يزخر عالمنا بأنواع عديدة من الموسيقى، بعضها موغل في العمق والتاريخ، والآخر استحدث في سنوات الأربعينيات والخمسينيات وما بعدها، من القرن الماضي. وذلك كردة فعل على ما يجري على أرض الواقع. وكانت موسيقى الروك آند رول» من بين الأنواع المستحدثة، التي تمكنت، رغم قصر عمرها،
من الاستحواذ على نسبة عالية من المعجبين.
استطاعت « الروك آند رول»، تغيير وجه العالم الموسيقي، ولعل السبب يكمن في تحررها، ليس على صعيد كلماتها وحسب، وإنما في إيقاعاتها أيضاً، فضلاً عن أنها تحمل بين طياتها، قدرة لافتة على تحريك الجسم وتحفيزه على الرقص، وهو ما جعل البعض يعتبرها بمثابة حركة فكرية.
إن أكثر ما يميز موسيقى الروك آند رول، وضوح ملامحها التاريخية، ولذلك فهي تعد أحد أنواع الموسيقى الشعبية التي ظهرت بصورة جلية مع بداية الستينيات في الولايات المتحدة وبريطانيا، رغم أن جذورها تعود إلى الأربعينيات.
وحسب المراجع التاريخية المتخصصة، فنشأة الروك كانت نتيجة تداخل مجموعة من الأنماط الموسيقية السائدة آنذاك، مثل البلوز والكانتري والفولك. وهذا التداخل ولد هجيناً موسيقياً، يعتمد أساساً على ثلاث آلات رئيسية، وهي: الغيتار الكهربائي، البيس غيتار، الدرمز. ودرج أصحاب الروك على استعمال الإيقاع الرباعي في الدرمز 4/4، والذي أصبح شائعاً بعد ذلك، إلا أن تفرع الروك إلى أنماط أخرى لاحقاً، أسهم في تنوع الإيقاع ودخول أوزان جديدة فيه.
قوة الأداء الصوتي
يختلف الروك من الناحية الغنائية، عن غيره من أنواع الموسيقى، في جانب كونه يعتمد على إظهار القوة في الأداء الصوتي، أكثر من الغناء الرخيم والهادئ. وتحكم علاقة الكلمات بالغناء هذا الأداء الذي يتضح عنفوانه في الكلمات الثورية، ويقل كلما تطرق إلى الرومانسية.
لذا نجد أن أغاني الروك تتنوع في طبيعة الأحداث التي تعالجها، وتحاول أن تركز على الانفعالات البشرية، مثل: الغضب والاكتئاب. وتركز كثيراً على الرغبة في التحرر من كل شيء، ولذلك نجد ان بعض المتخصصين يعتبرون الروك حركة ثقافية، وظاهرة اجتماعية تجاوزت عتبات الموسيقى لتشمل أبعاداً ثقافية وفنية واجتماعية أخرى.
ويعتقد أن هذا السبب الرئيس الذي ساعد الروك في خلق قاعدة شعبية لها تأثير عالمي. وظاهرة التحرر التي تدعو إليها الروك، خاصة في بداياتها، كانت نتيجة خروج الشباب من حالة الحرب التي عاشتها أميركا وأوروبا، وما ولدته من مآس وويلات أثرت على نفسية الشباب كثيراً، ليتوافق ظهور الروك مع إحدى القواعد الشعبية التي لقيت انتشاراً واسعاً في أميركا تحديداً، والتي تقول : «لا للحرب، اصنعوا الحب» (No war, Make Love).
إذ كان الشباب يتطلعون من خلال الموسيقى، الى أشكال احداث الفرق في حياتهم الاجتماعية، والتي أدت الى تمردهم على العادات والتقاليد كافة، والتي كانت سائدة في المجتمعات الغربية آنذاك، وحتى على أنواع الموسيقى التي انتشرت حينها.
فلم تعد الموسيقى تسمع بهدوء، وحلت الآلات الكهربائية مكان الآلات الصوتية. الأمر الذي أثر في ازدياد حدة الإيقاع لهذا اللون الموسيقي الجديد المتسارع في انتشاره بين أوساط الشباب.
وبالطبع نجاح موسيقى الروك واتساع قاعدتها الشعبية، أديا إلى ظهور مجموعة مغنين تربعوا على عرش هذا النوع من الموسيقى، وأشهرهم ألفيس بريسلي، الملقب بملك الروك.
تأثير (الكانتري): «الريف»
ذكرنا آنفاً، أن موسيقى الكانتري (الريف)، ساهمت بشكل أو بآخر، في نشوء موسيقى الروك آند رول، وفي البحث المتأني والموسع حلو القضية، نجد أن بعض مغني موسيقى الكانتري، بدؤوا مشوارهم في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الـ20، بإعادة أداء أغان من الريثم آند بلوز، والتي ذاع صيتها حينها بين المراهقين من البيض.
وكذلك فعل بعض مغني البلوز مع أغنيات الكانتري. وأدى هذا التبادل إلى نشوء أغنيات الروك آند رول. واللافت هنا، أن أول من أطلق اسم «الروك آند رول»، آلان فريد، في عام 1951.
ويعد بيل هالي من أبناء الرعيل الأول الذين اجتهدوا في نشر الروك آند رول. وعمد في العام 1952 إلى تغيير اسم فرقته من (ساديلمين) إلى (كوميتس)، ليغير بعدها من وجه الموسيقى في العالم، خصوصاً بعد تقديمه في عام 1954م، أغنية» (روك على مدار الساعة):» Rock Around the Clock «، والتي احتلت المراكز الأولى، وقدرت مبيعاتها بأكثر من 25 مليون أسطوانة عالمياً.
وكرر نجاحه في أغنية (شيك راتك آند روك):» Shake, Rattle and Roll «، التي باعت أكثر من مليون نسخة، والأمر ذاته حدث مع أغنية» سي يو ليتر أليغاتور»: See You Later, Alligator، وكان ذلك في العام 1956.
هوس البيتلز
لم يقتصر وجود الروك آند رول على حدود الولايات المتحدة الأميركية، إذ تمكنت من الانتقال الى خارجها. وأفلحت في التأثير بالشباب البريطاني تحديداً، حيث كانت المملكة المتحدة في سنوات الستينيات من القرن الـ20، وما قبل، واحدة من أبرز الدول الملتزمة بالتقاليد المجتمعية.
وشرع يتضح تأثير وانتشار الروك في بريطانيا، مع ظهور فرقة البيتلز التي تمكنت من احداث فرق واضح في تركيبة المجتمع البريطاني، من خلال استخدامها موسيقى الروك، التي لا تزال تعد حركة فكرية، ونجاح البيتلز في بريطانيا، رآه الأميركيون بمثابة الغزو البريطاني، أو ما عرف في ما بعد باسم (بريتيش إنفيجن).
ففي نهاية الخمسينيات، كان الروك آند رول، في انجلترا مجرد رقصة مستوردة من الولايات المتحدة، يؤديها بعض الشباب في الحفلات الموسيقية. وكان الأبرز في الساحة البريطانية آنذاك، موسيقى «السكيفل» التي تعود بجذورها إلى العشرينيات من القرن الـ20 في أميركا، وقام بإحيائها في بريطانيا الاسكتلندي لوني دونيغان، الملقب بملك السكيفل.
والملاحظ أن عملية التغيير في المجتمع البريطاني كانت بطيئة جداً، بسبب طبيعة المجتمع الإنجليزي المحافظ والراضخ إلى التقاليد الفيكتورية، وحينها كان يفرض على الشباب أن يكونوا نسخة طبق الأصل، عن آبائهم، حتى في أذواقهم الموسيقية.
إلا أن المشهد في مدينة ليفربول البريطانية كان مغايراً. فمن جهة، كان وضعها الاقتصادي يعاني الاهتزاز، فضلاً عن رغبة الشباب بإحداث فرق في حياتهم من خلال التمرد على التقاليد، وهو ما وجدوه في أغاني الروك الأميركية التي ثارت على تقاليد البلد نفسه.
وهذه الثورة رفعت من إقبال الشباب على شراء آلات الغيتار الكهربائية، وكذا الدرامز. إضافة إلى تشكيل فرق صغيرة على غرار النموذج الأميركي. وكان أبرزها فرق: روري ستورم آند ذي هاريكنز، «كينغسايز تايلور آند ذي دومينوز، روك أند ريثم كوسترز.
ورغم وجود هذه الفرق، لم تتمكن من احداث التغيير المطلوب، كما فعلت فرقة البيتلز التي غيّرت شكل الحياة الفنية والثقافية في بريطانيا، وعملت على ادخال موسيقى الروك ضمنها، واستطاعت أن تصل إلى ذروتها في البلاد، في العام 1963، وهو ما بات يعرف بـ «هوس البيتلز»، والذي لم يبق مقتصراً على بريطانيا، وانما وصل حدود أميركا، وغيرها من الدول.
وبحسب المصادر التاريخية، ارتفعت نسبة المعجبين بفرقة البيتلز في أميركا، بعد تقديم محطة (WWDC) الإذاعية، أغنية» آي وونت تو هولد يور هاند»: (I want to Hold Your Hand)، والتي أدت الى حشود المعجبين على أبواب متاجر التسجيلات للحصول على ألبومات البيتلز، إذ لم تك متوافرة أساساً.
وقيست نسبة انتشار البيتلز في أميركا، بعد أول ظهور تلفزيوني لها في البلاد، من خلال إحدى البرامج التلفزيونية في عام 1964، وقدر عدد مشاهدي البرنامج في تلك الليلة، بأكثر من 73 مليون مشاهد أميركي، أي ما يعادل نسبة 45 بالمائة، من سكان الولايات المتحدة الأميركية، في تلك الفترة.
واعتبر ذهاب البيتلز إلى الولايات المتحدة، ووصولهم إلى نيويورك، قبل يومين من عرض البرنامج، بداية حقبة (البريتيش إنفيجن)، كما اصطلح على تسميتها، وتعني (الغزو البريطاني). إذ استمرت فرق الروك البريطانية، وحتى العام 1967، في تصدر سوق الأغاني الأميركية.
ظهرت إلى جانب البيتلز، مجموعة من الفرق التي كان لها تأثير ملحوظ على الشباب، ومن أبرزها : «أنيمالز»، «بي جيز»، «ديف كلارك فيف»، «ذي هوليز»، «بيتر آند غوردون».
علامة موسيقية بارزة
مع انتشار الروك، تحول إلى علامة موسيقية بارزة، في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية. ومن بعدهما أخذت موسيقى الروك بالانتشار في القارة الأوروبية وفي آسيا وأميركا الجنوبية، وتمكنت هذه الموسيقى من فرض نفسها في السبعينيات من القرن الـ20، أيضاً.
وإن كانت الستينيات قد أخذت النصيب الأكبر من الإعجاب بين المراهقين، ذلك كامتداد لنهاية الخمسينيات. وأصبح عازفو الروك وجمهوره، أوسع شمولية بين الفئات العمرية الأكبر سناً، كنتيجة طبيعية لتقدم أعمار عشاق هذه الموسيقى، والذين عاصروها منذ البدايات. وكذلك بفعل تشعبها وتوزعها إلى أنماط موسيقية أخرى باتت تشبع أذواق طبقات أخرى من الجمهور.
ووضح أن موسيقى الروك في السبعينيات من القرن الفائت، كانت قد بدأت تتوجه إلى نسخة أكثر عنفاً (موسيقياً)، مقارنة بالعقد السابق، وذلك في ظل تطور أجهزة المؤثرات الصوتية التي تتصل بالغيتار الكهربائي. وكذا وجود أجهزة التشويه (ديستورشن) التي لعبت دوراً بارزاً في نمو تيار «الهارد روك»، إلى جانب ما أنتجه الأخير من : «بنك روك»، «هيفي ميتال» بأنواعه الفرعية المنبثقة منه لاحقاً. واستمرت بعض الأنماط التي تكونت أساساً، في الستينيات، من «الفولك روك»، بشكل مواز، لكن مع ادخال تقنيات جديدة، ضمن ما بات يعرف بتيار «السوفت روك».
ملك الروك
الحديث عن موسيقى الروك آند رول لا بد أن يقودنا الى ألفيس برسلي، المعروف باسم ملك الروك آند رول، فبرسلي أحد النجوم اللامعة في سماء الموسيقى، تمكن من احتلال قمة المجد الفني في تاريخ الموسيقى العالمية، واشتهر في مجال موسيقى «الروك اند رول»، وكان عامل إبهار للشباب، وحفزهم في موسيقاه على التعبير عن رغباتهم ومشاعرهم، بحرية وجرأة.
وعندما ظهر ألفيس أصبح قدوة للشباب، فقلده الكثيرون منهم في ملابسه وقصة شعره، وغيرها الكثير من الملامح المميزة لهذا النجم، وأصبحت أغنياته الأكثر مبيعاً على مستوى العالم، وحققت أعلى الإيرادات. ورغم مرور أكثر من 31 عاماً على وفاته، إلا أن اسم بريسلي لا يزال يخلف صدى رناناً، بمجرد ذكره، لما شكله من حالة فريدة بين الشباب، ونتيجة ما حققته، ولا تزال، ألبوماته، من نسبة مبيعات عالية.
ألفيس بريسلي، والمولود في شرق توبيلو بولاية ميسيسيبي بالولايات المتحدة الأميركية، عام 1935، لعائلة متواضعة الحال، انبهر منذ الصغر بالموسيقى، وهام بها. ورشّح إلى عدد من المسابقات. وكانت الموسيقى السبب في حصوله على أول آلة غيتار كجائزة، ذلك في إحدى المسابقات عام 1946. ولم يك ذاك الغيتار الأخير في حياة الفيس بريسلي الحافلة، والتي أذاب ومزج فيها، موسيقى الكونتري مع الروك اند رول، فانفعل معها وبها، وارتج المسرح تحت قدميه، بعد أن زلزله برقصه وأغانيه.
بدأ مشوار بريسلي الفني بتكوينه فرقة موسيقية صغيرة، تقدم فنها في داخل الحانات، ومن ثم جاء الاتفاق مع منتج كان استمع إلى غنائه، وأعجب به. وهكذا شرع بريسلي رحلته الجادة في عالم الموسيقى، عبر تسجيل أولى أغانيه، بعنوان ( ذاتس أول رايت):» Thats All Right». وانطلاقاً من هنا، أخذ يظهر يتألق أسلوب ألفيس الغنائي المميز.
وتوالت أعماله وعروضه المسرحية. وإضافة إلى موهبته في الغناء، برز أيضاً كممثل، إذ قدم حوالي 30 فيلماً، كان أولها: «أحبيني أكثر» عام 1956. ومن أشهرها: «تحيا لاس فيغاس»، «هاواي الزرقاء».
وتتابعت أفلامه بعدها بشكل كبير. ومن أغنياته الشهيرة: «لا تكن قاسياً»، «أحبني بلطف»، «صخرة السجن»، «أريدك.. أحتاجك.. أحبك». وحقق بريسلي، على مدار تاريخه الفني، أعلى نسب مبيعات لألبوماته الغنائية، فبيع له أكثر من 750 مليون تسجيل عالمي، محطماً بذلك، الأرقام القياسية. فكان له 120 أغنية فردية، وصلت إلى قائمة أفضل 40 أغنية أميركية، مبيعاً. و20 أغنية وصلت إلى المركز الأول.
وخلال الفترة ما بين عامي 1956 - 1962، تمكن من الوصول بـ 24 أغنية متتالية، إلى قائمة أفضل خمس أغانٍ. واستطاعت هذه الأغاني، كل واحدة على حدة، أن تبيع أكثر من مليون نسخة. ولم يستطع أحد كسر هذه الأرقام.
وحفز نجاح بريسلي الملحوظ، الناقد الموسيقي والكاتب الأميركي بيتر جورالنيك، لإصدار كتاب بعنوان «حب يقتل: سقوط ألفيس بريسلي». تناول فيه، السيرة الذاتية لبريسلي. وركز تحديداً، على الجزء الثاني من حياته، الذي يمثل مرحلة انهيار النجم. كما استعرض الكاتب في مؤلفه، موضوع الشهرة وتبعاتها. وأتى هذا الكتاب كجزء ثان للكتاب الأول، والذي حمل عنوان «آخر قطار إلى ممفيس: صعود ألفيس بريسلي».
والذي روى فيه كيف أعتلى بريسلي، عرش الموسيقى الأميركية، باعتباره ملكاً لموسيقى الروك. ويشكل الكتابان، أكبر مؤلفات السير الذاتية التي أدبجت عن واحد من نجوم الفن خلال القرن العشرين.
وهذا إضافة إلى الكثير من الكتب التي أنجزت عن حياة هذا النجم. ولم تك الدراما ببعيدة عن هذا الشأن، إذ تطرق مسلسل خاص إلى قصة حياة ملك الروك ألفيس بريسلي في عام 2005، بعنوان «ألفيس».
وفاز المسلسل بجائزة «غولدن غلوب». وبعد وفاته في عام 1977، إثر جرعة مخدرات زائدة، تحول منزله في غريسلاند في ولاية تينيسي الأميركية، إلى متحف يستقبل سنوياً أكثر من نصف مليون زائر، يقدمون لمشاهدة مقتنياته.
ودرج الناس على التباري في موعد حلول ذكراه في كل عام، بمحاولة تقليده. إذ تنظم مسابقات لأفضل شخص يتمكن من تقمص شخصية بريسلي ويبرع في تقليده، إلى جانب أفضل زي تنكري. كما أصدرت الولايات المتحدة في عام 1993، طابعاً بريدياً، يحمل صورة بريسلي، ولم يقل هوس الشباب ببريسلي، حتى بعد وفاته، إذ أطلق اسمه على مئات الأطفال داخل أميركا، عقب وفاته، علاوة على محاولة الاستفادة من اسمه بكافة الأشكال، فأطلق على العديد من الفنادق والمطاعم. وكذا قلده كثيرون، في نمط ملابسه وفي شكل قصة الشعر. وأيضاً استمر البعض في إعلان عدم تصديق وفاته.
الروك في السينما
مثلت موسيقى الروك آند رول، بكل افرازاتها ومشاهيرها، مادة خصبة لصناعة السينما الأميركية، إذ أفردت الأخيرة للروك، مساحة جيدة في أفلامها. فضلاً عن انتاجها مجموعة كبيرة من الأفلام التي تتحدث عن الروك، وعن مدى عشق الشباب له.
ويعد فيلم: (روك الأجيال):» Rock of Ages»، للنجم الأميركي توم كروز آخر نتاجات السينما الأميركية لعام 2012، وهو مقتبس عن قصة مسرحية غنائية شهيرة لا تزال تعرض في برودواي.
ومن اخراج آدم شانكمان الذي سبق له، إخراج الفيلم الغنائي الاستعراضي الشهير «هير سبراي». تدور أحداث الفيلم في منتصف ثمانينات القرن الفائت، إذ كانت موسيقى الروك آند رول في قمة مجدها وانتشارها بين الأجيال، ويتطرق إلى حياة العاملين في المجال، مجسداً واقع صخبها وامتلائها بالمجون والتفسخ والحروب والشذوذ، وهو ما ادى إلى وقوع ضحايا كثر من العاملين في الحقل ذاته.
وهناك أيضاً، فيلم: ذي ران أوييس»: (The Runaways)، الذي يستعرض مسيرة أول فرقة موسيقية نسائية تعزف موسيقى الروك آند رول، في الوقت الذي كان فيه هذا النوع من الموسيقى، حكراً على الرجال.
وهو يتناول مسيرة فرقة «ذي رانوايز»، التي انشئت في السبعينيات من القرن الـ20، وتألفت من 8 فتيات جميلات، يجمعهن بين عشقهن لموسيقى الروك آند رول، ورغبتهن في الشهرة السريعة. وبالفعل يتصدر ألبومهن، في أحداث الفيلم، قائمة أعلى المبيعات، ومن ثم يحققن نجاحاً باهراً يحشد حولهن المعجبين في كل مكان. وهذا الفيلم من بطولة: كريستين ستيوارت، داكوتا فانينج، مايكل شانون. وأما الفيلم الكوميدي: « ذي روركز»: (The Rocker)، فهو من بطولة، راين ويلسون وجوش جاد وكريستينا أبلجيت، وتدور أحداثه حول شخصية روبرت فيشمان أو: فيش، عازف درامز المحب لفنه والمتفاني في عمله.
إذ يعمل مع فريق فيزوفيوس الغنائي، ويحلم هو وزملاؤه، في الفريق، في أن يصبحوا نجوماً بارزين ضمن عالم موسيقى الروك آند رول، إلى أن يطرد فجأة من الفريق. وبعد 20 عاماً من تحطم آماله الموسيقية، ينمو إلى علمه أن هناك فريقاً للروك آند رول، يسمى (إيه دي دي) بالمدرسة الثانوية التي يدرس بها ابن أخيه، يبحث عن عازف درامز جديد.
أزياء الروك في دبي
لم يتوقف تأثير الروك آند رول عند حدود الموسيقى والسينما وكافة أشكال الفن، وانما امتد ليشمل أيضاً، مجموعة أنواع مختلفة من الأزياء، ظهرت بصورة جلية في دبي، إذ تجاوزت موسيقى الروك آند رول، عتبات المسارح لتطال العديد من تصاميم الأزياء، وهو ما بدا واضحاً في تشكيلة سبلاش الجديدة، لخريف وشتاء 2011، والتي قدمتها في عرضها التاسع للأزياء، إذ أقامته أخيراً في مسرح مدينة أرينا في مدينة جميرا في دبي.
واستوحت فكرته من سحر الروك آند رول، وحمل العرض عنوان «روك آند فاشن». وتلك التشكيلة، أثبتت أن موسيقى الروك آند رول، قادرة على التطور. علاوة على كونها اصبحت جزءاً من الموضة، فمن حذاء ألفيس بريسلي الأزرق، المصنوع من الجلد الناعم، وصولاً إلى تصفيفات شعر فرقة البيتلز ومعاطفهم على طراز «نيهرو».
كما أن تشكيلة «سكول أوف روك»، تكشف عن مفهوم حرية الشباب وتطويرهم هواياتهم الخاصة، إذ تضمنت التشكيلة قصات وتصاميم بدرجات ألوان زاهية ومتألقة ونقوش وتأثيرات جريئة بألوان متعددة، ومن ثم عرضت تشكيلة «روك آند صول» المزيج المثالي بين الفخامة والبساطة، عبر قصات عصرية بدرجات ألوان متألقة ومتمازجة.
الأمر ذاته انسحب أيضاً على العباءات الإماراتية من خلال التصميمات الجديدة التي قدمتها الإماراتية عبير السويدي في الدورة السابعة لأسبوع دبي للموضة التي اقيمت في 2010، حيث قدمت السويدي مجموعة من العباءات التي تحمل صبغة تتوهج بنغمات موسيقى الريغي.
«مدرسة الروك»
يكاد فيلم «مدرسة الروك» بجزأيه: الأول والثاني، أن يكون الأشهر في عالم السينما الأميركية، وهو من بطولة الممثل الكوميدي جاك بلاك، ودار الجزء الأول حول عازف غيتار يستبعد من فريق الروك الغنائي، فيجد نفسه ينتحل شخصية مدرس، وينخرط في العمل بالمجال، كي يعول نفسه، إلا أنه يكتشف أن الطلبة الصغار موهوبون، ليؤلف، بعدها، فرقة روك غنائية، إذ يستطيع أن يفوز معها في مسابقة للفرق. وحقق هذا الجزء، غداة عرضه في عام 2003، ايرادات عالية، قدرت بنحو 131.3 مليون دولار، عقب عرضه في جميع أنحاء العالم.
«الريف» جذراً
موسيقى الكانتري (الريف)، ساهمت بشكل أو بآخر، في نشوء موسيقى الروك آند رول، وفي البحث المتأني والموسع حلو القضية، نجد أن بعض مغني موسيقى الكانتري، بدؤوا مشوارهم في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الـ20، بإعادة أداء أغان من الريثم آند بلوز، والتي ذاع صيتها حينها بين المراهقين من البيض. وكذلك فعل بعض مغني البلوز مع أغنيات الكانتري. وأدى هذا التبادل إلى نشوء أغنيات الروك آند رول.
أزياء دبي والروك
قدمت مصممة الأزياء الإماراتية، عبير السويدي، في الدورة السابعة لأسبوع دبي للموضة، تصاميم عباءات، على وقع أنغام نوع من موسيقى الروك، للأسطورة الجامايكية، الراحل بوب مارلي، وكذلك بإيقاعات الروك آند الروك الصاخبة في الثمانينيات والهيب هوب في التسعينيات.
أنواع
وضح أن موسيقى الروك في السبعينيات من القرن الفائت، كانت قد بدأت تتوجه إلى نسخة أكثر عنفاً (موسيقياً)، مقارنة بالعقد السابق، وذلك في ظل تطور أجهزة المؤثرات الصوتية التي تتصل بالغيتار الكهربائي. وكذا وجود أجهزة التشويه (ديستورشن) التي لعبت دوراً بارزاً في نمو تيار «الهارد روك»، إلى جانب ما أنتجه الأخير من : «بنك روك»، «هيفي ميتال» بأنواعه الفرعية المنبثقة منه لاحقاً.
متحف «الروك»
شيد على ضفاف بحيرة إيري في وسط مدينة كليفلاند، بولاية أوهايو، في الولايات المتحدة الأميركية، متحفاً لحفظ وتسجيل تاريخ بعض الفنانين والمنتجين المشاهير والمعروفين الذين أثروا في طريق صناعة الموسيقى، وخاصة في مجال موسيقى الروك.
ويتألف المتحف من سبعة طوابق، وخصصت الطوابق، من الأول وحتى الخامس، لعرض القطع والأعمال والوثائق التاريخية المؤقتة أو التي اقترض بعضها لفترة قصيرة من الزمن، مثل عرض لتذكارات من 12 عاماً في جولة «في الوجود»، وغيرها من الأعمال الموسيقية الأخرى. وأما الطابق السابع والأخير من المبنى، فهو معرض مؤقت، حيث تقام فيه المعارض التي تحتوي على مجموعة معينة لفنان ما لفترة من الزمن، وهو يعتبر أصغر قسم لأنه موجود في أعلى الهرم.
حب يقتل
حفز نجاح بريسلي الملحوظ، الناقد الموسيقي والكاتب الأميركي بيتر جورالنيك، لإصدار كتاب بعنوان «حب يقتل: سقوط ألفيس بريسلي». تناول فيه، السيرة الذاتية لبريسلي. وركز تحديداً، على الجزء الثاني من حياته، الذي يمثل مرحلة انهيار النجم.
كما استعرض الكاتب في مؤلفه، موضوع الشهرة وتبعاتها. وأتى هذا الكتاب كجزء ثان للكتاب الأول، والذي حمل عنوان «آخر قطار إلى ممفيس: صعود ألفيس بريسلي». والذي روى فيه كيف أعتلى بريسلي، عرش الموسيقى الأميركية، باعتباره ملكاً لموسيقى الروك.
ولد بلا مكان
قدم مهرجان لندن السينمائي 200، في حفل الختام، العرض العالمي الأول لفيلم «ولد بلا مكان» ، الذي يتحدث عن سنوات مراهقة العازف في فرقة البيتلز المتمردة، جون لينون. ويتطرق إلى علاقته المميزة مع خالته وأمه، قبل تشكيل فرقة البيتلز. والفيلم من اخراج سام تيلور وود، ويلعب دور البطولة فيه، آرون جونسون.
«في مدينة صانعة للصواريخ »
من أبرز الكتب التي تناولت الروك آند رول هو كتاب الباحث الأوكراني سيرجي ي. زوك الذي قدم كتاباً عن ظاهرة اجتياح موسيقى الروك لـ «العالم الخاص في الاتحاد السوفييتي السابق»، وحتى إلى مدينته الصغيرة دينبرو بتروفسك في أوكرانيا، والكتاب تحت عنوان: «الروك اندرول في مدينة صانعة للصواريخ» والذي صدر في 2010.
والمدينة المعنية يعرّفها المؤلف، بأنها كانت مغلقة تماماً على العالم الخارجي، حتى وصول ميخائيل غورباتشوف إلى السلطة. ومن ثم بداية ما سمي بعصر الإصلاح والشفافية، في أواسط عقد الثمانينيات في القرن الفائت.
ويتمثل أحد الخطوط الناظمة في تحليلات هذا الكتاب، بمحاولة «تقييم» مدى تغلغل «الثقافة الغربية»، بين أوساط الشباب السوفييت في تلك الحقبة من الزمن. ويؤكد المؤلف، أنه هو نفسه، أحد شباب «جيل البيتلز»، الذين كانوا يعرفون «أدق التفاصيل» عن «مشهد الروك اندرول» في الغرب، وعن الأفلام الغربية عامة.
ويحدد القول انه إذا لم يك ذلك «الاهتمام» بل «الانبهار» بالموسيقى الغربية، مؤشراً على تمرد ضد الواقع السياسي السوفييتي، فإنه جسد نوعاً من محاولة خلق «مجال متحرر» من أية سلطة خارجية. ويشير المؤلف إلى أنه بدأ بحثه عن مظاهر وجود الثقافة الغربية في الحقبة السوفييتية، ابتداء من سنوات التسعينيات في القرن الـ20.