حين استعان الشعراء بشجرة الزيتون، عند التعبير عن المقاومة والصمود، كان هذا لما تتمتع به الزيتونة من قدرة على التكيف مع المتغيرات والعيش طويلاً في ظروف قاسية.. هكذا فإن هذه الشجرة، تدل على الرسوخ والثبات والقدرة على التحمل والتلاؤم.

وكان الإنسان قد عرف شجرة الزيتون منذ أعرق الحضارات، إذ استخدمها بوعي تام لفوائدها التي لا تحصى. وأقدم الدلائل على وجود شجرة الزيتون، اكتشف في مملكة إيبلا في سوريا، إذ عثر على رُقم ومخطوطات كثيرة تحكي عن الزيتون. ومنها واحدة تفيد بأن زيت الزيتون، قدم كهدية للملوك، وإلى أبطال الرياضة أيضاً.

 

حازت شجرة الزيتون، أهمية كبيرة ومكانة رفيعة، في حضارات عديدة في العالم أجمع. وأبرز الأمثلة، ما نجده من ذكر لها في قصائد وكتابات اليونانيين القدامى. .

ولا تزال مكانة هذه الشجرة، رفيعة، في عصرنا الحالي، واستخدم شعارها رمزاً للسلام، كما بقيت توظف للأغراض ذاتها، في رمزيتها وجدواها الصحية، في مجتمعات عديدة، وخاصة ضمن دول البحر المتوسط، حيث تكثر زراعة الزيتون. وعلى الرغم من الانتشار الكبير لزراعة أشجار الزيتون، بقي زيت الزيتون غالي الثمن نسبياً، ولكنه أغلى فعلياً، في الدول التي تستورده.

تحفظ فلسطين، البلد المحتل الذي يمتلك أشجاراً من أقدم أشجار الزيتون في العالم، في ذاكرتها، فيضاً من القصص السنوية، والمستمرة، التي تنسج خيوطها مع مواسم قطاف الزيتون.

وتحدثت عنها، المصورة حنان عواد لـ مسارات، مبينة أن ظروف مواسم القطاف متشابهة من حيث طريقة الفلاحين في حصد ثمارهم وأساليب الصهاينة في مضايقتهم وقطع أشجارهم في بعض الأحيان.

 

خضرة دائمة

هناك ميزات كثيرة للزيتون، الذي أقسم الله به في كتابه العزيز. فهو نبات شجري يتبع الفصيلة الزيتونية، ويعد من النباتات الزيتية دائمة الخضرة. كما أن شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة، وتمثل ثروة مهمة، ذلك لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية. وثمرتها ذات فوائد كثيرة، فهي غذاء كامل ويستخرج منها زيت الزيتون، ذو الفوائد الصحية والغذائية، المتعددة، خاصة وأنه لا يحتوي على الكوليسترول المضر بالقلب.

يعود أصل الزيتون، بحسب دانييل زوهاري، إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وتحديداً، الواقعة بين أضنة وشمال غرب سوريا، والتي تعد الموطن الأول لشجرة الزيتون. وتمتد إلى سلسلة الجبال الساحلية السورية، وصولاً إلى منطقة جبال نابلس في فلسطين جنوباً، وتشمل منطقة الانتشار هذه، كل المنطقة الجبلية الواقعة بين هاتين النقطتين. ومن ثم انتقل الزيتون من بلاد الشام، إلى المغرب العربي، ومنه إلى إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا.

ولا يزال ينتشر الزيتون، حتى الوقت الحالي، في بلاد الشام وتونس والجزائر واليونان واسبانيا وإيطاليا. كما تتصف شجرة الزيتون، وإلى جانب كونها دائمة الخضرة ومعمرة، بالقدرة على الصمود في الظروف البيئية القاسية. ويتكون رأسها من شبكة قوية من الأفرع والأغصان. وأوراقها جلدية سميكة، يبلغ عمرها بين 2و3 سنوات، وهي تتساقط عادة في الربيع.

 

أشجار معمرة

تعيش شجرة الزيتون فترات طويلة جداً. ومعدل نموها بطيء. وهناك الكثير من أشجار الزيتون المعمرة في سوريا ومنطقة شرق المتوسط. كما توجد في القدس أشجار يقدر عمرها بألفي سنة.

وأخرى يقدر عمرها بما يقارب الـ 5500 سنة. وهناك زيتونة أخرى في كرواتيا يقدر عمرها بـ 1600 سنة،. بينما يقدر عمر زيتونة أخرى في منطقة بإيطاليا، بـ 3000 سنة. وهناك أصناف كثيرة من الزيتون، تختلف في شكل الثمرة ولونها عند النضج، فمنها ما هو أخضر وأسود وبنفسجي غامق مائل إلى السواد. وهناك الزيتون الرومي، وغيره الكثير من الأنواع الهجينة.

كما تقسم الأصناف، طبقاً للغرض من استخدامها، إلى: للمائدة، لاستخراج الزيت، مزدوجة الغرض.

ويرى الناس أن شجرة الزيتون مباركة، ذلك لإمكانية الاستفادة من زيتونها وزيتها وخشبها وورقها. فثمارها تستخدم للأكل بعد غسلها وتخليلها. ويعد زيت الزيتون من أفخم أنواع الزيوت، فهو مفيد لصحة القلب. كما أثبتت الأبحاث المتعددة، أن له تأثيراً إيجابياً على أمراض الجهاز الهضمي، وكذلك على الاضطرابات المعوية. إضافة إلى انه ينشط الكبد ويزيد إفراز العصارة الصفراوية، ويفيد: علاج الحصوات المرارية، يقوي نمو المخ وشبكة الأعصاب للجنين والأطفال بعد الولادة، يكافح هشاشة العظام والشيخوخة.

ويفيد في التصدي لأمراض: الكوليسترول، السكر، الأمراض الجلدية، وغير ذلك. وأما خشب الزيتون، فهو قاس، وفيه عروق جميلة، ما يجعله خشباً من النوعية الفخمة في الاستخدام لصناعة التحف، وغير ذلك. وأما أوراقه فهي مفيدة صحياً، إذ يمكن نقعها وشرب السائل الناتج عنها، لعلاج علل كثيرة.

وبالنسبة لـالجفت، وهو عبارة عن بقايا الزيتون بعد عصره واستخراج الزيت منه، فيمكن استخدامه عقب تجفيفه، بدلاً من الفحم أو الحطب في المدفأة، ويرى البعض أنه أفضل من الفحم الأسود بكثير، لأنه مستخلص طبيعي.

زيتون الشعر

لو يذكر الزيتون غارسه

لصار الزيت دمعاً!

إنها بداية قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، والتي لا بد أن تحضر في الذاكرة، كلما جرى الحديث عن حضور الزيتون، وما يمتلكه من دلالات في الشعر العربي، فدرويش بهذه القصيدة يدل على بقاء الفلسطيني في أرضه المحتلة، كما هو الزيتون باقٍ إلى الأبد، وفيها يتابع:

يا حكمة الأجدادِ، لو من لحمنا نعطيك درعا! / لكن سهل الريح، / لا يعطي عبيد الريح زرعا! /إنا سنقلع بالرموشِ / الشوك والأحزان.. قلعا!/ وإلام نحمل عارنا وصليبنا! / والكون يسعى../ سنظل في الزيتون خضرته، / وحول الأرض درعا!!.

كما استخدم درويش الزيتون، في عنوان قصيدة أخرى، وهي: شجرة الزيتون الثانية، والتي قال في مطلعها: شجرة الزيتون لا تبكي ولا تضحك / هي سيدة السفوح المحتشمة/ بظلها تغطي ساقها ولا تخلع أوراقها أمام عاصفة. كما عنون الشاعر الراحل، إحدى مجموعاته الشعرية بـ أوراق الزيتون. وأما الشاعر العراقي كاظم حجاج، فقال في إحدى قصائده:

علمتنا الأساطير أن الشعوب تعظم أربابها / كي يليقوا بها/ نحن الأجساد الأشباح لا يظهر منا في المرآة سوى الروح/ أرأيت عيون الدجاج؟ / تنطفي بعد ثانيتين من الذبح؟/ هل أبصرت قشور الزيتون الأسود؟/ لون الزيتون الأسود عيون المذبوح. وورد الزيتون في قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود المناصرة، إذ قال: بقي الكثير على النقطة والسطر جديد/ وقطار العودة لا يزال منتظراً رغم تأخرنا/ وشجرة الزيتون تنثر العبق في كل الزوايا.

 

حمامة وغصن الزيتون

شعار الحمامة وغصن الزيتون المعبر عن السلام، والذي تتخذه الأمم المتحدة شعاراً لها، يتضمن مرجعية قديمة مستوحاة من قصة النبي نوح عليه السلام، وذلك بعد أن ركب السفينة، هو ومن آمن معه، ومن ثم انغمرت اليابسة بالمياه، وقيل ان مكان الطوفان حينها، كان في منطقة البحر الأسود شمال تركيا، أي لم يكن طوافاً كونياً على كل الأرض، بل على منطقة معينة سكن فيها قوم نوح عليه السلام، قبل أكثر من 8 آلاف سنة مضت، وما أن انتهى الطوفان.

واستقرت السفينة على جبل الجودي ضمن سلسلة جبال آرارات التركية، حتى أرسل النبي نوح حمامة لترى وتستطلع الأرض، وتوضح إذا كان الفيضان قد انقشع. فخرجت الحمامة من الشِباك واستطلعت الأرض ووجدتها انكشفت من الطوفان، فهبطت إلى الأرض والتقطت غصن الزيتون، وحملته كبشارة إلى سيدنا نوح، ليكون ذلك دليلاً على انقشاع المياه وانتهاء الطوفان، وذكرت هذه القصة في التوراة (سفر التكوين، الإصحاح الثامن- آية 12).

 

موسم الزيتون الفلسطيني

إنها رحلة لفلسطين في موسم قطاف الزيتون، والتي عادة ما تكون في شهر أكتوبر، بعد هطول المطر، ومن جميع العالم يجتمع المتطوعون كي يساعدوا الفلاحين الفلسطينيين، على حصاد موسمهم، من دون مضايقات الاحتلال. وأما المكان فهو في بيت ساحور، حيث توجد منظمة (J A I ، كما قالت المصورة الفلسطينية حنان عواد، إذ تقيم حملات من أوروبا وأميركا لصمود الفلاحين، ضد الاحتلال الصهيوني، وضد الجدار الفاصل.

وتقول حنان عواد، التي ساعدت الفلاحين في قطاف زيتونهم في موسم العام الحالي، كما رصدت بعدستها مراحل قطاف الزيتون وعصره: هناك أراضي زيتون قريبة جداً من الجدار، ومن مستوطنات الصهاينة، وكان الفلاحون هناك يخافون من قطاف الزيتون، لذلك يأتي الأجانب من أنحاء العالم، ويساعدون الفلاحين في قطف زيتونهم، من دون أن يتعرضوا للمضايقات من قبل الإسرائيليين.

وتضيف حنان: المتطوعون هم من أعمار مختلفة، ولكنهم يجتمعون، بكل فئاتهم العمرية، مع الفلاحين وعائلاتهم، من الثامنة صباحاً وحتى غروب الشمس. وعن المضايقات التي حدثت في بعض الأحيان، تحكي: جاء الجنود، مرات عديدة، مزودين بسلاحهم، أو وهم داخل دبابتهم، وسألونا: (ماذا تفعلون هنا).. وكنا نجيبهم: (نحن نعمل مع الفلاحين). وتتابع حنان عواد:

أما الصعوبات الدائمة التي ربما يواجهها الفلاحون الفلسطينيون، فهي إن أحدهم، من الذين لديهم بئر، غطاه بتراب وأغصان الأشجار، لأنه في حال عرف الصهاينة بها، فإنهم سيردمونها، بحجة أنها غير مرخص بها، وفي مرات ممكن أن يأتي جنود الاحتلال ويقطعون عدداً كبيراً من أشجار الزيتون، بحجة أنهم يفتحون شارعاً ما.

وعن المشاهد التي التقطتها عدستها قالت حنان: صورت الكثير من الأطفال الذين عطلوا عن المدرسة ليساعدوا أهلهم في قطاف الزيتون، والمتطوعون الذين يساعدون يصعدون السلم، جنباً إلى جنب مع الفلاح الفلسطيني، ويتكلم معه بلغته التي قد تكون بلجيكية أو فرنسية ولكن في النهاية نجد أنهم يفهمون على بعض وكأنهم أصحاب تجمعهم لغة الحق.

ولم تقتصر عواد على الصور الفوتوغرافية، بل صورت فيلماً وثائقياً، لموسم قطاف الزيتون في فلسطين، قالت: شاركني الفيلم المخرج الفلسطيني سعد الدين خارف المقيم في القدس، وصورنا مراحل قطاف الزيتون، والمعصرة القديمة، والحديثة، وطريقة صناعة صابون الزيت.

ولم يكن هذا كل شيء إذ أشارت عواد: صورنا ورشة لحرفيين يصنعون الكثير من الهدايا التذكارية، معتمدين على خشب الزيتون. وأوضحت: الفيلم مدعم بشهادات الفلاحين، ومعاناتهم في الكثير من الأحيان، إلى جانب شهادات المتطوعين من العالم، حول مساندتهم الطويلة للفلاح الفلسطيني.

وتتوقع عواد بأن تصل مدة الفيلم بعد المونتاج إلى ثلاثين دقيقة، واختارت فلسطين والزيتونة كعنوان أولي للفيلم.

وقصة مساندة شجرة الزيتون الفلسطينية لم تقف عند هذه الحدود، قالت حنان عواد: أطلقت منظمة (J A I) حملة عبر الإنترنت، لمساعدة الفلاحين على زرع الزيتون. والسبب كما أوضحت: هو أنه ضمن القوانين الإسرائيلية إذا لم يزرع الفلاح الأرض تتم مصادرتها، وبسبب فقره لا يستطيع. وأضافت: من خلال حملة يمكن لأي كان شراء زيتونة في فلسطين بمبلغ عشرين دولار، ويتابع من خلال الإنترنت أين وصل الحال أي عند أي فلاح، متى سقيت، أو هل اقتلعت، إلى آخر هذه التفاصيل.

وأشارت: بهذه الحملة البسيطة غير المكلفة يساعد المساهمون الفلاحون في الحفاظ على أراضيهم، وخاصة تلك الأراضي القريبة من الجدار. ونوهت: من المقرر أن نقوم في عيد الأرض بزراعة ألف شجرة زيتون، خاصة في تلك الأراضي القريبة من الجدار.

واختتمت حديثها بالتأكيد: لهذه الشجرة العريقة المتمددة جذورها في أرض فلسطين تاريخ طويل، لهذا هي تعني الكثير، فكيف يمكن أن يأتي ذلك اليوم الذي تقلع فيه من جذورها بمنتهى البساطة. لذلك من المهم أن نحييها من جديد.

 

أرقام

يوجد في العالم، أكثر من 750 مليون شجرة زيتون، وتزرع في جميع أنحاء العالم، ومنها 95 بالمائة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. أما أكثر الإنتاج العالمي فيأتي من جنوب أوروبا والمغرب والمشرق العربيين. ويوجد في إسبانيا وحدها، أكثر من 215 مليون شجرة، على مساحة قدرها 2 مليون هكتار، أي ما يعادل 27 بالمائة من المساحة المزروعة في العالم.

ويصل الإنتاج العالمي للزيتون، حسب إحصائية عام 2002 إلى 2.6 مليون طن متري، وهي النسبة التي أسهمت إسبانيا فيها بـ 40 إلى 45 بالمائة. تلتها تونس بنسبة 7 بالمائة. كما أنتجت تركيا في عام 2006 نحو 5 في المائة من الإنتاج العالمي للزيتون، وهي نسبة مماثلـــة لمقاطعة خاين الإسبانيـــة وحدها. وتجدر الإشارة هنا إلى ان 93 بالمائة من الإنتاج الأوروبي، يأتي من إسبانيا وإيطاليـــا واليونان والأردن وسوريا وتركيا.

وتعد اليونان حتى الآن، أكبر بلد في نصيب استهلاك الفرد من زيت الزيتون، وذلك في جميع أنحاء العالم، بواقع أكثر من 26 ليتراً في السنة.

بينما النسبة في إسبانيا وإيطاليا هي حوالي 14 ليتراً. وفي تونس والأردن وسوريا والبرتغال، حوالي 8 ليترات. وأما في أوروبا الشمالية وأميركا الشمالية، فيستهلك أقل من ذلك بكثير، تحديداً حوالي 0.7 ليتر.

 

فن الزيتون

جسد الفنانون شجرة الزيتون المباركة، في لوحاتهم، واجتمع ذات مرة، ثمانية عشر فناناً، من التشكيليين الذين يمثلون أطيافاً مختلفة في عوالم الفن، في معرض أقيم في غاليري السرايا في الناصرة، إذ نظموا معرضاً بعنوان "الزيتون في الفن الفلسطيني"، جمع أعمال 18 فناناً، من أطياف ومدارس، التقوا جميعاً، على عنصر الزيتون الذي يجدون انه يوحدهم ويذكرهم بقضيتهم وتراثهم وترابهم. ولهذا سردت أعمالهم سيرة شجرة الزيتون، وكل ما يحيط بها من دلالات ومعان وطقوس.

 

في السعودية

وكان الفنان نصير السمارة، أول مبدع سعودي يرسم لوحات تعبر عن الزيتون. وفي منطقة الجوف التي تعد واحدة من أهم المناطق السعودية الشهيرة بزراعة الزيتون، ظهر الاهتمام بإقامة المعارض الفنية والمسابقات، بهدف موازاة الحراك التشكيلي العالمي من واقع بيئتها ومنتجاتها. ويشتمل المهرجان في العادة، على إقامة معرض للصور الفوتوغرافية، يخص الزيتون بكل جوانب زراعته وتصنيعه، كما تقدم الجوائز للمصورين المتميزين في التقاط الصور المعبرة.

 

فرح وعشق

لا يجسد الفنانون شجرة الزيتون في لوحاتهم فقط، بل استخدموها ويستخدمونها، كخامة لتنفيذ منحوتاتهم، مثل ما فعل الفنان السوري بسام يعقوب، الذي قدم في أحد معارضه 27 عملاً نحتياً معتمداً على خامة خشب الزيتون.

وقال حول ذلك: "إن أفكاري مستوحاة من الشرق بما يحتوي من فرح وعشق، وحب متمثل في المرأة الشرقية القوية، فكان خشب الزيتون الخامة السامية في عملي الفني، لما يمثله هذا الخشب من جزء مهم في تراثنا الشرقي المعشق مع تفاصيل حياتنا اليومية".

 

سينمائياً

وظف شجر الزيتون في السينما، كعنوان لأفلام ربما لا تدل في بعض الأحيان على المحتوى، ولكنها في أفلام أخرى، خاصة الوثائقية منها، تناولت الزيتون بموازاة قصة صمود الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، منها: "لون الزيتون"، الفيلم الوثائقي الذي يصور لحظات من حياة عائلة فلسطينية.

وأيضاً: "لون الزيتون"، الذي صور في قرية فلسطينية تقع على بعد 15 ميلاً من تل أبيب. وفيه تركز الدليلة المكسيكية كارولينا ريفاس، على عائلة فلسطينية تتكون من ثمانية أفراد، يتولى أمرهم الأب هاني عامر وامرأته منيرة.

وفي صلب الأحداث، يظهر الجدار الفاصل الذي أدى تشييده إلى فصل ما يسمى بدولة إسرائيل عن الضفة الغربية، وبسبب هذا الجدار لم يعد بإمكان هاني أن يصل بساتين البرتقال والزيتون التي يملكها، بفعل الأسوار الكهربائية الفاصلة والطريق العسكرية، وكذلك نقطة التفتيش التي تحول بينهما.

ومن هنا تظهر كارولينا ريفاس في هذا الفيلم الوثائقي، كيف أن هاني وأولاده، ينتظرون الجنود الإسرائيليين بصبر في كل صباح، ليتمكن الأب من أن يذهب إلى عمله، وليستطيع الأطفال التوجه إلى مدارسهم. وكان قد صور الفيلم من دون استخدام أية إضاءة، وإنما اعتمد كلياً على ضوء النهار الطبيعي. وافتتح الفيلم في نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، وعرض مع الترجمة باللغة الإنجليزية.

وبعيداً عن الأحداث التي تدور في هذا الفيلم وتركز على الزيتون فعلاً، لا يحمل عنوان الفيلم العربي "غصن الزيتون"، أية دلالة على عنوانه، إذ يطرح هذا العمل، الذي قام ببطولته: سعاد حسني وأحمد مظهر وعبدالمنعم إبراهيم وعمر الحريري. وأخرجه السيد بدير، عن قصة عبدالوارث عسر، قضية الشك العاطفي، عند الرجال، بسبب غموض المرأة التي لا يجد الرجل حيلة في نزع هواجسه تجاهها، فإذا أبدت رضاها ظن أنها تخدعه، وإن غضبت منه تأكد أنها تكرهه.

ويحكي الفيلم عن انه لا حيلة لأي إنسان في أن ينزع تلك الهواجس التي أكدتها التجارب، حول غموض المرأة بلعناته المشاعر والتفكير.

وهذا الفيلم يعد دليلاً كبيراً، على أن ما يمكن أن يعبر عن معنى استخدام مفردة الزيتون، هو الأفلام الوثائقية، مثل فيلم المخرجة جورجينا عصفور، الذي قدمته تحت عنوان "التين والزيتون".

 

 

في الأمثال الشعبية:

 

حضر الزيتون والزيت في الأمثال الشعبية لأكثر من معنى، ومعظمها جاء بلهجة بلاد الشام، حيث صادق شجرة الزيتون منذ العصور القديمة.

القمح والزيت عمار

البيت.

أخضر الزيتون ولا

يابس الحطب.

زيت الزيتون طيب

بس لقاطه بيشيب.

أيلول دباغ الزيتون.

الزيت عمود البيت.

الجنانين جنون

والملك زيتون.

خلي الزيت في جراره

حتى تجيك أسعاره.