نقش الحناء.. موروث شعبي عريق
رمضان شهر الخير والبركة والعبادة والفرح والسرور والتجمعات الأسرية والاجتماعية. ومن بين العادات والتقاليد التي تميز الشهر الفضيل في الإمارات، نقش الحناء للبنات والنساء والتي تعتبر من زينة رمضان.
ويعد نقش الحناء من أنواع الزينة التراثية التي توارثتها الأجيال في الثقافة الإماراتية والعربية، ويستخدم في المناسبات السعيدة والاحتفالات المختلفة، مثل الأعراس والأعياد والمولود الجديد.
وفي رمضان، يزداد الإقبال على نقش الحناء، حيث يعتبر من زينة الشهر الكريم ومظهراً من مظاهر البهجة والسعادة. ويتميز نقش الحناء في رمضان، بأنه يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
تقوم الحناية نورة الزهري، بزيارة البيوت في رمضان لتنقش الحناء لأهل البيت، وخاصة البنات والنساء. وقالت الحناية نورة، بأن أجمل الأوقات التي تستمتع بها في قضاء عملها ورسم إبداعها تكون في «جلسة الحنا الأرضية» والتي تحتوي على «معاصير الحنا»، وهي عبارة عن حصيرة أو بساط يوضع عليه الحنا والملحقات اللازمة للنقش، وتتم النقوش وفقاً للطلب، سواء كانت نقوشاً تقليدية أو حديثة أو مختلطة.
وأكدت نورة، أن أسعار النقوش اليوم تتراوح بين 50 و 200 درهم، حسب الوقت والجهد الذي تقضيه في رسم الحنا، لافتة إلى أنّ الأسعار كانت بسيطة وتتراوح بين الدرهم والـ 10 دراهم في «زمن الأول».
وذكرت نورة، أن للنقش أنواعاً كثيرة ومنها: الغمسة، وهي نقشة بسيطة تغطي اليد كاملة من الأمام والخلف بلون الحنا الداكن، وتعبر عن البساطة والتواضع، والقصة، وهي نقشة تزين الأصابع ونصف أو كامل راحة اليد برسومات دقيقة ومتناسقة، وتعبر عن الفن والإبداع، والشراع، وهي نقشة تشبه شكل المثلث وتمتد من راحة اليد إلى المعصم أو الساعد، والروايب، وهي نقشة تتكون من نقاط أو خطوط على أطراف الأصابع.
وتعبر عن النعومة والرقة وهي إحدى النقوش الشائعة في الإمارات منذ زمان الطيبين، فضلاً عن التيلة، وهي نقشة تتمثل في نقطة دائرية على وسط راحة اليد أو الكف، وهذه الأنواع من النقش تختلف باختلاف الثقافات والمناسبات والأذواق، ولكنها تجمع بين الجمال والتعبير.
وأضافت: «غير هذه النقوش التقليدية، هناك أيضاً نقوش حديثة ومبتكرة تجمع بين الأسلوب الإماراتي والهندي والسوداني وغيرها، وتستخدم ألواناً متعددة وزخارف متنوعة، مثل الورود والرموز».
ويعتبر نقش الحناء في رمضان من العادات الجميلة التي تزيد من الجمال والأناقة، وتعبر عن الفرحة بالشهر الكريم واستعداد النساء لاستقبال عيد الفطر المبارك. ويعكس نقش الحناء في رمضان أيضاً، الروح الاجتماعية والترابط الأسري والتواصل الثقافي بين الناس، ويعزز التراث الإماراتي والعربي العريق.