من الطبيعي أن يكون تركيزنا في أكثر الأوقات على تقديم النصائح للزوجين والحرص على تحسين العلاقة بينهما، نظراً للتحديات العديدة المحيطة بالزوجين مع ازدياد المشاكل، خصوصاً بعد ملاحظة أن أغلب أسبابها هو ضعف التواصل واستخدام الأسلوب الخاطئ، ما جعل الإكثار من التوعية أمر لا بد منه وفيه مصلحة.
إلا أنني لاحظت بشكل شخصي، وربما كثير منكم لاحظ أيضاً، أن هناك فئة تستحق منا النظر في شؤونها، والتذكير بحقها، والتوعية بالقرب منها، هي تلك الأخت الحنون؛ الأخت التي بأشد الحاجة لوجود أخيها معها، فهي تتقوى به، وتواجه صعوبات الحياة بوجوده معها.
لا نختلف أن الأخ إذا تزوج قد يُشغل كثيراً في ظل مسؤولية الأسرة، خصوصاً إذا كبرت أسرته، لكن هذا لا يعني أن نبالغ في المسؤولية بحيث يصل الحال لحد الإهمال لهذه الأخت، وبالأخص غير المتزوجة، أو الأرملة، أو التي تعاني من آثار الطلاق أو الهجر، كل واحدة منهن بحاجة إلى سند في حياتها، لأننا مهما ادعينا أن المرأة مُمكّنة وقويّة ولديها وظيفتها، وغيرها من الأمور، لكن الفطرة تبقى فطرة، تحتاج إلى من تستند إليه، لا سيما في ظل غياب والدها أو وفاته أو كبر سنه، تريد ذلك الأخ الحنون اللطيف الذي تجده عند الحاجة.
لا أحصر مقالي على الأخ المتزوج، إنما الأصل أن يكون الخطاب لكل أخ، سواء تزوج أم لم يتزوج، ولكني غلبت هنا جانب المتزوج لبيان أن الزواج من المفترض أ لا يبعدنا عن حقوق أهلنا علينا، لذا نسدد ونقارب، لا نرخي ولا نشد، نعطي كل ذي حقه باعتدال دون تكليف أنفسنا فوق طاقتها.
ربما الأخ الذي يقيم في بيت العائلة وبوجود أخواته وضعه أهون من حيث رؤيته لهن، وأما الذي يقيم لوحده في مسكن مستقل بسبب زواجه، هنا أمر جميل منه كأخ أن يبادر بالسؤال، أن يقضي الوقت مع الأخت بحسب ما يتيسر الوقت له، ليكفيها كثيراً من الأمور التي لا تستطيع قضاءها لوحدها، فهناك أسباب عديدة تجعلني أنصح بالقرب من الأخت من خلال الواقع وكثرة الاستشارات الخاصة التي ترد لا أرغب بتعدادها ولا أفتح الأعين عليها حتى لا تُفهم بطريقة خاطئة، ولكن اللبيب بالإشارة يفهم.
جبر الخواطر خلق جميل، ويزداد الجبر لتلك الأخت الكسيرة بسبب بعض الظروف الخاصة التي تعيشها، أو التي تعاني من المرض المزمن أو أن تكون من أصحاب الهمم وغيرها من الأمور التي تؤكد حقها على أهلها، قصدت التذكير بشكل عام، كما أذكر الأخت بحقوق إخوتها عليها ولتعذر ظروفهم المؤقتة حال انشغالهم، هكذا هي الحياة وهذه سننها لا يوجد فيها كمال ولا شيء دائم، والموفق هو الصبور الحكيم.
رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسريفي محاكم دبي