الهضم والبدانة وتصلب الشرايين.

حيث اكتشف الخبراء مؤخراً أن لحوم طائر النعام هي الأفضل كغذاء صحي عالي البروتين ومنخفض الدسم في الوقت نفسه. في السنوات الخمس الماضية ظهرت هواية تربية طائر النعام في بعض الدول العربية والخليجية إلا أنها تحولت بعد حين إلى مشاريع تجارية تعود على أصحابها بعوائد مالية مجزية. وجاء في تقرير نشر على موقع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ونقلته وكالة (كونا)، إن مزارع تربية النعام بدأت في الكويت في عام 2004 كمشاريع صغيرة في منطقة الوفرة الزراعية إلى أن ظهرت مطاعم تختص بتقديم وجبات لحوم للنعام تعتمد على تلك المزارع في توفيرها.

ويعتبر لحم النعام من أجود أنواع اللحوم لانخفاض نسبة الألياف مع زيادة في عنصر الحديد ونقص في الصوديوم إلى جانب انخفاض السعرات الحرارية مع كثرة الأحماض الدهنية غير المشبعة وزيادة نسبة البروتين فيه.

ويمتاز لحم النعام أيضاً بنكهة مميزة لعدم وجود الدهون فيه وإمكانية حفظه في الثلاجات لمدة دون فقدان نكهته وهذا ما جعله الأكثر طلباً في بلدان أوروبا وآسيا إلا أن ارتفاع ثمنه حد من انتشاره في المجتمعات محدودة الدخل.

بيضة النعام

ولبيضة النعام مزايا تميزها عن بيض الدجاج، فوزنها يتراوح بين 350 إلى 2300 غرام أي ما يعادل 25 بيضة دجاج ما يعني أن بيضة واحدة تكفي لغذاء نحو 12 شخصاً.

ويستخدم جلد النعام في تصنيع المنتجات الجلدية الفاخرة من حقائب نسائية وأحذية للجنسين، إضافة إلى استخدام دهون بعض أنواع النعام وخصوصاً النوع الاسترالي في تركيب وتحضير بعض المستحضرات وأدوات التجميل.

وتختلف أنواع طائر النعام باختلاف الموطن ولون الريش والسرعة والوزن ومن أشهرها الجنوب إفريقي ذو الريش الرمادي المختلط بالأسود الذي تصل سرعته إلى 60 كيلو متراً في الساعة ويزن ما بين 120 الى 160 كيلو غراماً.

وهناك أنواع أخرى مثل (ايميو) الاسترالي الذي لا يتعدى وزنه 60 كيلوغراماً ولون ريشه أسود مائل إلى البني، إضافة إلى الجنوب أميركي المعروف باسم (الرهة). والكسواراي الغيني ذي الريش الأسود اللماع.

وأخيراً الكيوي من نيوزلندا.

ويعتبر النعام الأفريقي ذو الرقبة السوداء، السلالة الوحيدة المستأنسة حالياً ويربى في مزارع متعددة بصورة مكثفة كمصدر للحوم في المشاريع الخاصة بإنتاج النعام لقدرته على العيش بصورة جيدة في المناطق المشمسة والطبيعة الرملية، إذ يعد من الطيور المعمرة، حيث يصل عمره الإنتاجي إلى 40 عاماً.

وتضع أنثى النعام الإفريقي ذي الرقبة السوداء أول بيضة في عمر 18 شهراً بحيث تضع بيضة واحدة كل يومين في سلسلة بيض مستمرة لمدة 40 يوماً، ثم تتوقف فترة وضع البيض.

ومن الممكن أن تتكرر هذه الدورة مرة أخرى حسب الحالة الإنتاجية للقطيع، بينما تصبح الذكور قادرة على الإخصاب عند بلوغها العامين.

أما ذكر النعام فيستطيع الاهتمام والعناية بأكثر من أنثى، إلا أن أصحاب المزارع يفضلون أن يكتفي الذكر بتلقيح أنثى واحدة أو على أكثر تقدير اثنتين لضمان أعلى نسبة من الإخصاب.

ويفضل لدواع صحية ألا يترك بيض التفريخ مدة طويلة من دون جمعه لتلافي النمو المبكر للأجنة، بحيث ينصح بجمعه على الأقل مرتين يومياً وينظف ويخزن في مكان منخفض درجة الحرارة وتكون الرطوبة النسبية في حدود 75 الى80 في المئة لمدة لا تزيد على 10 أيام لينقل بعدها إلى المفرخات الصناعية.

وتتيح خصائص الجهاز الهضمي لطائر النعام القدرة العالية على الهضم الميكروبي للألياف وتكوين الأحماض الدهنية بجانب وجود منطقة الامتصاص النشطة في الجزء الخلفي من القناة الهضمية ما يساعد على الاستفادة من هضم الألياف الخام.