البدر المنير

هذا هو القسم الثالث والأخير من قصيدة «نبيّ السّلام» التي كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ضمن تجربته الروحيّة العميقة فيما يتعلق بشخصيّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم الذي لا يعرف قدره إلا من قرأ سيرته، وتنسّم عبير أخلاقه،.

فجاء هذا المقطع الذي يُشيدُ بالمقام العالي الرّفيع لسيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي هو في أعلى مقام كالبدر المنير في وسط السّماء، فهل يتأثّر من كان في هذا المقام السّامي الجليل إذا هبّت العواصف الهوجاء التي لا تزيد عن إثارة الغبار، وإحداث الضجيج، وكأنّ صاحب السمو يشير إلى ما تورّط فيه بعض الأشقياء من انتقاص الجناب النبوي الشريف، فمقام النبوّة فوق كلّ مقام، وهو في قبّة السّماء العالية .

حيث لا تصل إليها سهام النقد والانتقاص، وسهام المُتقوّلين لا تغادر هذه الأرض فهي محكومةٌ بمكانها لا تُسبّب في الحقيقة أيّ نوعٍ من الأذى للحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، الّذي كان وما زال وسيبقى نموذجًا في الكمال الإنساني.

وقد أجمع عقلاء الأمم الأخرى على الإشادة بفضله وعظيم أخلاقه، فكان مكانه المستحقّ هو سويداء القلوب التي تمنحه أصدق حبّ وأكثره دواماً لأنّه سيّد الخلق في الدين والدنيا، فاستحقّ هذا الحُبّ الراسخ في أعماق القلوب دون أن يكون له أمدٌ ينتهي إليه.

وقد صحّ في الحديث أنّ إيمان المسلم لا يكتمل حتى يكون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين، لأنّ فضل سيّدنا رسول الله علينا لا يقوم الشكر بحقّه، فهو الذي جاءنا بالسعادة الأبدية وعرّفنا على جلال الألوهية، فكيف نقضي حقّ من كان هذا شأنه؟

فالحمدلله الذي أمرنا بالصّلاة على نبيّه بعد أن صلّى عليه بنفسه الكريمة وملائكته المقربين، فكان له الشرف والفخر بالصلاة عليه صلاة لا انتهاء لها، تنشر النور والضياء، ويُغفر بها ذنوب العبد، ويُكفى بها هموم الدنيا والآخرة.