هناك أدوار متبادلة بين الأسرة والجهة التعليمية، كلاهما بحاجة إلى الآخر فإن الطفل لو خرج من بيته مهملاً من حيث المتابعة من قبلهم أو عدم الحرص على تربيته التربية السليمة سيكون هناك أثر سلبي على المدرسة، وفي المقابل لو ضعفت متابعة الطلاب في المدرسة وتركهم يتنمرون على بعضهم، أو دون وجود نظام، سيقع الضرر على الطفل وستجد الأسرة نفسها في بناء من جديد نتيجة ما يتعرض له الطفل خارج البيت، إذن لن يختلف أحد على أهمية هذه الصلة والرابطة.
هذا التواصل في كثير من الأحيان سيجنب أولياء الأمور من بعض المواجهات، لذا ننصح أولياء الأمور في حال ملاحظتهم أي سلوكيات يرون أنها تضر أطفالهم أو من الممكن أن تؤثر على المصلحة العامة للأطفال أن يسارعوا في التواصل مع إدارة المدرسة دون أن تكون مواجهات شخصية بينهم، لأننا في الآونة الأخيرة تلقينا بعض الاستشارات أو المشاكل الجادة بين أولياء الأمور سواء بمواجهة مباشرة أو عبر مجموعات الأمهات على بعض تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا سببه يعود لأمرين: إما بسبب التسرع من قبلهم وردة الفعل السريعة دون فهم الأمر بأكمله ودون الرجوع إلى إدارة المدرسة، أو بسبب ظن ولي الأمر بأن إدارة المدرسة لم تقم باللازم ما جعله يختار المواجهة مع ولي أمر الطالب الآخر.
لذا ينبغي التدرّج تدرج في الأمور، من حيث سعينا كأسرة على التربية والمتابعة لأولادنا كون الكثير من التصرفات السلوكية السلبية الخاصة بالطفل في حرم المدرسة تعود لأسباب خارج المدرسة سواء من البيت أو الحياة الروتينية لهذا الطفل، ويجب علينا أن نفتح خطاً مباشراً مع المختصين في المدرسة كونهم هم المرآة لنا فيما يخص سلوكيات أطفالنا، ومعرفة ما هي فرص التحسين التي بحاجة إلى تدخل إيجابي، وأن يكون التواصل فيما بيننا كأولياء أمور تواصلاً تحيط به المصلحة العامة، تواصلاً لا هجوم فيه أو سوء ظن وتسرع، فلا يوجد أي مانع من عرض المشاكل الخاصة التي يتعرض لها الطفل بصورة ودية بين الأهل من الجانبين لكن الأهم هو أسلوب التواصل، فهناك أولياء أمور كثر يجمعهم الحرص والاتفاق فيما بينهم على كل ما فيه مصلحة لأبنائهم دون تحسس، ومن ثم انتقل الخير لهم ولأبنائهم وهذا ما ننصح به وندعو إليه، بالإضافة إلى أهمية النظام الذي تنتهجه المدرسة فيما يخص ضبط السلوكيات الخاطئة على اختلاف أنواعها وتكون عوناً للأسرة الحريصة.
نحن لا ندعي الكمال في حياتنا، وسنجد بعض التقصير غير المتعمد، وسنواجه تحديات كبيرة سواء على مستوى المدرسة أو الأسرة لكن هذه التحديات ستضعف أمام التعاون والوعي، ولن تكون خطيرة لو أدى كل منا ما عليه.
رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري في محاكم دبي