رَوْحٌ وريحان

هذا هو المقطع الأول من قصيدةٍ هي في غاية الجمال والرقّة والرّوعة مرفوعة إلى مقام المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وأخذت عنواناً بديعاً هو «القصيدة المِسْكيّة في مدح خير البريّة صلّى الله عليه وسلّم» كتبها صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، تعبيراً عمّا يسكن وجدانه من مشاعر الحُبّ والإجلال للمقام النبويّ الرّفيع.

وقد سمّاها تسميةً لطيفةَ الإيقاع مفعمة بالدِّلالة على رهافة الذّوق حين جعلها فوّاحة بالعطر الذي يحتلّ المسك قمّته العليا، حيث افتتحها بالحديث عن لحظة الحُبّ الّتي تجذّرت في قلبه منذ بواكير الشباب للنبيّ الحبيب صلواتُ ربّي وسلامه عليه.

فجعل هذا الحُبّ شجرة وارفة الظلال في بستان المحبّة الذي يشتمل على أجمل الأزهار ويُعبِّر عن صفاء المحبّة التي تسكن جوانح صاحب السموّ الذي بادر إلى غرس معاني المحبّة للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم من خلال إحساسٍ مُفعمٍ بمشاعر الشّجى والحنين، ولم يترك هذه المعاني بلا رعاية واهتمام بل سقاها من ماء الرّوح والريحان الذي يعكس عمق الاهتمام وإيثار محبّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم على محبّة النفس والولد والنّاس أجمعين كي يصحّ الإيمان.

ليرفعها صاحب السموّ بيد المحبة والولاء إلى المقام النبويّ الشريف وهي تحمل هذا الاسم الدالّ بعنوانه على مدى الحُبّ الصافي الذي يحتفظ به صاحب السموّ لسيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالمسك هو رمزٌ لكلّ الأشياء الثمينة العالية القيمة والمقام، وفيه يتنافس المتنافسون:

{ختامه مسكٌ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} وهي في جوهرها تعبيرٌ عن الحُبّ الذي هو قَدرٌ يسعى إليه صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد، ويجعله وسيلته إلى الهداية التي هي ثمرة الإيمان الصادق برسالة هذا النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم الّذي أكرمنا الله تعالى به، وأخرجنا ببعثته من الظلمات إلى النور، وأرشدنا إلى مصالح الدنيا والآخرة، وتلا علينا آيات ربّنا، وزكّى نفوسنا وبلّغنا به إلى مدارج السالكين في طريق العبودية لله رب العالمين.