المكانة العالية للمصطفى بين الأنبياء الكرام

هذا هو الجزء الأول من قصيدة تحمل اسم «نبي السلام صلى الله عليه وسلم»، وهي واحدٌة من أروع الإبداعات الشعرية المرفوعة إلى الجناب النبوي الشريف، كتبها فارس البيان، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تعبيراً عما يموج في صدره النبيل من مشاعر التوقير والإعزاز والحُبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأكيداً على المكانة العالية للمصطفى بين الأنبياء الكرام عليه وعليهم الصلاة والسلام، فإذا كان لقصة الأنبياء أبجدية فإن رسول الله محمداً عليه الصلاة والسّلام هو ألفُ هذه الأبجديّة وباؤها الذي به يتم افتتاحها، فهو آخر الأنبياء خلقاً وبعثة لكنه أولُهم في عالم الأزل، قال صلى الله عليه وسلم: (( كنتُ نبياً وآدمُ منجدلٌ في طينته ))، وإذا كان للخلق سادة فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلم هو سيّد الخلق، وهو القائدُ المقدّم على جميع الأنبياء، وما ذلك إلا لبلوغه المقام الأسمى في العلم بالله تعالى حين وصل إلى قاب قوسين أو أدنى، وهي منزلة شريفة عالية لم يصل إليها نبي مرسل ولا ملك مقرّب، فضلاً عما تخلّق به رسول الله صلواتُ الله وسلامه عليه من أشرف المناقب التي استحقّ بها قول الله تعالى: { وإنّك لعلى خُلُقٍ عظيم } فهو الحليمُ الصفوح الذي يحلُم عن الجاهل، ويُغضي عن المسيء، فلذا كان اسمه مثل خلقه: محمدٌ في الأرض محمودٌ في السماء، وباسمه الشريف تتسامى الأسماء في مراتب المجد والعُلى، فهو النِّعمةُ العظمى التي أفاضها الباري الوهاب على هذا العالم حين كان الناس يرتعون في مراتع الجهالة والظلم والشتات، فجاءتهم هذه الرّحمة السماويّة التي أصبحوا بها خير أمةٍ أُخرجت للناس، وانساحوا في الأرض على صهوات خيولهم يحملون مشاعل النور، ويبنون مدائن الحضارة في شرق الأرض وغربها، كل ذلك بفضل كلمة «اقرأ» التي استنارت بها قلوبهم وأرواحهم، وبلغوا بها مرتبة الأستاذية لهذا العالم ثم فاضت أنوار هذه الكلمة في جميع الأرجاء والأنحاء، وها هو العالم الحديث يبحث بشوقٍ ورغبةٍ عن البعث الجديد لأمة الإسلام كي ينتشر النور والعدل بين الخافقين.