فخري قعوار كاتب وروائي وقاص، وصحفي أردني ، وعضو سابق في البرلمان الأردني، والأمين العام السابق لاتحاد الكتاب العرب. أصدر حتى الآن 25 كتاباً، منها: ثلاثة أصوات، ممنوع لعب الشطرنج، البرميل، وطن العصافير، ليالي الأنس، حلم حارس ليلي، عنبر الطرشان، لحن الرجوع الأخير.

«الراحلون» كتاب فخري قعوار الأخير، جاء ليأخذ جانباً لم ينتشر كثيراً في كتاباتنا العربية، ولعله من البواكير لمثل هذه المواضيع، حيث يتناول ويتابع سيرة عدد من المشاهير في الأدب والفن والفكر والسياسة والعلوم الذين رحلوا، ويلقي الضوء على أهم مفاصل حياتهم وإنجازاتهم .ولكنه يستثني أحياناً بعض الأحياء الذين كانوا على أهبة الرحيل، إلا أنهم كسروا أنف الموت على حد تعبيره، إن في طيات كتابه تسليماً بالأجل المحتوم على كل إنسان وهو أيضاً إلى جانب كونه تكريماً للراحلين فهو تذكير للأحياء بالمصير المحتوم الذي لا ريب فيه.وعلى الرغم من أن فخري قعوار قد كتب في هذا الكتاب عن 77 راحلاً فهو يدرك أن عدد الذين رحلوا أكبر ممن رصدهم وكتب عنهم.حيث نقرأ عن كل من: كارل ماركس، ميشيل عفلق، أنجلز، لينين، جون شتاينبك، تولستوي، وليم سارويان، وليم فوكنر، نجيب محفوظ، عبد اللطيف عقل، ميشيل عاصي، مصطفى الفواخيري، رجاء أبو غزالة، عيسى الناعوري.

محمود سيف الدين الإيراني، سيف الدين محمود الإيراني، عبد الحكيم عباس، مؤنس الرزاز، تيسير سيول، أحمد مصلح، أمينة السعيد، هدى الشعراوي، أسامة المشيني، روكس بن زائد العزيزي، غسان كنفاني، أدوارد حداد، أحمد بهاء الدين، رباح الصغير، مازن القبح، انتوني كوين، أديب عباسي، عمر عرنكي، إسماعيل الرواشدة، الأب وليم اليعقوب، وليم أديب عكروش، سعد الله ونوس، أندريه مالرو، طراد الكبيسي، عماد الكبيسي، سعد الدين وهبة، ناجي علوش، إبراهيم بكر، طارق أيوب.

محمود الشريف، سناء جميل، إبراهيم سكجها، زايد بن سلطان آل نهيان، ياسر عرفات، ميخائيل عيد، محمد عيد، ممدوح عدوان، عبد الرحيم بدر، أمين شنار، بدر عبد الحق، ارنست همنغواي، عزة إبراهيم الدوري، مصطفى العقاد، عباس العقاد، الفريد فرج، سليمان عويس، سلطان بن علي العويس، غالب هلسا، جمعة حماد، سلوبودان ميلوسيفتش، عاطف قعوار، ذيب الزعبي، حمدي غيث، جميل العاصي، عبد الرحمن شقير، إبراهيم بكر، أرييل شارون، شوكت السبول، حكمت العتيلي، حسني محمود، جودت السعد، خليل السواحري.

فخري قعوار لا يرثي من لهم أثر إيجابي في الحياة، بل يتعداهم إلى أولئك الذين أساؤوا للبشرية، وبعضهم يشكلون واجهة العداء للأمة العربية، هو يكتب عن تناقضات بشرية يجمعهم الموت، «لكننا نقول إن الحياة سوف تستمر وسوف تظهر صراعاتها في داخلها من جديد ولن يتبقى لنا أو الجيل القادم سوى التمسك بما نعتقد أو يعتقدون أنه صحيح وكريم، يفضي إلى خير بين البشر، يفضي إلى منفعة الناس».

فخري قعوار في متابعته للراحلين رثاء أو متابعة نقدية أو ما فعله الراحل سلباً أو إيجاباً، إنما يحاول أن يعطينا صورة لفلسفة الموت، وأبعاده الإنسانية، والدينية، والفكرية، صورة ترتبط بجدلية الموت والحياة، وكينونة الكون.

وكذلك القدر الذي يؤجل ميعاد واحد، ولعل الموت هو الحقيقة التي لا ننكرها وإن حاولنا نسيانها، أو قاوم بعضنا الموت كما يرى قعوار أو أنه يرى أن مصادر الموت مختلفة، وهي مرسومة بدقة وحكمة، وكأنه يريد أن يقول «تعددت الأسباب والموت واحد».

يقول «لدينا مقاومة طيبة للموت لا بأس بها للكثير من حالات الأمراض التي يصاب بها المواطنون، ولكن ليست لنا مقاومة للحوادث المرورية أو مقاومة للجرائم المفتعلة التي يطلق عليها اسم جرائم الشرف، وما دامت حوادث الوفيات الناتجة عن المشكلات المرورية قد بلغت عدة آلاف في كل عام من الأعوام الماضية».

وفخري قعوار لم يبحث في الموت فقط، بل سأل نفسه سؤالاً جوابه من الاستحالات..

ماذا لو عاد الراحلون؟!

ثم يحاول أن يخلق بعض ردود الأفعال التي ربما أو بالتأكيد لن تحدث لأن الراحل لن يعود، لكنه يسقط الأمر على نفسه، في خاتمة الكتاب فيقول «إن هذه التداعيات ما جاءت إلا لأنني افترض عودة الأحبة الراحلين، وأفترض لاحقاً طبعاً أنني أحد العائدين بعد الرحيل».فماذا سيكون الموقف ؟!

عبد الإله عبد القادر

* الكتاب: الراحلون

*الناشر: دار ورد

عمان 2006

*الصفحات: 280 صفحة من القطع المتوسط