العمالة المساندة المنزلية

عندما نتطرق للمواضيع الاجتماعية يجب أن نشير إلى فئة صارت جزءاً مهماً في بيوتنا، حيث إننا لو قمنا بمقارنة سريعة بين الماضي والحاضر نجد أن البيوت اليوم في هذا الوقت أغلبها لا تكاد تخلو من عمالة مساندة منزلية خصوصاً في دولنا الخليجية نظراً لطبيعة الحياة المتسارعة وغيرها من الأسباب المتنوعة التي جعلت من الصعوبة الاستغناء عنهم إلا فيما ندر من البيوت، وهذا الوجود لهم قد تترتب له أبعاد إيجابية لأهل البيت، وقد تكون الآثار سلبية نتيجة ردة فعلنا معهم.

كل شيء في حياتنا يعتمد من حيث أثره على طريقة تعاملنا معه، إن أحسنّا فيه أسعدنا وكان لنا فيه خير، وإن أسأنا استعماله تحول إلى ما فيه ضيق علينا، والحال هنا ينطبق على هذه الفئة، فالأصل فيها أننا نقوم بتعيينهم من أجل التوسعة علينا ومساندتنا في أمور البيت، وجود العاملة أو السائق أو الممرض من حيث الأصل فيه خير لنا ولكن يعتمد علينا في الكيفية.

بعض الأخطاء تكمن في تخلي الأسرة، خصوصاً الأم، عن دورها الأساسي في متابعة الأبناء عندما تترك العاملة المنزلية هي التي تقوم بكل أمر يخصهم من حيث لباسهم أو تنظيفهم أو إيقاظهم للمدرسة، وهذا خطأ كبير تترتب عليه مفاسد كثيرة، كما نجد ذاك الأب الذي يتعمد عدم تسليم العامل أجره الشهري وحرمانه منه، أو بعض الحالات التي يقوم فيها الزوجان بإدخال هذه الفئة في تفاصيلهم الخاصة المرتبطة بالنزاعات إن وجدت أو القيام بالإساءة لهم عن طريق الصراخ الدائم والمتكرر عليهم أو تكليفهم فوق طاقتهم دون راحة أو حتى كلمة طيبة، أو قيام هذه الفئة ببعض التصرفات السلبية في المنزل خصوصاً في غياب أفراد الأسرة.

أذكر إحدى الحالات الزوجية التي وصل فيها الخلاف بين الزوجين إلى المحكمة وكان الخلاف متشعباً، ومن جملة ما قاله الزوج: أنا تعبت من مسألة استقدام العمالة وتبديلهم، حيث إني خلال سنة فقط قمت بتبديل ما يقارب عشر عاملات، والسبب في ذلك أن الزوجة لا تريدهن، وأنا كزوج أرى أن السبب يعود لطريقة تعاملها معهن حيث تكثر الصراخ عليهن والتهديد بخصم الراتب ونحو ذلك، وفي حالة أخرى كانت شكوى الزوجة بأن زوجها يتعمد هجرها ومن ثم يقوم بالتواصل فقط مع العاملة المنزلية في حال أراد شيئاً من البيت مما جعل هذه العاملة لا تحترم الزوجة وأدى ذلك إلى تطاولها عليها.

الخلاصة، هذه الفئة لها حقوق يجب علينا الوفاء لهم بها، نعاملهم بإنسانية وأخلاق كريمة حتى نضمن المقابل، بالإضافة أن وجودهم ينبغي أن يكون محدداً دون أن يتعدى على دورنا الأساسي خصوصاً مع أطفالنا مع الحذر من بعض السلوكيات الخاطئة منهم إن وجدت.

رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري في محاكم دبي