محاولة الوقوف على تجربة الشاعر حبيب الصايغ ليست محفوفة بشغف الفضول والسعي وراء المزيد فحسب، بل إنها تماثل محاولة الغوص في بئر بلا قرار، كلما تم تخطي مرحلة منها كانت الأخرى تنتظر مشرعة جناحيها على المعرفة والتجربة والخبرة في ميدان لا يقل عمقه عن عمق هذه التجربة الإبداعية الممتدة منذ نهاية ستينيات القرن الماضي .
وقدر لها أن تشكل حلقة الوصل بين جيلين من الشعراء الإماراتيين .كان لابد من اتخاذ قرار ووضع نقطة النهاية عنوة للحوار الذي أجراه (مسارات)، بمناسبة صدور الأعمال الكاملة للشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ومدير المركز الثقافي والإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في أبوظبي.
ذلك أن للحديث معه بقية دائما، حديث عادة يبدأ بالشعر ولا يأتي على استعراض المشهد الثقافي في الإمارات والوطن العربي فحسب، بل يتعداه كذلك إلى الربط بين الثقافة وميادين أخرى مثل الإعلام واللغة والبيئة الاجتماعية دون استثناء السياسة التي باتت تشكل مفردة ملحة في ظل ما يشهده الوطن العربي من أحداث.
وفيما يلي نص الحوار
إلى أي جيل من الشعراء تنتمي تجربة حبيب الصايغ وما هي التجارب الشعرية التي مرت بها الحركة الشعرية في الإمارات وماذا عن التواصل بين الأجيال من الشعراء فيها؟
يبدو أنه من الصعوبة بمكان أن يتكلم المرء عن نفسه وكأنه يتكلم عن آخر، كما أني لست ناقدا، لكن يخيل لي بأنه عندما بدأت مسيرتي الشعرية، فإنه لم يكن حولي أحد في ذلك الزمن السحيق بنهاية الستينيات عندما كنت لا أزال صغيرا وبدأت أنشر نتاجي في مطلع عام 1970مع انطلاقة صحيفة الاتحاد في أكتوبر 1969.
وكان ينشر لي كطفل أو كفتى ناشئ مراهق تم اكتشاف موهبته للتو. بعد مرور سنة على ذلك بدأت أحرر الصفحة الثقافية في الصحيفة المذكورة لما كنت في المرحلة الإعدادية. هذه هي بداياتي، حيث لم يكن من حولي جيل بالمعنى المتداول لكلمة جيل.
وأتذكر تماما أن هذه الصفحة كانت صفحة ثقافية تقليدية فيها شعر وقصة قصيرة ونقد وكلمة للمحرر وكنت أضطر أحيانا لكتابة هذه الأشياء كلها في وقت واحد تحت أسماء مستعارة حتى أشكل صفحة.
كما أني أذكر أنه في ظل مزاج الصبا ذاك كنت أغير أماكن وجودي حتى أتمكن من أن أتقمص تلك الأدوار المختلفة.
أما فيما يتعلق بالذين سبقوني من الشعراء فلقد كان هناك الشاعر أحمد المدني والشاعر حمد بو شهاب، لكنهما كانا ينتميان إلى جيل أكبر مني سنا ومتباعد من حيث التجربة،.
وهي تجربة من طبيعة مختلفة، لذلك أعتبر أن جيل الشعراء الذين أتوا لاحقا هم جيلي أيضا. وهذا يعني أني وجدت نفسي وحيدا في فترة من الفترات، فأنا أكتب منذ عام 1968، وعندي نتاج يمتد من هذا العام حتى عام 1980 لم ينشر في كتاب بعد.
يلاحظ أن جيل الشعراء الذي جاء بعد حبيب الصايغ قد سجل تجربة رائدة لمع بريقها، لكن هذا البريق سرعان ما خبا في غضون بضع سنوات، لماذا؟
أعتقد أن هذا يعود إلى طبيعة كل تجربة شعرية على حدة، حيث يمكن أن تجد شاعرا قد أبدع وهو في العشرين من عمره، ثم أصبح إبداعه أقل أو العكس، أي أنه هذه القصة لا يمكن تفسيرها موضوعيا، فتفسيرها على هذا النحو صعب، لكن ثمة مسألة تتعلق بنمو المجتمع واهتماماته .
وهواجسه وطبيعة الأشخاص الذين يعيشون فيه وانشغالاتهم، فليس بالضرورة أن يخلص كل واحد للشعر طوال عمره، ففي نهاية المطاف، هناك من يكرس نفسه مبدعا شعريا، لكنه يكتشف لاحقا ميله للأعمال الخاصة ويجدها أهم أو ينشغل بأولاده وأسرته.
لكن لا شك بأن تلك الفترة كانت تنطوي على بيئة اجتماعية ولدت من رحمها تجربة فنية ثقافية شملت أجناسا مختلفة مثل الفنون التشكيلية والشعر .
أعتقد أن المجتمع كان بكرا أكثر، وكانت علاقة الصحافة مع الثقافة علاقة أفضل وهذا جانب مهم جدا، ففي آخر السبعينيات وبداية الثمانينيات مع عودة الخليج وصدور البيان وازدهار الاتحاد وازدهار صحافتنا الوطنية كانت الصفحات والملاحق الثقافية تحتفي بالأدباء والكتاب والشعراء المواطنين والمقيمين وعندما كان يصدر كتاب لشاعر كان يخصص له أربع صفحات حتى في العدد اليومي أحيانا.
وكانت المسائل مفتوحة على بعضها بعضا أكثر، بينما اختلف الأمر في الوقت الحالي، حيث يمكن أن يظهر بدل ذلك خبرا ضمن عمود صغير فقط، أو عندما يعقد نشاطا لشاعر، فإن الاهتمام ينصب على من حضر من المسؤولين وليس عليه وهذا خطأ كبير.
العلاقة بين الثقافة والإعلام في الإمارات حاليا هي علاقة ملتبسة، حتى أننا نفكر في المركز الثقافي والإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان أن نعقد ندوة لبحث هذه العلاقة.
ماذا عن مضامين الخطاب الشعري في الإمارات وهل تمكنت من مواكبة هموم الناس والمجتمع؟
عندي مقولة (الشكل الجوهر)، حيث يقال دائما كلمة الشكل أولا ثم تتبع بكلمة المضمون وكأن المضمون هو الجوهر بينما المضمون هو الذي يتبع الشكل وليس العكس.
فعندما يكون هناك شكل، سيكون هناك بالضرورة مضمون متقدم أيضا، أي أن الشكل يرتقي بالمضمون دائما. أنا عندي مجموعة شعرية اسمها (ملامح) صادرة عام 8691 تتكلم عن أبوظبي ودبي في المقام الأول وعن الشوارع والأماكن وبعض المفردات،.
ومع أنها تستقي المادة الموضوعية من الشارع بشكل مباشر إلا أنها مفعمة بالرمزية أيضا، وهذه المسائل لم تعد كما كانت، خصوصا بالنسبة لشاعر مثلي يكتب بالأشكال الثلاثة العمودي والتفعيلة والنثر.
الشعر الحداثي بلا قامات
ماذا عن تناول هذه البيئة التي احتضنت الخطاب الشعري الحداثي وتحديدا الجيل الذي جاء بعدك؟ مع احترامي للجميع، لاسيما أن هناك قامات
كبيرة ومهمة في هذا الميدان، إلا أن البعض ينحو نحو المبالغة في المضمون في قصيدة النثر. لكن الحداثة في الشعر تعبر عادة عن بيئة اجتماعية بعينها تتسم بالانفتاح والواقعية والحرية.
أعتقد أن قصيدة النثر في الإمارات خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الجديد لم تستفد من موضوع الحرية لأنها بالغت في الرمزية وفي الابتعاد عن الواقع وغلبت في أحيان كثيرة عليها التعمية، أي قصائد الشباب.
وكأن الادهاش مقصود ويبحث عنه بحيث يتم إلغاء المتلقي على مستوى الطرح والتنظير ويضعه نصب عينه ساعة كتابة القصيدة، لذلك تفتقر بعض القصائد لبناء القصيدة.
دعنا نتوقف عند مسألة التقليد، هل النثر العربي أصيل ووليد لبيئة عربية، أم أنه تقليد لظاهرة غربية؟
من نافلة القول إن الذين قرأوا القصيدة الأجنبية بلغتهما الأصلية أو مترجمة قد تأثروا بها بكل تأكيد، لكن أعتقد أن تجربة النثر العربية جاءت نتيجة تطور طبيعي وأتصور أنها ظاهرة أصيلة.
لكن المشكلة هي أن البعض يستسهلها ولا يعرف الفرق بين النص النثري وقصيدة النثر، ومعظم نتاج قصيدة النثر العربي لو لم يكتب بالشكل الذي كتب فيه، أي في سطور، وقمت بجمع تلك السطور،.
فلن يفرقه أحد عن أي نص نثري عادي. فمثلما هناك قصيدة عمودية منظومة نظما، هناك قصيدة نثر هي نثر منظومة في حقيقة الأمر، أي أنها قصيدة نثر منظومة بطريقة متواضعة لا تعدو كونها مجرد صف كلام.
هل استفادت الحركة الشعرية الإماراتية أو رفدت بحركة نقدية؟
نحن نفتقر إلى حركة نقدية، كان هناك جهود متفرقة لناقد هنا وآخر هناك يزورنا يومين من الزمن ويذهب، والساحة ليس فيها أحد يتابع ونحن مهملون في هذا الجانب أكثر من أي بلد عربي آخر.
لكن في البلدان العربية الأخرى هناك تنظير لا يؤثر كثيرا على حركة الإبداع ويمارسه أكاديميون يختلفون ويتفقون فيما بينهم بعيدا عن الساحة الحقيقية، يختلفون في قاعات الجامعات وفي كتبهم،.
وربما الشاعر لا يهتم كثيرا بما ينظرون. وهناك نقد يتابع النص، لكنه ليس موضوعيا أيضا، فإما أن يكون مداحا أو قادحا، وهناك شعراء يشتغلون على أنفسهم من الناحية الإعلامية على طريقة الفنانين الذين يوظفون مديري أعمال لهم.
أذكر، ونحن نعيش غمرة الأحداث التي تشهدها ليبيا، أننا كنا نشارك سنة 2009 بمؤتمر عام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب في مدينة سرت الليبية وفوجئنا بندوة لمدة ثلاثة أيام حول الإبداع القصصي والروائي عند معمر القذافي ويتكلم فيها أدباء كبار، من بينهم، على سبيل المثال، كوليت خوري.
وشهد المؤتمر الكثير من التنظير عن القذافي وأهميته ليس الإبداعية والأدبية فحسب وإنما الإنسانية أيضا، وعندما يشتغل النقد على هذه المستوى تكون كارثة.
أمير البرنامج التلفزيوني
يبدو أن الساحة الثقافية في العالم العربي تفتقر إلى رأي عام متبلور؟
الرأي العام في موضوع الإبداع والأدب يبدو انه ليس مرصودا أو أنه غير موجود أصلا، لا أدري، أو ليس واضحا على الأقل.
لكنه يتشكل كما نريد على ما يبدو، يتشكل كما يريد له الإعلام، مثلا، تجربة أمير الشعراء وشاعر المليون تقوم على فكرة رائدة ساهمت في تفعيل الحراك الشعري.
لكنها طبقت بطريقة تحول معها البرنامج من برنامج تلفزيوني إلى قضية تخص هيئة الثقافة والتراث في أبوظبي، فأصبح أمير الشعراء هو أمير البرنامج التلفزيوني وشاعر المليون هو شاعر البرنامج التلفزيوني .
وليس الساحة الثقافية الحقيقية، التي قام المسؤولون بإلغائها وتكريس ساحة بديلة لا تتسع إلا لهؤلاء الشعراء الذين برزوا من خلال التلفزيون بحيث لا يستضاف في البرامج إلا هؤلاء الشعراء الذي برزوا في البرامج السابقة وكأن البلد ليس فيها شعراء.
ما رأيك بالأحداث والمتغيرات السياسية التي يشهدها الوطن العربي هذه الأيام؟
كان هناك خوف من التغيير على مستوى المؤسسة العربية أو الفرد العربي أو الأسرة العربية، وكأن الواقع أفضل من المجهول الذي يحمله المستقبل، ولكن هذا انكسر الآن وسقف الحريات ارتفع في كل مكان ليس فقط في الدول التي حصل فيها التغيير.هناك أنظمة عربية سيئة يجب أن تذهب.
وهناك أنظمة عربية جيدة وفي تلاحم مع الشعب، لكن كل الأنظمة العربية قاطبة التي لم تغير سياساتها سوف تتغير، فالوطن العربي لن يعود كما كان، لذلك يجب أن تعود الكتابة والإبداع .
كما كانا، كل المؤسسات الثقافية العربية والوزراء العرب عندما يجتمعون يضعون نصب أعينهم ما حصل فهناك ضرورة للتغيير على الصعيدين الثقافي والسياسي ويجب أن يكونا مسارين متلازمين.
أصدرتم بيانا في الاتحاد على ضوء ما قالته الكاتبة سارة الجروان حول تقصير الاتحاد في رعاية المبدعين الجدد...
ليس بيانا بقدر ما هو رد على إثارة، فليس صحيحا ما قيل حول أن اتحاد الكتاب لا يحرك ساكناً بشأن المبدعين الجدد، فأنا رددت بأن كلنا نشأنا في كنف هذا البيت .
وأذكر هنا ظاعن شاهين وأحمد راشد ثاني وظبية خميس وعارف الخاجة وأسماء كثيرة أخرى، كلنا نشأنا في هذا البيت وعلى صعيد الشغل في اتحاد الكتاب عندنا العضوية الواعدة ولجنة عضوية تقبل النتاج بغض النظر عن عمر صاحبه.
فالعمل هو الذي يحدد. لكن السؤال المطروح هو: هل هذه هي مهمة اتحاد الكتاب فقط وليست مهمة وزارة الثقافة التي هي جهة رسمية معنية بالجميع. نحن نعطي الاولوية للأعضاء.
هل أنت راض عن عمل الاتحاد؟
لست راضياً عن عمل الاتحاد ولكن راض إلى حد ما عن ما قدمته للاتحاد. هنالك فرق، ففي هذه الدورة التي أشغل فيها رئيس مجلس الادارة عملت على عدة أشياء فمثلاً الكثير من مطالب الاعضاء تحقق كصندوق التكافل، اتفاقيات مع عدة جهات، وادخال نصوص أدبية للمناهج، حركة النشر وحتى على مستوى النشاط وحتى كحضور في المجتمع وكمواقف.
ونحن الجمعية الوحيدة في الإمارات التي تكلمت عن ما حصل في الدول العربية في عدة مناطق عربية وأصدرت بيانا ونحن من رد على منظمة حقوق الإنسان .
ولقد شارك اتحاد الكتاب بشكل قيادي في موضوع قيادة المجتمع المدني الإماراتي في منتدى المستقبل عبر السنوات الأخيرة التي كنت فيها رئيس مجلس الإدارة. ولا تمر صفحة ثقافية بدون خبر أو أكثر عن اتحاد الكتاب.
لكن طموحنا لا يتوقف عند هذا الحد فقط، نحن نريد من جميع الأعضاء أن يشتغلوا. هناك سلبيات ونقوص، وعدم حضور، فمثلا العمل التطوعي يعتنق كشعار لكن لا يطبق، وأنا أدعو كل الأعضاء للمشاركة في النشاط، فهذا مطلوب لإنجاح عمل اتحاد الكتاب.ولا يتم هذا النجاح إلا بمشاركة الجميع.
نص أدبي ولاسلوك أدبي
ماذا عن التواصل بين الأجيال التي ولدت من رحم هذا الاتحاد وترعرعت؟
نحن نتواصل مع الجميع من الرواد، والمشكلة أننا حين نطلب من الأعضاء المشاركة في نشاط، نجد تباطؤاً، وهذه سلبية لا تليق بالأديب أو الكاتب أو المبدع وبالنسبة للمشاركات الخارجية نسأل واحد واثنين أو ثلاثة من الأعضاء.
لكنهم إما يعتذرون مبكرا أو في اللحظة الأخيرة. أتمنى فعلاً من كتاب وأدباء الإمارات أن يكون عندهم هذا الجانب الذي لا ينفصل عن عملية الإبداع. البعض ينظر إلى قصة النص الأدبي، لكن هناك أيضاً سلوك أدبي وسلوك إبداعي غير موجود عندنا على الأغلب.
نتمنى أن يكون جميع الأعضاء موجودين في الجمعية العمومية المقبلة.أريد الجميع أن يحضروا ويشاركوا ويحملوا عنا بعض العبء. يقال دائماً بأن ميزانية الاتحاد ضعيفة..
الميزانية ليست ضعيفة، الميزانية تكفي لكن هي ليست الطموح، يعني نحن نعمل على قدر الميزانية ولو كان عندنا ميزانية أكبر لكان عملنا أكبر.
هل لك أن تضعنا في صورة نشاطات الاتحاد العامة؟
لدينا ملتقى الإمارات للإبداعي الخليجي وكان هذا نشاطا نوعيا، كما أننا سنستضيف المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب في أبوظبي بدعم من القيادة في نوفمبر والمؤتمر العام ستستضيفه البحرين.
فإذا اعتذرت البحرين فسيكون المؤتمر عندنا بشكل تلقائي وأنا أرشح نفسي دائما ممثلا لاسم الإمارات، ولا أتردد لحظة، فأنا أول من يرفع يده لتمثيل الإمارات لأنها تستحق.
ما دور الاتحاد في تشكل المشهد الثقافي في الإمارات دور الاتحاد وفق النظام الأساسي خدمة أعضائه بالدرجة الأولى، والآخرون الذين لم ينضموا إليه هم منضمون إلى مؤسسات أخرى يجب أن ترعاهم وتحميهم. ولكن حول تأثيره على المشهد الثقافي، فهناك حدود معينة يتيحها النظام الأساسي.
أصبح لدينا فرع في أبوظبي وفرع في الشارقة وفرع في رأس الخيمة ونسعى إلى فتح ثلاثة فروع جديدة، فرع في الغربية وفرع في العين وفرع في الفجيرة خلال هذا العام وهناك شخصية وطنية نقدرها كثيرا تبرعت بمقر في أبوظبي .
وستدفع كل التكاليف والفرش والايجار مدة خمس سنوات. وهناك وعد بأن نعطى أرضاً ومبنى دائما خلال خمس سنوات.صاحب السمو رئيس الدولة مشكوراً أهدى اتحاد الكتاب أرضاً تجارية في العين وهي سوف تسهم في الميزانية عندما تبنى.
المشهد الثقافي في الإمارات مشهد واسع ومتشعب وعميق وغني لكن ما الذي تريده الإمارات من وراء تفعيل هذه الحركة الثقافية التي تتجاوز المجتمع المحلي؟ما هو العنوان الذي يمكن أن نقرأ الإمارات من خلاله؟
اشتغل الشيخ زايد ،رحمه الله، على موضوع التنمية وبناء الإنسان وكان في فترة هناك فورة مادية وعمرانية هائلة أدت إلى حدوث قطيعة بين الأجيال في التفكير والاهتمامات، وقد بدأت القيادة تدرك ما حصل.
الآن تطرح الثقافة كأساس في التنمية ولجسر تلك الفجوة بين الأجيال، ليس على أساس اعتبار الثقافة شيئا مكملا من الخارج، وإنما كونها أساسا في التنمية، التي تقوم على الكثير من المؤسسات الثقافية التي تعتمد على ميزانيات مجزية.
للحدث بقية، لكن لا بد من أن نختم هذا اللقاء بسؤال أخير دائما وعادة ما يكون هذا السؤال عن الجديد، ما جديد حبيب الصايغ؟
هناك مجموعة شعرية كنت أنوي إصدارها مؤخرا، لكني أميل إلى تأجيل ذلك دائما ولا أعلم لماذا، فأنا أخاف كثيرا من نشر الكتب. وعنوان هذه المجموعة المؤقت هو( ثلاثة أرباع الغيم).
كما أني فكرت لاحقا بإصدار مجموعة كاملة، لكن انشغالي لم يسمح لي بذلك، فقررت إصدار مجموعة هي عبارة عن مختارات شعرية عنوانها( رسم بياني لأسراب الزرافات)، أما المعيار الذي اخترت على أساسه قصائد هذه المجموعة فيقوم على ما أحب من القصائد التي اخترتها من كل مجموعاتي الصادرة سابقا.